لعبة القط والفأر بين العسكر والإخوان دخلت مرحلة جديدة بعد إزاحة الستار عن الجزء الأول، الذى انتهى بتوافقهم على تقاسم السلطة بشكل غير مباشر، وهو ما شعر به الشعب من خلال ممارسة نواب الإخوان فى برلمان الثورة، ومن خلال رسالتهم الإعلامية التى تغيرت لهجتها فى الجزء الثانى، فالمجلس العسكرى حاول فى الجزء الأول السعى بشتى الطرق أن يكسب جميع الأطياف والكيانات بدهاء شديد، ولكن محاولاته باءت بالفشل، لأنه وقع فى أخطاء كان لا ينبغى أن يسقط فيها لو أحسن تقدير الأمور، ولكنه انصاع وراء منهج الخروج الآمن بشتى الطرق، متحملاً أعباء القط الذى يصفعه الفأر كل يوم صفعات على طريقة أفلام ديزنى، غافلاً باقى الكيانات الموجودة على الساحة، بل قام بتهميشها لصالح الإخوان والسلفيين.
وفى الجزء الثانى استشعرت جماعة الإخوان المسلمين الخوف على مصيرها، وعلى ما حققته فى الفترة بعد 25 يناير، فمجلس الشعب الذى استحوذت على غالبية كراسيه ليصبحوا صوت الأغلبية فيه فشلت فى إزاحة حكومة الجنزورى، وأصبح المجلس مهدداً بحله وفقاً لقانون يشوبه الكثير من العور، ومن حق المحكمة الدستورية أن تصدر حكماً بحل مجلس الشعب فى الوقت الذى يراه العسكر مناسباً.
وهو ما جعل الإخوان المسلمين يدخلون فى حلبة صراع مزدوجة الأولى مع المجلس العسكرى بترشيح خيرت الشاطر والمراهنة عليه حتى يحافظوا على حلم السلطة الذى ظل يراوضهم طوال أكثر من ستين عاماً، والثانية مع المعارضين لهم من الشعب وانسحابهم من الوعد بعدم ترشيح أحد منهم للانتخابات الرئاسية، مما زاد الأمر تعقيداً ما بين تأييد السلفيين لمرشحهم والهجوم عليهم من التيارات المختلفة التى وصفتهم بالكاذبين الساعين للسلطة على حساب مبادئهم.
ومن ناحيته، فالمجلس العسكرى لم يجد طريقة لضربهم إلا بالسماح لعمر سليمان بالنزول فى هذه الحلبة ليدفع بالشاطر على الأحبال مكبلاً، ثم يتجه ليحمل أبو إسماعيل على كتفه ليلقيه خارج الحلبة ليكسر به منضدة الحكام، وبعدها يكتشف سليمان أنه كان أداة لضرب الاثنين ليخسر الثلاثة المباراة التى هى فى صالح كل من موسى وشفيق.
إن البعد السياسى العبقرى الذى يرسمه محللون وبارعون فى إخراج المشاهد السياسية على الساحة مازال فكر ومنطق النظام البائد مسيطرا على أدواتها وعقلها، فكل الجرائم كانت ترتكب باسم الوطنية والدفاع عن أمن ومقدرات هذه البلد، ومازال الوطن الذى هو أكبر من المجلس العسكرى وأكبر من كل الجماعات الإسلامية والمسيحية والطوائف والأحزاب معرضا لانتهاك حريته فى تقرير مصيره، فلن تفلح ثورتنا طالما هناك من يرى أنه وصى على هذا الشعب الذى بلغ أشده وخرج من عباءة الزل والعبودية والقهر والرشوة والمحسوبية.
فلن تفلح كل ما يخططه الطرف الثالث الذى يعيش بيننا متخفياً ويعمل لحساب الخائفين والمرتعشين والذين أفسدوا الحياة الاجتماعية قبل إفسادهم للحياة السياسية، تلك الجرائم لن تسقط أبداً بالتقادم وفقاً للقوانين المعيبة التى يحتمون بموادها، فمن يسعى للسلطة يريد أن يفصل من تلك المواد القانونية خيمة تحميه وقت سقوط المطر.
هشام عياد يكتب: الإخوان والعسكر على طريقة أفلام ديزنى
السبت، 28 أبريل 2012 01:07 ص
والت ديزنى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مدحت عزوز
المجلس والاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
غور بقى
عدد الردود 0
بواسطة:
عباس
تحليل سقيم
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد سعد
عندك حق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد صالح
فيلم الموسم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد صالح
صدقت يا استاذ هشام
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد عادل
مقال رائع يا استاذنا