أيمن نور

«شهوة الالتهام»

الأحد، 29 أبريل 2012 07:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرف هذه السيدة التى حار الناس فى جمالها، بعد أن ضاع شبابها، وامتزج فى ملامحها، الربيع والخريف، النضارة الحية، بذبول الفناء، وعناء الفقر والشقاء!!

حقاً هى امرأة ساحرة، رغم تقدم عمرها، وتكالب الأيام والأحزان عليها، فإذا نهضت، خطفت كل الأنظار، وإذا تحركت خفقت حولها أفئدة المعجبين والعشاق، وإذا تحدثت فلصوتها بحة وجرس، لا يمكن أن تنساه أو يختلط عليك بين نساء العالم.

ورغم هذا فهى سيدة يظن البعض فيها أنها سيئة السمعة، بينما الحقيقة أنها – فقط – سيئة الحظ – خاصة – مع الرجال، الذين تتملكهم شهوة امتلاكها دون أن يفكر أحد فى رغباتها واحتياجاتها وحقوقها!!

هذه السيدة الرائعة الحريرية، تعامل معها بعض من أوقعها حظها العاثر فيهم، كمنديل كلينكس يمسحون به «نظاراتهم» ويلقون به فى أقرب سلة مهملات!!

لم أر رجلاً له قلب، وقعت عينه عليها، ولم يقع فى حبها، أو ينجذب إليها، ويسأل عن حكايتها، أو يهتم بها.

ولكن من يعرف حكايتها، يبكى عليها، ويحزن لها – وربما – يخشى منها!!

لم يعد بإمكانها – منذ سنوات – أن تفعل ما كانت تفعله فى شبابها، لم تعد قادرة أن توزع النظرات، والقبلات، بالعدل والقسطاس على الجميع!!

تزوجت زيجة كلاسيكية، لم تكن راغبة فيها أو قادرة على رفضها، فقالوا لها لا خيار لك اليوم، فظل رجل، أفضل من ظل مجهول.

كانت تعرف من البداية أن زوج «الصدفة» محدود الموهبة، لا يملك ميزة واحدة تؤهله للاقتران بها، لكنهم قالوا لها لعل ضعفه وقلة مواهبه وخبرته تجعله يتق الله فيك، ويصلح من أمورك ويعدل بين أولاده وأولادك الذين يحتاجون لأب يتسع قلبه لما ضاق به غيره!!

طلبت أن تكون العصمة بيدها، فإذا أحسن لها، ولأولادها، «أحسنت»، وإذا خابت فيه الظنون، وفعل كما فعل زوجها الراحل فتستريح بإحسان!!

مضت السنوات والرجل يتحول كل يوم إلى كائن آخر يتعامل معها وأولادها بازدراء وغرور وصلف شديد!!

أصبح زوج «الصدفة» يضربها أكثر مما يحنو عليها أو يطعمها، يمُن عليها وعلى أولادها، بما ينفقه عليهم من أموالهم!! يمن عليهم بشهقة النفس ورغيف الخبز!!

مستغلاً توكيلاً باسم أولادها القُصّر، بوصفه قيماً عليهم، فعل كل شىء.. باع ميراثها وأملاك أولادها الموروثة!!

كبر أولادها وبلغوا سناً ورشداً يمكنهم من حق الإدارة، إلا أنها اكتشفت أنه نقل هذا الحق لأولاده من زوجة أخرى!!

أرخى جفونه تواطؤاً معهم عليها، وعلى أولادها، فتعاملوا معها ومع أولادها وكأنهم سبايا، بدلاً من الاعتراف لهم بحقوقهم الشرعية.

لم يعد أمامها سوى أن تطلب الطلاق خلعاً وللضرر، وإنقاذاً لمستقبل أولادها، وحقوقهم الضائعة، والمهدورة، لكنه ضربها ومنعها من إثبات ضررها، وسرق أوراقها الثبوتية وتلاعب فيها.

ذهبت للشرطة فاكتشفت أنه هو المأمور!! فحبسها!!

ذهبت للنيابة، فكالت لها النيابة الاتهامات الملفقة، ورفضت أن تسجل شكواها!!
لجأت للقضاء، ويوم الجلسة وجدته جالساً على المنصة وأمر بإيداعها بيت الطاعة!!
صرخت بأعلى صوتها قائلة: «أريد حلاً»!!

ثارت السيدة الجميلة لكرامتها، ودفعت الثمن من أجل حريتها، ونالت بعضاً منها بدم أبنائها، ومازالت بشهور العدة، السيدة الجميلة تطلب دستوراً وروحاً جديداً عاقلاً، محباً يتقى الله فيها، لم تحصل إلى الآن على حقوقها ودستورها، وتقاتل عليها خطابها، وكأنها كعكة يريد من يشتهيها أن يلتهمها منفرداً.

نعم السيدة الجميلة تريد حلاً.

من منكم يعرفها؟! من منكم يحبها؟! من منكم يمكنه أن يمد يده إليها ليخرجها من محنتها؟! ليعطيها حقوقها وحريتها؟! من منكم يفعل؟!

ليتنا جميعاً نفعل!!

هذه السطور من وحى اجتماعات توحيد المرشحين، ومحاولات التوافق حول معايير اللجنة الدستورية للدستور.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

إيهاب زهران

إيه الأسلوب الرائع ده .

عدد الردود 0

بواسطة:

heba

اللة يادكتور

عدد الردود 0

بواسطة:

الزينى

الى الامام يا شعب الكلام والاوهام

عدد الردود 0

بواسطة:

نجوى

lالجميلة

عدد الردود 0

بواسطة:

محفووووظ

الله عليك يا أيمن يانور

التعليق فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

الشاعر امين الد يب

الصبر طيب

عدد الردود 0

بواسطة:

هدى عبدالفتاح شاعرةلم يعرفها احد غير اليوم السابع

البطيخ الاقرع بلون الدم سبق وكتبتها ةوارسلتها للسابع اكتبها من راسى تانى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة