استمرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى نشر سلسلة "الإسلاميين الجدد" التى يعدها مراسلها ديفيد كيريكباتريك، وقالت إن محمد مرسى، مرشح الإخوان للرئاسة عكس مدى التناقض بين رؤى الإسلاميين.
وبدأ كيريكباتريك تقريره بالقول "جادل لمنع النساء وغير المسلمين من رئاسة مصر وفقا للشريعة الإسلامية، وطالب بإنشاء مجلس مؤلف من علماء المسلمين لإسداء الاستشارات للمجلس، ولديه سجل حافل من التصريحات النارية ضد إسرائيل، أشهرها وصف مواطنيها بالـ"قتلى ومصاصى الدماء"، هذا هو محمد مرسى أحد مرشحى الرئاسة".
ومضى الكاتب يقول فى تقريره المعنون "فى سباق مصر..المعركة ينضم إليها وفقا لدور الإسلام" أن مرسى أعلن الأسبوع الماضى أن برنامج حزبه عاد إلى تبنى نفس الشعار القديم، "الإسلام هو الحل"، واصفا إياه بأنه "تم تطويره وبلورته ليبارك الله المجتمع"، الأمر الذى دفع أنصاره للهتاف "القرآن دستورنا.. والشريعة دليلنا".
وأضافت "نيويورك تايمز" أن مرسى أشعل معركة حول دور الإسلام فى الديمقراطيات الجديدة التى وعدت بها ثورات الربيع العربى، قبل شهر واحد من بدء المصريين التصويت فى الانتخابات الرئاسية لاختيار أول رئيس لهم بعد حسنى مبارك.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن مرسى، الذى يدعى بأنه الإسلامى الحقيقى الوحيد فى السباق، يواجه أصعب مواجهة من الإسلامى الليبرالى، عبد المنعم أبو الفتوح، وهو الزعيم الرائد فى جماعة الإخوان المسلمين، والذى انفصل عن الجماعة فى يونيو الماضى بسبب نهجه الأكثر تعددية بالنسبة للإسلام ومصر، فهو الآن ينظر له ببطل القيم الليبرالية فى السباق.
غير أن كلا المرشحين يواجهان منافسا ثالثا، وهو وزير الخارجية الأسبق، عمرو موسى، الذى أكد هذا الأسبوع أن مصر لا تستطيع تحمل نتيجة "تجربة" فى الديمقراطية الإسلامية.
ومضت الصحيفة تقول إن الفائز سيضع مسار مستقبل مصر، وسيشرف على كتابة الدستور الجديد، وسيحدد وضع الحكام العسكريين، وشكل العلاقة مع الغرب وإسرائيل، بل والأقلية المسيحية فى البلاد، إلا أن الأجندة الصحيحة والأهداف ستكون لها اليد العليا فى حسم الفائز من الإسلاميين.
وأضافت أن سجل مرسى المحافظ وتصريحاته فى بداية حملته عزز من التناقض بين الرؤى الإسلاميين المتنافسة، فالجماعة التى يعود تاريخها لأكثر من 84 عاما عرفت بدعوتها للإسلام، وعملها الخيرى فى المجتمع، وسياستها المعتدلة، إلا أنها تبنت نهجاً أكثر ليونة عندما تبوأت المنصة الرسمية العام الماضى، وتخلت عن شعار "الإسلام هو الحل"، ومحت تعليقاتها المثيرة للجدل بشأن مجلس دينى أو رئيس إسلامى، بل وتعهد باحترام اتفاقيات "كامب ديفيد" مع إسرائيل، وسعى قادتها على أن ينئوا بأنفسهم بعيداً عن السلفيين، والإسلاميين المحافظين الذين فازوا بربع مقاعد البرلمان.
غير أن "مرسى" على ما يبدو خالف السير على نفس النهج، وأظهرته تصريحاته بأنه يروج لحملته كإسلامى محافظ، بل ومنفذ وفى لخطط خيرت الشاطر (المرشح الأول للإخوان، والذى تم استبعاده لأسباب قانونية)، فهو يروج لحملاته تحت شعار يحمل صورته وصورة الشاطر، الأمر الذى دفع النقاد إلى اتهامه بكونه "خادماً" للشاطر ومجلس إدارة الإخوان، إلا أن مرسى على ما يبدو يغازل السلفيين الذين تم استبعاد مرشحهم الأساسى، حازم صلاح أبو إسماعيل، ربما ليساعدوه فى المنافسة ضد أبو الفتوح، أو أنه يعبر عن اتجاهاته القديمة داخل الجماعة.
قالت إنه يغازل السلفيين لتأييده ضد أبو الفتوح..
نيويورك تايمز: "مرسى" يعكس مدى التناقض بين الإسلاميين
الثلاثاء، 24 أبريل 2012 02:47 م