التقى د.محمد إبراهيم وزير الآثار بمكتبه بالزمالك والسفير البلجيكى بالقاهرة، لمناقشة مساهمة الجانب البلجيكى فى تنفيذ مشروع عاجل لترميم وتطوير قصر البارون أمبان بمصر الجديدة شرق القاهرة، وإعادة توظيفه واستغلاله ثقافياً وسياحياً فور الانتهاء من أعمال الترميم.
كما بحث الجانبان خلال اللقاء الذى حضره د.مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وعادل عبد الستار رئيس قطاع المتاحف ومحسن سيد على رئيس قطاع الآثار الإسلامية توأمة "فيلا أمبان" فى بروكسل مع قصر "البارون أمبان" فى مصر الجديدة لتحويلهما إلى مركز ثقافى عالمى لإدارة الحوارات والاحتفالات وإقامة الندوات واستقبال المعارض .
أضاف د.محمد إبراهيم أن الوزارة تقوم الآن بتقييم الدراسات المقدمة من الجانب البلجيكى لترميم وإعادة تأهيل القصر تمهيدا لتنفيذ مشروع الترميم المتكامل واستغلال القصر ثقافيا، لافتا أن مشروع الترميم يتضمن الترميم المعمارى للطبقات الخارجية من جدران القصر والترميم الدقيق لأخشاب وزخارف وتماثيل القصر الفريدة، مشيرا إلى أنه يتم دراسة مقترح لتحويل القصر لمركز تنمية سياحية وثقافية"، يساهم فى الحياة الفكرية والثقافية ويقدم خدمة ثقافية للمؤسسات والهيئات الرسمية المحلية والدولية ويقضى بأنْ يتضمَّنَ المركز متحفَ يؤرخ لضاحية مصر الجديدة وللفترة التى شيد فيها القصر، ويشتمل على أرشيف صغير لوثائق وكتب ومجلدات فى نفس الفترة، كما يضم قاعة للاحتفالات واللقاءات الثقافية كونه يضم قاعة اجتماعات كبيرة. كما يتضمن المقترح إقامة متحف للمجوهرات.
وقال الوزير فى بيان صحفى صادر عن الوزارة أن القصر يتميز بموقع استراتيجى كونه يقع فى قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة وفى شارع العروبة تحديداً على الطريق الرئيسى المؤدى إلى مطار القاهرة الدولى وتمر الأفواج السياحية من أمامه، رائيا أن استثمار القصر سياحيا سيوفر موقعا سياحيا ثقافيا جديدا، يمكن لكل الأفواجِ السياحية زيارته. وأن استثمار القصر سوف يحافظ على الموروث الشعبى والتاريخى لتلك الفترة.
ويؤكد إبراهيم أن عدم استغلال القصر فى الوقت الحاضر، يعود إلى "التمويل الكبير الذى يحتاجه"، وهو الأمر الذى نبحثه مع عدد من الأصدقاء المهتمين بالتراث الثقافى محليا ودوليا.
يقول د.مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن القصر شيده المليونير البلجيكى البارون ادوارد أمبان ( 1852 – 1929)، والذى جاء إلى مصر من الهند فى نهاية القرن التاسع عشر بعد قليل من افتتاح قناة السويس، حيث بقى فى مصر واختار مكاناً صحراوياً (فى ذلك الوقت) لبناء قصره فى وسط ضاحية مصر الجديدة التى أنشأنها بالقرب من القاهرة العاصمة، فوقع اختياره على تصميم مهندس فرنسى يدعى الكسندر مارسيل الذى كان يعرض تصميم لقصر يتبنى الطرازين الأوروبى والهندى فى معرض هندسى فى باريس عام 1905، حيث أعجب به البارون واشتراه ليكون من أولى البنايات التى زينت لصحراء مصر الجديدة فى عام 1911 حيث جمع فى تصميمه بين أسلوبين معماريين أحدهما ينتمى إلى قصر عصر النهضة خاصة بالنسبة للتماثيل الخارجية وسور القصر، أما القصر نفسه فينتمى إلى الطراز الكمبودى بقبته الطويل المحلاة بتماثيل بوذا، وقد جلب رخام القصر من إيطاليا والكريستال من تشيكوسلوفاكيا ويشغل القصر وحديقته الواسعة مساحة 12,500 ألف متر وانتهى بناء القصر للعالم عام 1911.
وأضاف الوزير أن القصر من الداخل حجمه صغير، فهو لا يزيد على طابقين ويحتوى على 7 حجرات فقط. الطابق الأول عبارة عن صالة كبيرة وثلاث حجرات 2 منهما للضيافة والثالثة استعملها البارون أمبان كصالة للعب البلياردو، أما الطابق العلوى فيتكون من 4 حجرات للنوم ولكل حجرة حمام ملحق بها. وأرضية القصر مغطاة بالرخام وخشب البار كيه، أما البدروم (السرداب) فكان به المطابخ والجراجات وحجرات الخدم.
والقصر من الداخل عبارة عن متحف يضم تحف وتماثيل كما يوجد داخل القصر ساعة أثرية توضح الوقت بالدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين مع توضيح تغييرات أوجه القمر ودرجات الحرارة. لافتا أن من مميزات القصر الأخرى أنه صمم بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته وردهاته أبداً، وبه برج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح لمن يجلس به أن يشاهد ما حوله فى جميع الاتجاهات .