توماس فريدمان: المتهمون المصريون فى قضية التمويل الأجنبى يشعرون بخيانة أمريكا والغرب لهم.. مصر تشهد صراعا بين ستة أطراف على السلطة.. والفلول يناورون بالمجلس العسكرى فى قضية المنظمات غير الحكومية

الأربعاء، 25 أبريل 2012 11:52 م
توماس فريدمان: المتهمون المصريون فى قضية التمويل الأجنبى يشعرون بخيانة أمريكا والغرب لهم.. مصر تشهد صراعا بين ستة أطراف على السلطة.. والفلول يناورون بالمجلس العسكرى فى قضية المنظمات غير الحكومية الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان، إن مصر تشهد الآن صراعا بين ستة أطراف على السلطة، وهم الجيش والإسلاميون والشباب والليبراليون والفلول ومجتمع العمال، وتحدث فريدمان فى مقاله اليوم بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن محاكمة النشطاء فى قضية التمويل الأجنبى للمنظمات غير الحكومية، وتناول بشكل خاص نانسى عقيل، مدير مكتب منظة فريدوم هاوس بالقاهرة، والتى تحاكم مع آخرين من المصريين والأجانب فى تلك القضية.

يقول فريدمان: فى فبراير الماضى، وقفت عقيل فى نفس القفص الذى وقف فيه قاتلو السادات، وما كان ملفتا ليس فقط جمالها، بل إنها كانت تقرأ رواية الأديب البريطانى الشهير جورج أورويل "الحنين إلى كتالونيا"، وكانت لفتة منها لمقاومة النظام العسكرى المصرى، الذى قام بمحاكمتها، ولم تكن عقيل على ما يبدو معها نسخة من روايتى أورويل "مزرعة الحيوانات" أو "1984"، وهى من كلاسيكيات الأدب العالمى عن الاستبداد، لأن هذه المحاكمة الصورية المزورة يمكن أن تكون بسهولة جزءا من إحدى هاتين الروايتين.

ويتابع فريدمان قائلاً، إنه بعد عودة المتهمين الأمريكيين فى هذه القضية إلى بلادهم فى أعقاب دفع كفالة لهم، تخشى عقيل الآن بشدة، وهى محقة فى ذلك، من أن الولايات المتحدة ستنسى أمر العاملين المصريين بالمنظمات التى تواجه المحاكمة.

وتحدث الكاتب عن لجوء مصر إلى الإنتربول لملاحقة النشطاء الأمريكيين بعد إفراج عنهم لإصدار إشعار لاعتقال 15 من موظفى المنظمات الأجنبية بينهم 12 من الأمريكيين، وعلق على ذلك قائلا إنه من المحزن رؤية المجلس العسكرى المصرى الذى فعل أشياء جيدة لعملية التحول الديمقراطى فى مصر، أن يتم المناورة به من جانب فلول النظام السابق فى هذا الاعتداء الذى يحمل سمة العداء للأجانب على جماعة، كانت جريمتها الوحيدة دعم الجهود المصرية لمراقبة الانتخابات وتشكيل الأحزاب، على حد قوله.

ونقل فريدمان عن عقيل قولها له "عندما تقرر الولايات المتحدة أن تقدم المساعدات العسكرية لمصر دون أن تأخذ فى الاعتبار تداعيات هذا الأمر بالنسبة لنا، فهذا يبعث برسالة مفاداها أن الغرب والولايات المتحدة لا يباليا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان، بل يباليان فقط بالاستقرار الإستراتيجى. ونحن المتهمون نشعر بالخيانة، فالمعركة التى نخوضها ونقف لأجلها فى هذا القفص ونسمع مطالب بإعدامنا بسببها ليست معركة من أجل حريتنا، ولكن معركة لتحرير المجمع المدنى المصرى".

غير أن فريمدان يرى أن الليبراليين ليسوا وحدهم من يواجهون وقتا عصيبا، فالبرلمان طالب بإقالة المفتى على جمعة، لزيارته القدس للصلاة فى المسجد الاقصى، ثالث الحرمين الشريفين، وتساءل الكاتب عن مغزى أن تقوم دولة مرت بثورة ديمقراطية بسجن نشطاء الديمقراطية ودولة لديها معاهدة سلام مع إسرائيل وتريد إقالة المفتى لصلاته فى المسجد الأقصى؟

ويرد قائلا إن هذا الأمر يدل على أن الصحوة العربية فى مصر لم تتخلص من النظام القديم والأجهزة الاستخاراتية التى لا تزال قائمة، صحيح أنه تم إفساح المجال للشباب الذى فجر الثورة بنزوله إلى أشوارع، وبالسماح للإخوان والسلفيين وبعض الليبراليين بأن يتم انتخابهم فى البرلمان، لكن أصبح هناك صراع على السلطة بين ستة أطراف: الجيش والإسلاميون والشباب والليبراليون والموالين للنظام القديم ومجتمع الأعمال، ويعتقد الكاتب الامريكى أن هذا الصراع سيستغرق وقتا طويلا لتتضح نهايته، ومهمة أمريكا هى السماح للفائزين أيا كان من هو بأن يعرفوا أن علاقتهم معها ستعتمد على التزامهم بالانتخابات الحرة والقضاء المستقل والصحافة الحرة والتجارة المفتوحة والتنوع الدينى وحكم القانون.

وهذا كله يخبرنا أيضا، كما يقول فريدمان، بأن من يعتقد أن الربيع العربى يثبت أن العرب لم يعدوا يبالون بالصراع الإسرائيلى الفلسطينى يخدع نفسه، فقد أصبح حل هذا الصراع أكثر أهمية، لأن الشارع العربى أصبح له رأى أكبر فى السياسة عما سبق، والقضية لا تزال قائمة، وأمريكا سيكون لها مصداقية أكبر فى الترويج للديمقراطية عندما تكون داعمة للسلام الفلسطينى الإسرائيلى.

ويختم الكاتب مقاله قائلا: برغم تفهم عدم اهتمام فريق إدارة أوباما، بالدفاع عن نشطاء الديمقراطية فى مصر كما ينبغى، فإن عقيل على حق، فإذا لم تدافع أمريكا بقوة عن قيمها، فما الذى سيحدث لهؤلاء المصريين الذين يفعلون ذلك؟ يجب أن تحترم أمريكا سيادة مصر وكرامتها، لكن لا يوجد سبب لاحترام مطاردة مفتعلة لنشطاء الديمقراطية، الذين يحاولون مساءلة حكومتهم، لقد "عضننا لساننا" مع حسنى مبارك، فكيف انتهى ذلك؟. بدون وجود منظمات مجتمع مدنى قوية، لن يكون هناك انتقال ديمقراطى مستدام فى مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة