أثارت دعوة الإخوان المسلمين إلى مليونية "إنقاذ الثورة" دون التنسيق مع القوى الثورية للنزول إلى ميدان التحرير غضب العديد من الحركات السياسية التى أعلنت رفضها للمشاركة فى مليونية الجمعة 27 إبريل، ووجهت اتهامات للجماعة بالنزول للميدان من أجل تحقيق مصالحها الشخصية وليس من أجل مصالح الوطن العليا.
وأكد أحمد ماهر، المنسق العام لحركة 6 إبريل، أن الحركة لن تشارك فى مليونية "إنقاذ الثورة" 27 إبريل والتى دعا لها الإخوان المسلمون، وذلك اعتراضا على تجاهل الإخوان للتنسيق مع القوى الثورية أو الجلوس على طاولة المفاوضات مع القوى السياسية لمناقشة القضايا الهامة حول الدستور وانتخابات الرئاسة، منتقدا أن جماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسى لم يجتمعا مع أى من القوى السياسية بعد المليونية للتباحث حول قضية تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور على الأقل.
وأوضح ماهر فى تصريح "لليوم السابع" أن مليونية "تقرير المصير" الجمعة الماضية طالها الكثير من السلبيات، منها تحول ميدان التحرير إلى ساحة للدعاية الانتخابية لمرشحى الرئاسة الإسلاميين مما تعارض مع الهدف الأساسى للمليونية.
وأشار ماهر إلى أن الحركة ستشارك بمسيرات رمزية، ولكنها لن تصل إلى ميدان التحرير، مؤكدا أن الهدف هو إدخال الجماهير فى المشاركة والمعادلة السياسية وتوعيتهم بحقيقة ما يجرى على الساحة السياسية.
ومن جانبه أعلن عمرو حامد، المتحدث الرسمى باسم اتحاد شباب الثورة عن مقاطعة الاتحاد المشاركة فى مليونية "إنقاذ الثورة" قائلا: "لن نشارك بشكل تنظيمى فى مظاهرات غدا الجمعة بسبب عدم التنسيق مع القوى الثورية من قبل الداعين للمليونية"، مؤكدا أن الاتحاد يتفق مع المطالب المعلنة للمليونية والتى على رأسها إلغاء المادة 28 من الإعلان الدستورى والتى تحصن قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، ولكننا لن ندخل طرفا فى مطالب غير معلنة للإخوان تريد الضغط من خلال المليونية على المجلس العسكرى من أجل مصالحها الشخصية.
وأضاف حامد أن الإخوان لجئوا إلى ميدان التحرير لضعف مجلس الشعب وعدم قدرته على اتخاذ أى قرار بعدما وجدوا أنه لا وجود لصلاحيات حقيقية للبرلمان والسلطة الحقيقية فى يد المجلس العسكرى، مشيرا إلى أن البرلمان عجز عن سحب الثقة من الحكومة أو تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور.
ومن أعلنت حركة 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية) عدم مشاركتها فى جمعة 27 إبريل والتى دعت لها جماعة الإخوان المسلمين وعدد من القوى الإسلامية.
وأكدت الحركة فى بيان أصدرته اليوم الخميس أنها لن تستجيب لدعوات أطراف تهدف لتحقيق أهداف خاصة بها، ولن تنجرف الحركة مرة أخرى لاستخدام القوى الثورية إلى معركة تصفية الحسابات بين القوى السياسية والسلطة، لتحقيق أهداف حزبية لجماعة الإخوان المسلمين.
ومن جانبه قال طارق الخولى المتحدث الرسمى لحركة 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية" إن الإخوان والتيارات السلفية التى تحشد لمليونية 27 إبريل هدفها هو الصراع على السلطة وليس مصلحة الدولة العليا، منتقدا تحويل ميدان التحرير فى مليونية الجمعة الماضية إلى ساحة للدعاية الانتخابية للمرشح الرئاسى للإخوان محمد مرسى.
وأكد الخولى فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن القوى الثورية لن تكون "مُحللا" للإخوان المسلمين للتحدث باسم الجماعة الوطنية بعدما أدركنا أن الإخوان ينزلون لمصالحهم الشخصية ولمعاركهم الخاصة مع المجلس العسكرى، مشيرا إلى أن الإخوان استغلت القوى الثورية لإقصاء عمر سليمان.
وأوضح الخولى أن البرلمان عجز عن تحقيق مكاسب الإخوان المسلمين، ولذلك لجئوا إلى ميدان التحرير بعدما شعروا أن البرلمان مكتوف الأيدى ومنعدم الصلاحيات وميدان التحرير هو القادر على إسقاط الحكومات وتغيير الإعلان الدستورى وتحديد جدول زمنى للسلطة.
وحمل الخولى الإخوان والتيارات السلفية مسئولية الضبابية والتخبط فى مسار العملية الديمقراطية خلال المرحلة الانتقالية بعد انسحابهم من الوفاق الوطنى ومغادرة ميدان التحرير مبكرا، من أجل البحث عن السلطة وتمرير استفتاء مارس على التعديلات الدستورية وتحدى الطريق والمسار الطبيعى لتأسيس دولة ديمقراطية على أسس سليمة والآن يدفعون الثمن.
القوى الثورية تقاطع مليونية "إنقاذ الثورة".. 6 إبريل: لن ننجرف وراء معركة "تصفية حسابات" لتحقيق مصالح "الإخوان".. واتحاد الثورة: لجوء الجماعة لميدان التحرير يعكس عجز البرلمان عن اتخاذ القرار
الخميس، 26 أبريل 2012 02:41 م