طارق عليان يكتب: أم المعارك فى الدستور الجديد

السبت، 28 أبريل 2012 08:18 م
طارق عليان يكتب: أم المعارك فى الدستور الجديد صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أم المعارك فى الدستور الجديد ليست المادة الثانية فتلك المادة لا أحد يختلف على ضرورة وجودها ولكن أم المعارك ستدور رحاها حول نصوص المواد التى تحدد شكـل الدولة هل هى رئاسية أم برلمانية ؟ وتدور المعركة على محاور متعددة.

أولا: الإخوان يريدون دولة برلمانية حتى يستطيعوا بحكم الأغلبية البرلمانية تشكيل الحكومة والإمساك بمفاصل الدولة السلطة التشريعية والسلطة التـنـفيذية بعدما أدركوا أن البرلمان وحده لا يكفى بدون سلطة تـنـفيذية متوافـقـة ومتعاونة معه تساعده وتسانده فبغير ذلك يصبح البرلمان أشبه ببرامج التوك شو.

ثانياً: الإخوان يريدون رئيسا بلا صلاحيات رئيسا منزوع الدسم مجرد منصب شرفى يقـتصر دوره على حضور بعض المناسبات الوطنية.

ليلقى الخطب المعلبة منتهية الصلاحية ثم يعود ليجلس فى قصره "كافى خيره شره" تاركاً المسرح السياسى بالكامل للبرلمان والحكومة ليغردا وحدهما على أغصان الوطن بعيداً عن عين العزول.

ثالثاً: القوى الثورية والمدنية تريد رئيس جمهورية بصلاحيات حقيقية ينتمى إلى معسكر الثورة وهو فرصتهم الأخيرة ليعدلوا ما اعوج فى المشهد السياسى، فلن يرضوا بنصوص دستورية تـنـتـقص من صلاحيات الرئيس لأنهم يعلمون جيداً أن ما يقـتطع من صلاحيات الرئيس سيذهب إلى صلاحيات البرلمان الذى يسيطر عليه الإخوان لذلك لن توافق القوى الثورية والمدنية على اقـتطاع جرام واحد من صلاحيات الرئيس فيما عدا الصلاحيات التى إذا اقـتطعت لن تذهب إلى البرلمان.

رابعاً: لو وضع الدستور بعد الانـتخابات الرئاسية سينحاز الرئيس ويضغط بكل ثـقله فى إتجاه أن تكـون الدولة رئاسية فمن غير المتصور عقلاً أن يقـف الرئيس مكـتوف الأيدى وهو يرى الدستور الجديد يجرده من اخـتصاصاته ويحوله إلى رئيس صورى دمية فى يد البرلمان وأوراق الضغط فى يد الرئيس حينها ستكـون كثيرة وأولها حل البرلمان لتكـتمل فصول المسرحية الهزلية التى نعيشها لنجد أنـفسنا وجها لوجه أمام رئيس بلا برلمان ولا دستور وأخشى حينها ألا تكـون لدينا فرصة للعودة للمربع رقم واحد، من يعتـقد أن مأزق تـشكيل تأسيسية الدستور، هو عنق الزجاجة الذى إذا تجاوزناه انطلقـنا إلى الطرق الممهدة، شخص واهم لا يرى أبعد من موضع قدمه، فالمعارك الطاحنة فى الدستور لم تبدأ بعد، ما نحصده اليوم وغداً هو عين ما زرعناه فى استـفتاء التعديلات الدستورية مارس 2011 والذى وضعنا فيه العربة قبل الحصان فمن يزرع الشوك لا يجنى إلا الحنـضل.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

اسعد عليان

صدقت

صدقت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة