جلس منهكاً يختبئ فى ظل شجرة قد خلعت نصف ملابسها لتكشف عن أغصانها المتشابكة بصورة كثيفة تلقى بظلالها على العشب الغض بالأسفل الذى انتشر فى محيطها وقد نبتت العديد من النباتات البرية والأزهار الجميلة المعروفة بطيب الرائحة وحسن المنظر وقد تنوعت ألوانها الزاهية فى صورة من صور الخالق عز وجل، وعلى مقربة من تلك الشجرة شلال صغير يبعث الحياة فى تلك القطعة النائية والبعيدة عن أيدى وضمائر البشر وقد انبعث منه صوت خرير المياه ليجسم تلك اللوحة الرائعة ويخرجها فى صورة تبعث على الراحة والطمأنينة وتنعش الذهن والخيال.
تسللت من خلفه وهو جالس يتأمل هذا الجو البديع خالى البال مطمئن على حاله، فلم يكن يملك من هذه الدنيا غير أحلامه وقوت يومه البسيط الذى يقيم صلبه، ومع ذلك فقد كان يمتلك العزيمة والإرادة والأمل فى غد أفضل ثقة منه ويقينا بالله، لم يشعر بها وهى تتسلل فى خفة ودلال من خلفه، فقد كانت تتراقص كطائر النورس وهو يرقص بجناحيه على صفحة مياه هادئة لينال سمكة تقيم صلبه بعد رحلة سفر طويل أنهكته ومكنت الجوع منه أو رقصة طائر البجع فى بحيرته وهو يرقص على نغمات تشايكوفسكى فى خفة ومهارة.
كانت تتدلل فى تقدمها إليه كى لا تشعره بها وتفاجئه بمقدمها فى حركات راقصة باليه وهى تتلوى فى ألم بعد أن أجهدها الشوق وزاد الفراق من آلامها فراحت تسكن من آلامها بحركاتها الأفعوانية فى خفة ودلال وقد ارتدت أبهى ما لديها من ثياب مزركشة مخملية الملمس تشبه فراشاً وثيراً صنع من الحرير، شعر بها.. وشعر بدفء جسدها الذى كان كافيا ليبعث الدفء فى جسد بارد يعانى من الوحدة والانعزال، لم تحاول أن تلفت نظره إليها بل لم تحاول أن تغريه أو تكسب وده وتقترب منه كى يستسلم إليها طوعا أو أن يدافع عن نفسه بكل ما أوتى من شجاعة رجل جريح، بل تمادت فى غيها واثقة من قدراتها على التسلل إليه وهو فى حال لا يسمح له بالدفاع عن نفسه من كم الأسلحة التى تمتلكها وهذا الكم من النعومة والدفء الذى يغلفها، اقتربت إليه أكثر فأكثر حتى دنت منه ولم يفصلها عنه إلا سنتيمترات قليله كانت كافية أن تشعر هى بأنفاسه وخلجات قلبه بل كانت تستلذ بتلك الرعشة التى تسرى فى جسده جراء الاقتراب منها، وما هى إلا لحظات فى عمر الزمن حتى اقتربت فى رفق من يده ومالت عليه فى رفق وهو مُغيب عن الوعى وقد شُل تفكيره من هول الصدمة التى لم يكن يتصورها يوما حتى اقتربت بفمها من يديه وهى تستجمع كل قواها وتخرج كل ما فى جعبتها من سم لتنفسه فى يديه.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
roma roma
وبعض السم ترياق لبعض وقد يشفى العضال من العضال...!!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدي يوسف
تصحيح..
عدد الردود 0
بواسطة:
د. طارق النجومى
مفرق الجماعات وهادم اللذات
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام كرم الطوخى
استمر ... في ابداعك
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو منعم الشطوي
انظر خلفك في غضب...!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو منعم الشطوي
الملاك الأســــــود...... !!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدي يوسف
نجاح أم فشل ..؟
عدد الردود 0
بواسطة:
roma roma
همسة عتاب..!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
د. طارق النجومى
اللى عايز الدح...!!؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدي يوسف
ماذا أقول ...الأخت روما روما ...