بشير العدل

عباءة الوطنية أوسع من أن ترتديها جماعة

الأربعاء، 25 أبريل 2012 10:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عباءة الوطنية أوسع من أن يرتديها فصيل أو قوة أو تيار سياسى بمفرده، فلديها من الوسعة ما يجعلها رداء أنيقا يكسو كل أطياف المجتمع، ويظهرها بلباس الوداد فى حب البلاد، ومن الخطأ أن تسعى جماعة أو فئة أيا كانت مرجعيتها، سياسية كانت أو دينية، أن تسعى لاحتكار هذا الرداء، مدعية فى نفسها أنها، ودون غيرها، المهمومة بمشاكل الوطن، وأنها التى أخذت على عاتقها حلها حتى، وأن كانت مشاكل تنوء بحملها الجبال.

فكثير من اللاعبين على الساحة السياسية فى بلادى مصر، لم يعوا أبعاد الممارسات السياسية الخاطئة، ولم يفكروا فى افرازاتها والجراح الناجمة عنها، والتى أول ما تصيب تصيب صانعها، وظنوا أنهم يحسنون صنعا، فما زالت هذه الجماعة تسهب فى الإحساس بنفسها، حتى تم عزلها عن الآخرين، ومازالت تلك الفئة تعيش حب الذات وتنسج حول نفسها خيوطا من الديمقراطية المزعومة، حتى انتهى نسيجها إلى خنقها، ومازال بين هذه وتلك، أفراد أقحموا الدين فى السياسة، ووضعوه معها فى خندق واحد، حتى خسر الدين، ليس لعيب فيه، وإنما لآفات السياسة وأكاذيبها.

نسى هؤلاء، أو تناسوا، أن النتيجة الطبيعة لتلك الممارسات، على حساب الدين الذين قدموا أنفسهم للناس على أنهم نصرائه ودعاه انتشاره وتعميمه، وظلوا فى سعيهم يروجون لأفكار بالية اعتراضا الصدأ وكشفت عوارها المتغيرات التى تشهدها بلادى مصر، رفعوا راية الدين، وخاضوا نفاق السياسة، حتى كادت آفة السياسة أن تصيب الدين.

تعجبت كثيرا لسلوك بعض الجماعات والأفراد فى عالم السياسة فى بلادى مصر، وقد قدموا رغم مرجعيتهم الدينية، نماذج للقول المخالف للعمل، والحديث الذى يخلو من صدق، والعهود التى لا يتم الوفاء بها، وكان مبررهم فى ذلك أن المتغيرات السياسة تفرض عليهم ذلك، نافين أن يكون هدفهم السلطة، أو المنصب، مستخدمين أساليب الخداع، وكل ما هو بعيد عن الدين.

أن الذين يمارسون تلك الأفعال، لا ينصرون شرع الله فى الأرض، بل يسيئون إليه بفهمهم الخاطئ، وزعمهم الباطل، فمثل هؤلاء لا يمكن أن يكونوا أصحاء سياسيا ولا دينيا، ولا يمكن أن يرتكن إلى آرائهم حتى لو كانت دينية، طالما أنها لخدمة السياسة ذات الأهداف الدنيوية، وعندى أن هؤلاء تعروا من لباس التقوى، فكيف بهم يرتدون لباس الوطنية.

السياسة علم متغير، والدين ثابت وصالح لكل زمان ومكان، فإذا كان الهدف سياسيا لابد أن يخسر الدين، ومن يريد السياسة على حساب الدين فعليه أن يخلع رداء الدين، ويقدم نفسه على أنه سياسى بما تحمله الكلمة من سمات وأن يترك الدين لأهله، فكم من حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وكم من حامل علم لمن هو أعلم منه، وكم من سياسى يمارس السياسة على من هو أكثر منه فهما للواقع.

الشعب المصرى لم يعد فى حاجة إلى من يفقهه فى أمور دينه أو دنياه، بل لديه القدرة على أن يميز الخبيث من الطيب الذى يمكث فى الأرض أما الخبيث فيذهب جفاء.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو موده

بشرك الله بالخير

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة