اتهم السفير السودانى بالقاهرة، كمال حسن على، دولا أجنبية بالمشاركة فى عدوان جنوب السودان على منطقة هيجليج النفطية مطلع الأسبوع الأول من الشهر الجارى، وقال إن القوات المسلحة السودانية تتحفظ على جثث عدد من المقاتلين من جنسيات أجنبية ممن لقوا حتفهم خلال معارك تحرير المنطقة.
وقال السفير فى مؤتمر صحفى، عقده اليوم، بمقر السفارة إن دور إسرائيل فى العدوان على السودان معروف، مضيفا أن أوغندا أعلنت أيضا على الملأ استعداها للدخول بجانب دولة جنوب السودان فى حال نشوب حرب مع السودان، متهما الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تأتى فى مقدمة الأيادى الخارجية التى تتورط فى دعم اعتداءات دولة الجنوب تجاه السودان، فيما أشار إلى أن حكومة الجنوب قابلت بالتعنت كل جهود الوساطة الأفريقية عالية المستوى برئاسة ثامبو امبيكى رئيس جنوب إفريقيا السابق، ثم فاجأت السودان والوساطة الأفريقية بهجومها على منطقة هجليج، رغم أنها ليست من المناطق المتنازع عليها.
وأكد كمال حسن على، أن العدوان الجنوبى فرض على السودان ضرورة تحرير أرضه قبل الدخول فى أى مفاوضات، مجددا التأكيد على موقف حكومته الرافض للعودة إلى المفاوضات مع الحركة الشعبية الحاكمة فى الجنوب قبل تطهير كافة الأراضى السودانية من جيش الحركة، وسحب الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين للجيش الشعبى من أراضى السودان والكف عن دعمها للحركات المتمردة فى دارفور وجنوب كرفان والنيل الأزرق، مشددا على أن حكومة الجنوب لن تفهم سوى هذه اللغة وأن السودان لن ينخدع مرة أخرى بمحاولات تقاربها المزعومة وميلها إلى التفاوض، لأنها أثبتت أنها لا عهد لها.
كما جدد كمال حسن على، التمسك برفض السماح للجنوب بتصدير نفطه عبر أراضى السودان، وقال إن السودان قادر على تجاوز الفجوة التى أحدثها توقف النفط، وأن الجنوب هو من سيختنق نتيجة لهذا التصرف الذى وصفه بأنه غير مسئول.
وبشأن ما قام به الجيش الشعبى من حرق لمنشآت النفط بهجليج، أوضح السفير كمال، أن كتيبة سلاح المهندسين والخبراء السودانيين استطاعوا إخماد الحرائق، وسيتم فى وقت وجيز استعادة ضخ النفط، مبينا أن السودان بات يعتمد على سواعد أبنائه الفنية والتقنية التى تعمل بروح الجهاد فى مواجهة التحديات المتجددة فى السودان والتى تقف وراءها القوى الأجنبية لتركيع البلاد، وقال إن السودان بصدد إعداد ملفات قانونية لملاحقة دولة الجنوب وطلب تعويضات عن الخسائر التى أحدثتها بوقف إنتاج النفط السودانى فى هجليج وحرق منشآته.
وقال كمال حسن على، إن دولة الجنوب اعتدت على أراض غير متنازع عليها، وتم الاتفاق بشأنها وفقا لقرار محكمة العدل الدولية التى نصت على تبعية المنطقة للشمال، لافتا إلى أن الاعتداء تم بهدف خنق السودان اقتصاديا لإسقاط النظام، إلا أن النتيجة جاءت عكس ما خطط له تماما، حيث وحد هذا الهجوم على هجليج القوى السياسية السودانية ومتن الجبهة الداخلية، وحتى المعارضة التى كانت تعلن نيتها إسقاط النظام اصطفت خلفه فى هذه المحنة.
وبشأن الاعتداء الذى تعرضت له كنيسة بالخرطوم، ذكر سفير السودان بالقاهرة أن السودان بلد تسامح دينى، معتبرا أن ما تم من اعتداء استهدف الجنوبيين كجنوبيين وليس لأنهم مسيحيون، مشددا على أن ذلك رد فعل من فئة قليلة من المواطنين تجاه احتلال هجليج من دولة الجنوب وليس سياسة دولة، بدليل وجود عدد كبير من الجنوبيين بالشمال حتى الآن، لافتا إلى أن هناك أكثر من مائه من ضباط الشرطة من الجنوبيين يتلقون تدريبا بكلية الشرطة، مضيفا أن هؤلاء كانوا من الوقاحة بحيث احتفلوا بدخول قوات الجنوب لهجليج داخل كلية الشرطة السودانية ولم تتم مسائلتهم.
ووصف السفير السودانى الموقف المصرى من الأحداث بأنه كان إيجابيا ويعكس عمق العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن مصر أدانت بشدة هذا العدوان باتصال مباشر من المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبإيفاد وزير الخارجية محمد كامل عمرو إلى الخرطوم وجوبا، فيما أوضح أن دعوة السودان إلى عقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى يوم 26 أبريل يأتى انطلاقا من حرص السودان على الخروج بموقف عربى واضح من الاعتداء على أراضيه، معتبرا أن البيان الأول للجامعة العربية لم يكن على قدر الأحداث، وأن رد فعل الدول العربية على المستوى الفردى تجاه العدوان على هجليج كان أقل بكثير من دول أخرى لا تربطها بالسودان علاقات متميزة، متوقعا فى الوقت نفسه دعما من الدول العربية بما يعين السودان على تجاوز هذا الاستهداف، وأشاد باستجابة الأمين العام للجامعة نبيل العربى بإصدار بيان ثان كانت إدانته واضحة ولا تطلب من المعتدى والمعتدى عليه ضرورة وقف القتال، وقال إن هذا هو الموقف الذى نطلبه من أشقائنا وأصدقائنا، معربا عن دهشته من موقف مجلس الأمن الذى أعلن أنه سيفرض عقوبات على الطرفين فى حال استمرار القتال، وذلك بالتزامن مع بدء السودان عملياته العسكرية لتحرير أراضيه، ووصف هذا الموقف بأنه أحد حلقات التآمر الخارجى.
سفير الخرطوم بالقاهرة: دول أجنبية شاركت فى العدوان على هيجليج
الثلاثاء، 24 أبريل 2012 08:03 م