جمال نصار

لا تصادموا نواميس الكون فإنها غلّابة «2-2»

الخميس، 26 أبريل 2012 04:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد غابت رسالة الإسلام من ذهن المواطن المسلم، وهذه الرسالة هى العقيدة التى تؤثر على مزج المقومات الحضارية بعضها ببعض، وكل محاولة من الأمة الإسلامية فى طريق الحضارة بعيدة عن النظرة العقدية ستبوء بالفشل، لأن حقيقة الفكرة الإسلامية أو العقيدة الإسلامية واقع صامد، وكائن موجود فى عمق الشخصية المسلمة والمحيط الاجتماعى للإنسان المسلم، وهى تستجيب دائمًا لطموحات الإنسان المتجددة، بشرط التفاعل مع هذه الفكرة عقيدة وأخلاقًا وحضارة.
إن الرسالة الإسلامية قد أصبحت شغلا لعدد كبير من أفراد الأمة الإسلامية، لكن – وبكل أسى – كان إحياء هذه الرسالة فى أذهان عدد كبير من هؤلاء المتحمسين للدعوة الإسلامية إحياء مشوهًا، كان إحياء يعوزه الإحياء، إذ فصلوا دنياهم عن دينهم وهم لا يشعرون، حيث أصبحت العقيدة عندهم مرتبطة بالآخرة، وأما الدنيا فعزفوا عنها، وطلقوها بينونة كبرى ليتزوجها غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، فيسودوا العالم، ويبقى المسلم فى محرابه ذليلا لا يملك قرار نفسه، فضلا على قرار العالم الذى أمر بالمبادرة فى إصلاحه، لأنه لا يملك قوت نفسه.
والكثير من المسلمين يعيبون على العلمانية فصلها الدين عن الدولة، وهم قد فصلوا دينهم عن دنياهم، ويا ليتهم أحيوا عقيدتهم إحياء كاملا بهذا الفهم، بل إنهم اختزلوا دينهم فى مجموعة من الشكليات التى لا تغنى عن الجوهر شيئًا.
وما ينبغى أن نعيه أن علماء الغرب يلْمحون هذه الاتجاهات ويروجون لها، بل يلفتون أنظار الحكام والأمراء إليها، ليساعدوها على نشر سمومها فى أذهان الشباب عبر القنوات الإعلامية، والبرامج المدرسية، ثم إن هؤلاء العلماء المغرضين يحذرون الحكام والأمراء من الشباب الواعى الذى يُرجَى من ورائه الخير لهذه الأمة، ويَحْلُو لهم دائمًا أن يسموا هؤلاء الشباب الراشدين إرهابًا، وهو بحق إرهاب، لكنه إرهاب على من حارب الله ورسوله، وحارب دين الله فى الأرض (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) «الأنفال: 60».
لذلك كانت دعوة الإسلام إلى العلم، لأن العلم هو السلاح الفاعل فى التمكين لكل أمة، وما تحكم فينا الغرب اليوم إلا بالعلم، ومن أهم مظاهر اهتمام الإسلام بالعلم والتعلم، أن كان أول أمرٍ من أوامره: «اقرأ»، وحضّ نبيُّه صلى الله عليه وسلم على تعلم العلم وتعليمه، وجعل مداد العلماء خيرًا من دماء الشهداء، ورغّب الإسلام فى طلب العلم ولو كان هذا العلم فى الصين، بل جعل طلبه فريضة على كل مسلم ومسلمة. فدعوة الإسلام إلى العلم دعوة فيها صراحة ووضوح، والعلم الذى يدعو إليه الإسلام هو العلم الذى يدعو إلى التفكير العلمى، بضوابطه ومناهجه وآلياته، وبحسبى دليل قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) «فاطر: 27–28». وكلام ربنا فى هذا الصدد واضح، وليس أمامنا طريق لاسترداد فاعليتنا الحضارية إلا العودة لكتاب الله تعالى، فنستنطق سننه فى الكون، ونتدبر آياته بحثًا عن شهود حضارى فاعل، يحمل الأمة من سباتها إلى يقظة تفتح بها الدنيا كلها كما فعلها المسلمون لنا من قبل.





مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

م فتحي حماد

هو دا الكلام العملي

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد جميل المحامى دمياط

الاستاذ جمال نصار اخوانى متعصب جدا شفت لك كام مقال و انت فى برنامج مع القيادى السابق

عدد الردود 0

بواسطة:

درويش المعتزل

مقال فاشل

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

شكلك موش واقعي وعايش الخيال و الدروشه

عدد الردود 0

بواسطة:

عاطف الصغير

هذا هو الأسلام المعتدل .. كما يفهمه الإخوان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة