أيمن خليل يكتب: نظرة تحليلية

مما لا شك فيه أن قرار قطع الغاز عن إسرائيل قد أحدث فى المجتمع المصرى حالة من السعادة والفرحة، عمت أرجاء محافظات مصر.. هذه الحالة من الابتهاج صاحبها حالة من الفخر ورد الاعتبار وانتصار للثورة المصرية التى كانت من أهدافها قطع الغاز عن العدو الإسرائيلى.. هذا القرار فتح باباً جديداً للتفاؤل والاطمئنان على مستقبل مصر السياسى والاقتصادى.. بل جعل المواطن المصرى يعيش حالة من الانتشاء الوجدانى وسط حالات الهم والكرب التى سادت الأجواء فى الفترة الحالية.

ولكن قرارا كهذا يحتاج إلى نظرة تحليلية.. فهل هو قرار سياسى أم تجارى؟ وهل هو قرار نهائى أم مبدئى؟ وهل يمكن الرجوع فيه فى حالة رد المستحقات المالية؟.

أم هو قرار عسكرى سياسى مقصود يمهد لقرار أكبر سيصدر لاحقاً عن المجلس العسكرى لتمهيد الأرضية واكتساب تأييد شعبى.. أياً كان السبب فهذا لا يمنع أن حالة البهجة التى عمت مصر أحدثت نوعاً من الرضا والارتياح المعنوى.

ولكن لابد من عدم الإفراط فى البهجة والفرحة والشعور بالفخر.. خاصة أن لنا تجربة سابقة وهى قرار القضاء بمنع أعضاء جمعيات التمويل الأجنبى من السفر، وما صاحب هذا القرار من تصريحات بأن مصر لن تركع ولن ترضخ لأحد.. فما لبث المصريون أن شعروا بالعزة والكرامة حتى استيقظوا من حلمهم الجميل على كابوس قرار السماح لهؤلاء الأجانب بالسفر من قبل القضاء المصرى دون سبب واضح أو مبرر معلن .. مما أصاب قطاعات الشعب كافة بحالة من الاستياء والانكسار المهين.

لذلك أدعو الشعب المصرى لأن لا يأخذوا هذا القرار مأخذا بطوليا.. خاصة وأن سبب قطع توصيل الغاز كما هو معلن (تجارى) وربما يتم التوصيل مرة أخرى بعد زوال سبب القطع.