وكانت الأحداث قد بدأت فى تمام الساعة الحادية عشر من مساء أمس الجمعة، حينما انطلقت مسيرة حاشدة تضم الآلاف من المتظاهرين من ميدان التحرير، وذلك بعد إعلان منصتى أنصار أبو إسماعيل و ثوار بلا تيار، عن اتجاه المسيرة إلى وزارة الدفاع للمطالبة بإلغاء المادة 28 من الإعلان الدستورى، وإسقاط حكم العسكر وإقالة أعضاء اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات، والتأكيد على تسليم السلطة فى موعد أقصاه 30 يونيو.


واتخذت المسيرة طريقها لشارع طلعت حرب، وحمل المشاركون فيها عددا كبيرا من الأعلام البيضاء والسوداء المكتوب عليها "لا إله إلا الله" وأعلاما أخرى مكتوبا عليها "يسقط المشير ويسقط حكم العسكر"، وعلم مصر يبلغ طوله 100 متر، كما رددوا هتافات منها" يسقط يسقط حكم العسكر، الشعب يريد إسقاط النظام، الشعب يريد تطبيق شرع الله، أيوه بنهتف ضد العسكر أحنا الشعب الخط الأحمر".
وتقدم المسيرة عدد كبير من الدراجات البخارية، كما أطلق المشاركون فيها الشماريخ والألعاب النارية بكثرة، وشارك فى المسيرة أنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل وعدد كبير من المستقلين والتابعين لمنصة ثوار بلا تيار، كما جاء فى مؤخرة المسيرة مسيرة نسائية من المنتقيات محاطة بالدروع البشرية من المشاركين فى المسيرة لحمايتهم.


ونتيجة لتقدم المتظاهرين وإصرارهم على الوصول الى مقر الوزارة كثفت قوات الجيش من تواجدها فى محاولة لمنع تقدمهم إلا أن المتظاهرين بشارع الخليفة المأمون أزالوا الأسلاك الشائكة من أمام جنود الشرطة العسكرية دون حدوث أى اشتباكات بين المتظاهرين وجنود القوات المسلحة، حيث فتح الجنود الطريق أمام المتظاهرين بمجرد إزالة الأسلاك الشائكة تجنباً لحدوث أى اشتباكات.
وفى تمام الساعة الثانية من صباح اليوم السبت توقفت المسيرة فى مكانها فى شارع الخليفة المأمون، وذلك لاعتراض عدد من المدرعات طريق المسيرة والتى تمركزت خلف الجنود، فيما أصر المتظاهرون على التقدم، مطالبين أفراد القوات المسلحة بفتح الطريق لهم، مرددين هتافات "سلمية سلمية هنعدى هنعدى".

وبعد مرور ساعة كاملة من توقف المسيرة فى شارع الخليفة المأمون وفى تمام الساعة الثالثة من فجر اليوم السبت حاول أحد قيادات الشرطة العسكرية المتمركزة بشارع الخليفة المأمون، التفاوض مع المتظاهرين، لفض تظاهراتهم والعودة إلى ميدان التحرير مرة أخرى، فى محاولة من قيادات القوات المسلحة لاحتواء الموقف وتجنب حدوث أى اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الجيش، وهو مارفضة المتظاهرون بشدة، حيث اعتبروا تلك المفاوضات مجرد مساومة وتهدئة للأوضاع دون أن تأتى بثمارها وتحقق مطالبهم المتمثلة فى حل اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، وتعديل المادة 28 من الإعلان الدستورى.

واستمرت هذه المفاوضات بين قيادات القوات المسلحة والمتظاهرين حوالى 15 دقيقة، دون أن تأتى بنتائج إيجابية بين الطرفين، فيما افترش المتظاهرون الأرض بشارع الخليفة المأمون أمام قوات الأمن، ورددوا هتافات منها "يسقط يسقط حكم العسكر، الجيش المصرى بتاعنا والمجلس مش تبعنا، يالى بتسال إحنا مين إحنا شباب 25".
وفى الثالثة والنصف من فجر السبت أعلن المتظاهرون المشاركون فى مسيرة وزارة الدفاع، اعتصامهم بشارع الخليفة المأمون، لحين الاستجابة لمطالبهم المتمثلة فى حل اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، و تعديل المادة 28 من الإعلان الدستورى، وذلك بعض فشلهم فى الوصول بمسيرتهم إلى وزارة الدفاع.
وردد المشاركون فى المسيرة،" اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام، معتصمين والحق معانا ضد مجلس بيتحدانا".

وفى السياق ذاته تواجد عدد من قيادات الشرطة العسكرية على رأسهم اللواء حمدى بدين، كما تواجدت بعض من سيارات الإسعاف بميدان العباسية، وذلك ضمن الإجراءات التأمينية للمسيرة تحسبا لوقوع أى إصابات.

وعقب ذلك سادت حالة من الهدوء التام بشارع الخليفة المأمون بعد توقف الهتافات، حيث أدى العشرات صلاة الفجر بمقر اعتصامهم، فى حين ذهب البعض الآخر منهم إلى المساجد القريبة.
وعلى الجانب الآخر أعلن منسقو المسيرة، تضامن حركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية مع اعتصامهم، كما شارك عدد من أعضاء الحركة فى الاعتصام بشارع الخليفة المأمون، فيما تواجد عدد من النشطاء السياسيين من بينهم نواره نجم وأحمد دومة.

وقال الناشط السياسى أحمد دومة إنه حدثت اختلافات بيننا وبين التيارات الإسلامية حول أهمية النزول للميدان أكثر من مرة خلال الفترة الماضية، ولكن دائما ما نتحد حول الهدف الأسمى وهو تحقيق أهداف الثورة.

وقال دومة فى تصريح لـ"اليوم السابع" أثناء تضامنه مع معتصمى وزارة الدفاع والمطالبين بحل لجنة الانتخابات الرئاسية وتعديل المادة 28 من الإعلان الدستورى، فجر اليوم، "أقولها الآن إحقاقا للحق لقد سبقنا شباب التيارات الإسلامية فى النزول هذه المرة إلى الشارع وإعلان الاعتصام، وهو الأمر الذى يدفعنا إلى مبادلتهم الخير بالخير أمام الشرطة العسكرية والمجلس العسكرى من أجل تحقيق الأهداف العامة للثورة.













موضوعات متعلقة..
◄مشادات بين المارة ومعتصمى "الدفاع" وتواصل توافد متظاهرى التحرير
◄انضمام الحركات الثورية والألتراس لمعتصمى "الدفاع".. وتواجد أمنى مكثف
◄ دومة: الإسلاميون سبقونا فى الاعتصام أمام "الدفاع" وهدفنا واحد
◄دومة ونوارة نجم و6 إبريل يتضامنون مع معتصمى وزارة الدفاع
◄"متظاهرو الدفاع" يعلنون الاعتصام.. والشرطة العسكرية تكثف تواجدها
◄متظاهرو وزارة الدفاع يقتحمون الأسلاك.. والجيش يفتح لهم الطريق
◄مسيرة التحرير تصل ميدان الجيش.. وقوات الأمن تغلق العباسية
◄مسيرة التحرير تصل العتبة.. ولجان النظام تشكل دروعا أمام قسم الموسكى
◄مسيرة حاشدة من التحرير فى اتجاهها إلى وزارة الدفاع
◄"ثوار بلا تيار" و "ولاد أبو إسماعيل" ينظمون مسيرة لوزارة الدفاع