
أكد حسام نصار، وكيل أول وزارة الثقافة، ورئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بالوزارة، رفضه قانون العزل السياسى الصادر، مؤخرا بحرمان رموز النظام السابق من ممارسة العمل السياسى، معتبرا أنه قانون إقصائى يتعارض مع ما نادت به ثورة 25 يناير من رفض أى محاولة لفرض الوصاية من فئة بالمجتمع تجاه فئة أخرى.
وأضاف نصار فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أمس، على هامش رئاسته وفد مصر المشارك فى احتفالات دولة أرمينيا باختيار عاصمتها يريفان عاصمة عالمية للكتاب لعام 2012 أن العزل السياسى وحرمان مواطنين من ممارسة حقوقهم بشكل طبيعى يعيد تجربة النظام السابق ويهدد بحدوث صدامات كبيرة، لأنه يخرج عن مبدأ قبول التعددية ويؤكد فرض فئة لوصايتها على فئة أخرى ومصادرة لآراء المواطنين.
وأوضح أن النظام السابق لم يكن يفطن لمبدأ التعددية وإعطاء الفرصة للجميع للتعبير عن آرائه وثقافته فكانت الثورة، كما أنه لم يدرك أهمية القوة الناعمة المتمثلة فى الثقافة والفنون والعلوم والتى تفوق فى تأثيرها قوة السلاح والحروب فى الداخل والخارج، حتى فقدت الأجيال المتعاقبة القدرة على الإبداع والوفاء للوطن وبدأوا فى الهجرة للخارج.
وأشار نصار إلى أن فرض أى تيار سواء كان ليبراليا أو إسلاميا لوصايته على مسار الثقافة المصرية مرفوض تماما وينذر بصدامات أيضا، لأنه لا يمكن العيش بنمط واحد وخطاب معرفى أو إعلامى واحد فالتنوع والتعددية شرط مهم للتعايش والنهوض بالمجتمعات.
وأكد أن الحديث عن سبيل للخروج من أى جدل حول ماهية الدولة المصرية ما بعد الثورة بالاتجاه نحو الإسلاميين أو الليبراليين بأنه يذكرنا بمحاولة إعادة اختراع العجلة وتضيع الوقت فى أمور محسومة وبديهية، لأن مصر طوال عمرها دولة معتدلة ومنفتحة على العالم تؤثر وتتأثر به.
وأضاف: لا يمكن القبول بإقصاء الليبراليين للإسلاميين أو العكس ولابد من التنوع الذى يعطى الفرصة للجميع لطرح الرؤى والأفكار المتنوعة وكما نقول "من كل حسب ثقافته ولكل حسب ثقافته" ولا يجب السماح لأى فئة أن تفرض توجهها على المجتمع.
وشدد نصار على أن التخوف الموجود مشروع ولسنا ضد فكر الإسلاميين وإنما ضد الوصاية لأن الثقافة تتغير بتغير الوعى سواء كان سلبيا أم إيجابيا وعلينا أن ننظر إلى الريف المصرى فى الماضى والحاضر لنرى كيف كان يخرج لنا عظماء فى الأدب والثقافة لم نعد نراهم الآن وأصبحنا نرى جدلا ما بين "تمدين الريف وأريفة المدن" ونأمل أن تتحسن الأوضاع فى المستقبل القريب.
وعلق نصار على مشاركته فى احتفالات يريفان عاصمة عالمية للكتاب ،2012 واستضافة السفير اللبنانى بأرمينيا كابى جباره له، فى حضور وزير الثقافة اللبنانى جابى ليون، بأنها تأكيد على الروابط والعلاقات القوية التى تربط مصر ولبنان وأرمينيا فى ظل عشق البلدان الثلاثة للفنون والثقافة، لافتاً إلى ترحيب أرمينيا بالحضور المصرى لما له من ثقل ووزن وتقدير من كافة الدول، حيث شهد الأسبوع الجارى زخما ثقافيا بين البلدين، مشيرا إلى أنه من المقرر أيضا عقد اتفاقيات ثقافية ما بين دولتى مصر وجورجيا، يقوم بتوقيعها محافظ القاهرة هذا الأسبوع بهدف تنشيط العلاقات بين الدولتين.