د.طارق الدسوقى يكتب :من هو المتدين؟

الخميس، 26 أبريل 2012 12:27 ص
د.طارق الدسوقى يكتب :من هو المتدين؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الناس يقولون هذا شخص متدين لأنه يطلق اللحية أو هذه متدينة لأنها محجبة أو لأنه ينفق على الغلابة أو يصلى فى المسجد!!، السؤال الهام: هل هذا فقط هو التدين؟ وهل قصرنا الدين على ظاهر الأعمال ونسينا أن عمل القلوب قد يحبط أعمالا تكون فى ظاهرها علما نافعا أو جهادا فى سبيل الله أو إنفاقا على المساكين؟ فأول من تسعر بهم النار يوم القيامة هو من تعلم العلم ليقال عالم أو يستشهد ليقال إنه شهيد فى سبيل الله، أو ينفق ليقال إنه جواد فيقال لهم وقد قيل، ثم يساقون إلى النار.

لقد سمعت الدكتور عمر عبد الكافى فى خطبته الجمعة الماضى يتحدث عن إخواننا فى سوريا(نسأل الله لهم التثبيت) يحكى عن
شاب سورى تم اعتقاله من السلطات وأرادوا أن يجبروه على السجود لصورة الطاغية بشار الأسد فرفض ثم عذبوه ليسجد فأبى حتى قال له رفاقه لماذا لا تفعل وليس عليك شئ لقوله تعالى" إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان" - سورة النحل ١٠٦.
فبكى وقال لهم لقد عشت ٣١ سنة لم أركع أو أسجد سجدة واحدة لله فخجلت أن تكون أول سجدة فى حياتى لغير الله سبحانه وتعالى، ما هذا الايمان وهذا التدين والخجل من الله؟ الذى قد لا يوجد عند بعض من نقول عنهم إنهم متدينون؟ لقد علمنا هذا الشاب بهذا الإيمان الذى يملأ قلبه مع تقصيره فى الصلاة طوال حياته علمنا معنى قوله تعالى: "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم". علمنا هذا الشاب كيف يكون القلب مغمورا بالإيمان ولكننا قد لا نراه أولا نعلمه فى أنفسنا إلا عندما نتعرض لمواقف بعينها، علمنا هذا الشاب أن إنكار الفعل شئ وإنكار صاحبه شئ آخر، فقد تعلمنا من سماحة هذا الدين أن ننكر الذنب ولا ننكر فاعله حتى يظل باب الدعوة بالحسنى مفتوحا لأن من تدعوه لترك معصية يستشعر برفقك به فينصت ويستجيب ولكن كيف يتسنى له ذلك وهو يرى كرهك الشخصى له وليس لفعلته.

نحن نعيش فى عصر التصنيفات والإقصاءات وإطلاق الأحكام على الأمور بظاهرها وتركنا جوهر الأخلاق السمحة الذى يدعو إليه ديننا الحنيف.

إن هذا الشاب هو تجسيد حقيقى للتدين الذى ظهر جليا عند الاختبار الحقيقى، وإننى أتمنى أن أشعر ولو لمرة واحدة، قبل أن القى ربى أتمنى أن أشعر بشعوره وخشوعه وتضرعه لله عندما سجد لله أول مرة تائبا راجعا للمولى سبحانه وتعالى ولطريقه المستقيم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة