اليوم السابع فى حوار مع مصاصى دماء أطفال الشوارع فى السيدة زينب.. أحمد: تعرفت على المتهم مصطفى بإمبابة وكان يسحب دمى بـ60 جنيها للكيس و"سمسار" كان يستدرج الطفل بـ 20 جنيها.. وحالات إغماءات بين الأطفال

الأربعاء، 25 أبريل 2012 07:32 م
اليوم السابع فى حوار مع مصاصى دماء أطفال الشوارع فى السيدة زينب.. أحمد: تعرفت على المتهم مصطفى بإمبابة وكان يسحب دمى بـ60 جنيها للكيس و"سمسار" كان يستدرج الطفل بـ 20 جنيها.. وحالات إغماءات بين الأطفال صورة أرشيفية
كتب إبراهيم أحمد وكريم صبحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مفاجئات مثيرة يكشف عنها "اليوم السابع" لأول مرة حول قضية اتهام شابين باستدراج أطفال الشوارع فى السيدة زينب إلى إحدى الشقق بالمنطقة ويسحبان دمهم مقابل الأموال، حيث كشف المتهمان اللذان انفرد "اليوم السابع" بمقابلتهما عن أسرار عديدة، وفجر الأطفال الضحايا المفاجئات أثناء حديثهم أيضا مع "اليوم السابع".

الأطفال الضحايا بدأوا فى سرد كافة التفاصيل لتلك الواقعة وكان بينهم طفل فى السابعة عشر من عمره والذى كان على علاقة بأحد المتهمين منذ فترة طويلة، وكان أول ضحاياهم ويسحبون الدم منه مقابل 60 جنيها للكيس، ونجح المتهمان فى تجنيده حتى يعمل على استقطاب الأطفال لهم فى الشقة لسحب دمائهم مقابل الحصول على نسبة عن كل طفل يستدرجه، فيما حمل أحد المتهمين فى اعترافاته المسئولية على البطالة وعدم قدرته الحصول على فرصة عمل حيث لجأ للمخدرات وفشلت أسرته فى علاجه حتى تعرف على المتهم الرئيسى شريكه وبدءا يخططا لكيفية تنفيذ جريمتهم بتأجير شقة ويعمل الطفل على جلب الأطفال لهم لسحب دمائهم وبيعها للمستشفيات مقابل 20 جنيها عن كل طفل يجلبه.

الضحية الأولى الطفل "أحمد فتحى" 17 سنة، من أطفال الشوارع، وأوضح لـ"اليوم السابع" أنه كان يقيم مع عائلته فى المنوفية، موضحا أن والده ووالدته انفصلا عن بعضهما وكانت هنا أولى خطوات تحوله لطفل شوارع، حيث أشار أنه عقب الانفصال تزوجت والدته برجل آخر وطردته من الشقة، فلم يجد مكان يأويه وهو ما دفعه للسفر إلى القاهرة، وبدأ يتسول فى منطقة السيدة زينب.

وأضاف الطفل الضحية الأولى أنه كان يتعامل مع المتهم أحمد حسنى فى إمبابة فى أرض عزيز عزت أثناء تأجيره شقه بالمنطقة، وكانت تلك الشقة بداية تلك الجريمة، حيث أوضح الطفل أن المتهم كان يسحب منه الدم مقابل 60 جنيها للكيس عن طريق "حسام" وهو السمسار الذى كان يتفق مع أطفال الشوارع وكان يقابلهم فى جامع السيدة زينب وأماكن تجمع أطفال الشوارع وإقناعهم بسحب دمائهم، وكان "حسام" يحصل من "مصطفى" المتهم الرئيسى فى القضية على مبلغ 20 جنيها من على كل طفل.

وعن شقة السيدة زينب أكد الطفل أحمد أنه كان يذهب إلى الشقة اللى يستأجرها المتهم الرئيسى "مصطفى" وهى ملك "أحمد حسنى" متهم أيضا فى القضية، مشيرا أنه فور دخوله الشقة كان يجد شخصا يعمل على قيد اسمه فى دفتر أمامه، وعقب ذلك يجد شخص آخر يأخذ منه عينة من دمه ويعمل على تحليلها لمعرفة نوع فصيلته، وشخص ثالث يقوم بتعبئة الأكياس ووضعها فى سيارة كانت تقف أسفل العقار الذى تتواجد فيه الشقة تمهيدا لنقلها وتوزيعها على المستشفيات والأطباء ممن يشترون منهم الدماء.

وأضاف الطفل أنه كان هناك ما يعادل 40 طفلا كانوا معه فى الشقة حضروا ونجح المتهمون فى إقناعهم بالحضور لسحب دمائهم مقابل 60 جنيها للكيس، وكشف الطفل عن أن المتهمين كانوا يعملون على تغيير اسمه فى الدفاتر التى كانوا يقيدوا فيها الأسماء أثناء سحب منه الدماء مرة أخرى وكتابة اسم آخر له على الكيس التى سحبوا فيه دمائه، وعلل ذلك بأن المتهمين كانوا يغيرون الأسماء فى حالة سحب الدماء من طفل مرتين فى يوم واحد وذلك حتى لا يعنفهم الطبيب الذى يعمل على شراء أكياس الدماء منهم، لأنه شدد عليهم ألا يسحبوا الدماء من طفل بعينه إلا مرة واحدة فقط وتكون المرة الأخرى لذات الطفل بعدها بأسبوع وإلا تقل عن ذلك.

واستكمل الطفل سرد تفاصيل تلك القضية لـ"اليوم السابع" مشيرا أنه كان يحدث حالات إغماءات متعددة بين الأطفال فى الشقه أثناء سحب الدماء منهم، وذلك نتيجة إقبالهم على بيع دمائهم مرتين فى يوم واحد حتى يتحصلون على الأموال، موضحا أنه كان من بين هؤلاء الأطفال طفل كان يبيع دمه مرتين فى اليوم، وكان أحد المتهمين يسعفه برش بخاخات فى فمه ومن كان يبيع دمه مرتين فى اليوم حتى يحصول على ضعف المبلغ الذى يتحصلون عليه بقصد العمل على إفاقتهم.

وأشار الطفل فى نهاية اعترافاته المثيرة حول القضية، أن فصائل الدماء النادرة التى كان يتم سحبها من الأطفال كان لها سعر خاص، يتحصل عليه صاحب تلك العينة منهم، موضحاً أن هناك أطباء فى مستشفيات شهيرة كان يتعاملون مع المتهم الرئيسى "مصطفى" ويشترون منهم أكياس الدماء.

فيما أكد "جمال محمد" 16 سنة، من أطفال الشوارع وأحد ضحايا المتهمين، أنه أصيب بحالة هزيان وضعف بسبب سحب كيسين دم منه مرة واحدة فى يوم واحد، مشيرا أنه كان يعمل فى شق التعبان فى مهنة الرخام ولكن صاحب العمل طرده، فحاول يبحث عن مصدر رزق جديد يستطيع من خلاله أن يستأجر به غرفة ليعيش فيها، موضحا أن والده طرده من شقتهم فى المطرية بعدما انفصل هو الآخر عن والدته وكانت تلك هى بداية طريق الانحراف، وأثناء بحثه عن مصدر رزق جديد وقع تحت يد "حسام" السمسار واتفق معه عند جامع السيدة زينب مكان تجمع أطفال الشوارع على سحب دمه فى الشقة مقابل 60 جنيها للكيس.

وأوضح الطفل أن احتياجه للأموال دفعه إلى أن يبيع دمه مرتين فى اليوم ليحصل على 120 جنيها، وهو ما تسبب فى إصابته بحالة هذيان، وأصبح وجهه به تشققات ودابل، وبعد إحساسة بالتعب رفض الذهاب إلى الشقه مرة أخرى لسحب دمائه حتى لا يصاب مرة أخرى، وأضاف الطفل أن المتهمين كانوا يقولون له إن سحب الدم مفيد لهم وصحى حتى لا يشعروا بالخوف، وأضاف أنه كان فيه أدوات طبية مجهزة داخل الشقة يستخدمونها فى سحب دمائهم.

ومع محاولة "اليوم السابع" محادثة المتهمين فى القضية، رفضا فى بداية الأمر مقابلتنا، إلا أن المتهم الثانى "أحمد حسنى" 25 سنة خريج سياحه وفنادق، وافق على الحديث معنا، وقبل حديثه دخل فى نوبة بكاء هستيرية حتى انهار وقال إن قصته بدأت عندما ضاق به الحال بسبب نقص الأموال وعدم تمكنه من العثور على فرصة عمل مثل باقى الشباب مع توقف السياحة بعد ثوره 25 يناير، حيث أوضح أنه بدأ بتعاطى المخدرات حتى لا يحمل هم عدم وجود فرصة عمل، وحاول والديه أن يعالجاه من الإدمان، ولكن انتهت تلك المحاولات دون جدوى.

وأوضح المتهم أنه فى أحد الأيام عرفه أحد أصدقائه على المتهم "مصطفى" وبدأ يقوم بييع دمه له مقابل 60 جنيها للكيس فى الشقه اللى كان يستأجرها مصطفى فى إمبابة، وكان يصرف تلك الأموال على شراء المخدرات حتى علم "مصطفى" منه أنه يمتلك شقة فى السيدة زينب فعرض عليه تأجيرها منه مقابل 120 جنيها فى اليوم وذلك بعدما اكتشف الأهالى أمره فى إمبابة عن طريق تردد العديد من الأطفال على الشقة، وهو الأمر الذى تسبب فى وقوع خلافات بينه وبين الجيران فى إمبابة.

واستكمل المتهم حديثه لـ"اليوم السابع" مشيرا أن المتهم "مصطفى" كان يتواجد فى الشقة لمدة ساعتين فقط كان يعمل خلالهما على تجميع أطفال الشوارع داخل غرفة فى شقته ويسحب منهم الدم، موضحا أنه كان يجلس فى إحدى غرف الشقة حتى ينتهون من سحب دماء الأطفال وتعبئتها فى أكياس ونقلها للسيارة التى كانت تنتظرهم بالأسفل، وأكد المتهم فى نهاية اعترافاته "أنا برئ ودى بقت قضية رأى عام وأنا هتاخد فيها كبش فداء وأنا مليش أى دور فى القضية وفى ناس حيتان تانية لو ظهرت أسماؤها هاتقلب الرأى العام كله"، مشيرا أن دوره كان يقتصر فقط على تأجير الشقة لـ"مصطفى" والحصول على الأموال نظير ذلك لشراء المخدرات، وذكر أن هناك أسماء كبيرة فى المجتمع تتاجر فى أكياس الدم ووصفهم بـ"المافيا" وأكد أنهم يعملون فى ذلك المجال من وقت بعيد وليس حديثاً.

وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، قد كشفت عن القضية فور تلقى المقدم محمد الشرقاوى رئيس مباحث قسم شرطة السيدة زينب، معلومات عن تجميع المتهمين، وهما كل من "مصطفى أحمد محمود" 30 سنة، عاطل، و"أحمد حسنى محمد" 35 سنة عاطل، عدد من أطفال الشوارع واصطحابهم لشقة بالدور الثالث فى أحد العقارات فى عطفة المهدى المنيرة، ويعملان على سحب كمية من الدم منهم مقابل 10 جنيهات للكيس، فتم ضبط المتهمين واعترفان أمام اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بالواقعة، وتم العثور داخل الشقة على 6 أكياس ممتلئة بالدم وزن الكيس نصف لتر، و30 كيسا فارغا مجهزا للتعبئة بالدم، و27 كيسا بها مشابك والخاص بغلق أكياس الدم بإجمالى عدد 648 مشبكا، و5 زجاجات لمحاليل خاصة بتحديد فصيلة الدم، وكمية من الأدوات، وكمية من القطن الطبى والشاش الطب واللاصق الطبى، وكمية من السرنجات تستخدم لسحب الدم، ومبلغ 8.000 جنيه.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

زينب ابو الفتوح

مصر التي يموت اولادها منذ ستون عاما

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة