د. طارق النجومى يكتب: ولاد أبو إسماعيل

الأربعاء، 25 أبريل 2012 01:10 ص
د. طارق النجومى يكتب: ولاد أبو إسماعيل حازم أبو إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت قهقهة أبو مجاهد تملأ المكان وهو يشاهد بوحه الصباحى وهو يخرج مهلهل الثياب يمتلأ وجهه بالكدمات وهو لايقوى على السير بعد أن ذهب فاتحا صدره مبرزا ضلوعه ليؤدب أولاد أبو إسماعيل فإذا بهم يوسعونه ضربا فيخرج من عرينهم وهو يتهاوى قائلا قولته الشهيرة صبح صبح ياعم الحاج.

التفت أبو مجاهد لزوجته الذى لاحظ أنها لاتشاركه الضحك قائلا لها هو فيه إيه يا حاجة.. مبتضحكيش ليه..؟؟ أضحك على إيه يا حاج..؟؟ نظر إليها وجدها مهمومة وعلامات الحزن على وجهها تكاد الدموع تفر من عينيها.. هو فيه إيه يا حاجة.. خير ؟؟ هيجى الخير منين قعدت تتريق عليا أنت ومجاهد وتعرفى دكر البط بكام النهاردة وتترشحى للانتخابات.. لغاية ما طلعت على السطح لقيت الدكرين انسرقوا.. صاح أبو مجاهد.. يا خبر هباب..؟؟ وأنا اللى كنت معشم نفسى.. دنا مكلم العيلة كلها على عزومة البط.. يادى الإحراج.. خلاص ياحاج عوضنا على الله مالناش فيهم نصيب.. يعنى يا حاجة كان لازم تقوليلى الخبر الشوم ده دلوقتى.. ماكنتى تخلينى مبسوط لغاية ما يخلص الفيلم.. أغلق التلفاز وهو يقول.. قومى اعمليلنا كبايتين شاى أنا مزاجى اتعكر خلاص.

أمسك أبو مجاهد الجريدة فإذا بالعنوان يقول أنصار أبو اسماعيل يعتصمون ويحاصرون مركز رئاسة الانتخابات.. حانت منه التفافة لاشعورية إلى التلفاز وهو يحدث نفسه.. هيا إيه الحكاية.. هو النهاردة كله أبو إسماعيل.. أخذ يقرأ الخبر الذى يقول إن المرشح للرئاسة يعترض على استبعاده بسبب ما أثير عن جنسية والدته وحصولها على الجنسية الأمريكية.. فى دخول أم مجاهد وجدت زوجها يكلم نفسه.. هى مش ماتت؟؟ مين اللى ماتت ياحاج.. ياستى الموضوع .. وقبل أن يكمل دق جرس الباب.

قام ليفتح الباب.. وجد أمامه جاره الحاج خميس.. اتفضل ياحاج.. جلس الرجل بجوار أبو مجاهد على الكنبه.. ابن حلال.. الشاى جاهز.. اتفضل.. وبينما كان يرتشف الشاى وهو يمصمص شفتيه التفت إلى أبو مجاهد وهو يقول شوف ياسيدى.. أنا جايلك فى موضوع مهم.. خير ياحاج..؟؟ إحنا عايزينك أنت ومجاهد معانا.. انتوا مين.. ومعاكم فين..؟؟
إحنا يا حاج عاملين اعتصام قدام لجنة الانتخابات علشان الشيخ أبو إسماعيل.. ما يرضيش ربنا اللى بيحصل ده.. لم يجد أبو مجاهد ما يرد به على الرجل.. تنحنح وهو يقول.. الحقيقة مجاهد إيدك منه والأرض.. سكته بعيدة عن الشيوخ.. ربنا يهديه.. وأنا زى ما انت عارف ركبتى بتوجعنى وما أقدرش على موضوع الاعتصام ده.. وبعدين عندنا ظرف كده بعيد عنك.. كافالله الشر ياحاج.. خير..؟؟ الدكرين ياسيدى.. قالها أبو مجاهد بصوت خافت حزين.. اتسعت عينا الرجل وهو يقول له.. دكرين إيه..؟؟!!
عندما انتهى أبو مجاهد من سرد قصته قال له جاره وهو يقوم ليغادر.. لأ ياحاج إن كان كده معلش عذرك معاك وربنا يعوض عليكم.. دعواتك ياحاج قالها وهو يغلق الباب وراءه.

دخلت أم مجاهد.. حانت منها التفافة لأكواب الشاى الفارغة وهى تقول تبقى فى بقك وتقسم لغيرك.. دى كانت آخر تلقيمة شاى فى البيت.. يالا ماليش نصيب.. هو اليوم باين من أوله.. خلاص يا حاجة انسى بقى.. قالت وهى تتنهد.. أنسى.. أنسى إزاى..!!
وهى تلتفت له.. إيه موضوع الإضراب اللى الحاج خميس كان بيقولك عليه..؟؟ ده موضوع طويل وكبير يا حاجة.. نظرت إليه وكأنها تستعطفه أن يحكى لها.. عندما انتهى أبو مجاهد من سرد الحكاية.. التفتت إليه أم مجاهد وهى تقول.. أنا مفهمتش حاجه يا حاج..؟؟ أخذ أبو مجاهد يوضح لها من جديد.. فبدا عليها أنها استوعبت بعضا من الموضوع وهى تقول.. يعنى والدته أمريكانية ولا لأ..؟؟ والله يا حاجة ما حد فاهم حاجة.. عموما منهم لله اللى خلوا الناس تطفش من بلادها فى أواخر أيامهم وبعدين نقول مصريين ولا مش مصريين..!!
بس فيه حاجة هتجننى يا حاجة. إزاى المحكمة تحكم له النهاردة وبعدين يستبعدوه بكرة.. حاجة غريبة عجيبة..!!؟؟ بس تصدقى يا حاجة ما غريب إلا الشيطان.. ده نص البلد لو تدورى تلاقى معاهم أحكام بيبلوها ويشربوا ميتها.. حبر على ورق.. كل حاجة هيبتها راحت.. ده حتى بقى خبر عادى دلوقتى كل ما ناس ميعجبهمش حكم يقتحموا المحكمة ويكسروها..!!
التفت أبو مجاهد لزوجته وجدها قد أغمضت عينيها وقد ذهبت فى سبات عميق.. تنهد الرجل وهو يكلم نفسه.. بس والله الراجل أبو إسماعيل ده خسارة.. كان كلامه كويس وراجل محترم وعموما الظاهر ربنا مش قاسمله الموضوع ده.. لازم يرضى بقضاء الله.. وكفى الله المؤمنين شر القتال.. الريس الجاى الله يكون فى عونه.. ده حكايته هتبقى حكاية.

فتح أبو مجاهد التلفاز.. كان الصوت عاليا والحكواتى يقول.. الدنيا واللى فى صندوق الدنيا.. هنا كله فى صندوق الدنيا.. مد يا شاطر قبل ما يلعب.. قرب.. واتفرج على الدنيا.. أول هام.. الدنيا حلوة.. اسم الله عليك.. عارفها وشايفها من حواليك.. لاجات بالجاه ولا جات بالمال.. وتانى هام.. فيه ناس تعبت وناس غلبت.. وتالت هام.. فيه ناس هبشت فى الدنيا.. وظلمت.. وناس ياحول الله.. وقعت من قعر الدنيا.. ورابع هام.. أقعد وأتفرج على الدنيا.

صحت أم مجاهد من غفوتها على صوت العمدة عتمان وهو يصيح فى وجه زوجته حفيظه بعد أن دخل الزريبة فوجد بطة ووزة مذبوحتين.. انتى انهبلتى ياوليه.. وزة وبطة.. يا خراب بيتك ياعمدة.. اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.. التفت أبو مجاهد لزوجته وجد الدموع تنساب من عينيها.. وحدى الله يا حاجة انتى بتعيطى على دكرين بط.. احمدى ربنا.. غيرك العشة كلها طارت منه.. وده حال الدنيا.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

اكرم

الكاتب الساخر والقصصي الرائع دكتور طارق النحومي

عدد الردود 0

بواسطة:

ايه القرف ده

ضيعت خمس دقايق

اقرا فيهم مقال اقل ما يقال عنه انه سخيف

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو منعم الشطوي

..آدي البط ..فين القضية ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

حموده

العبقري د/طارق النجومي

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر الصيدلي

ضع كل ما يكتب عنك من انتقدات وقف فوقها لتعلو عن الاخرين

عدد الردود 0

بواسطة:

Abdellatif Ahmed Fouad

Abu Ismail

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير احمد مشيمش

قلبى معاكى ياحاجه ام مجاهد

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير احمد مشيمش

قلوبنا جميعا معك ياحاجه ام مجاهد

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير احمد مشيمش

رجاء بكل حب واخاء لليوم السابع .... انشروا روائع الشاعر / احمد بسيونى ... ولا تحرمونا منها

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو نضاره

الى تعليق رقم 2 ورقم 9

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة