تعانى الساحة الفنية فى غزة من حالة غياب للدراما التلفزيونية والمسرحية، فى ظل غياب مؤسسات فنية داعمة، أما الأعمال الفنية الموجودة فباتت جميعها "رهينة لأفكار الأحزاب السياسية".
فمنذ الانقسام الفلسطينى عام 2007 مُنعت المجلات الفنية والعربية التى كانت تأتى إلى القطاع من مصر، بالإضافة إلى كافة الصحف والمجلات الفنية والسياسية الفلسطينية التى تصدر من الضفة الغربية، ليصبح مجتمع غزة بعيدا عن أى أنشطه فنية، عدا التى تُختزل فى بعض الأنشطة والعروض المسرحية الوطنية والتراثية، فى ظل حالة الخوف والقلق التى ساهمت فى تراجع تقديم تلك العروض.
وجاء أوبريت السامر كآخر عمل فنى يقدم على مسرح رشاد الشوا وسط غزة فى شهر أبريل الحالى، بحضور جماهيرى لافت، تم خلال الأوبريت الغناء والتمثيل وإلقاء الزجل وتقديم اللوحات التراثية، ومن جانبه قال المهندس عماد الفالوجى رئيس مركز آدم لحوار الحضارات الراعى لهذا الأوبريت فى تقرير الدويتش فيليه الألمانية "هناك حالة من الخوف والقلق من حرية التعبير لدى الحركة الفنية بأشكالها المختلفة، ما أدى إلى تراجعها"، مشيراً إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان يدعم بكل قوة معنويا وماديا كافة الأعمال الفنية الهادفة".
وفى سياق متصل قال المخرج فايق جراده إن تلفزيون فلسطين قبل أن تغلقه حماس فى غزة عام 2007 كان ينتج مسلسلات درامية وأفلاما وثائقية، ويهتم بالحركة الفنية ومواهبها ومتابعتها ودعمها، واعتبر جرادة أن الإنتاج البصرى الآن "إنتاج إرهابى".
وعن وجه نظره فى النهوض بالحركة الفنية، أجاب بعدة نقاط أهمها "أن الإبداع لا يتم فى غرف مغلقة، ويجب تحرير الأفكار، وعدم اختزال الأعمال بالمواضيع السياسية الحزبية، ويجب الاهتمام بصقل المواهب بشكل مهنى".
وندد معظم من شملهم التقرير بفرض رقابة حركة حماس على الفن وحرية التعبير، وأشار البعض "يجب أن توافق حماس على المشاريع قبل عرضها، وتسارع بأخذ إجراءات صارمة مع ما لا يتفق معها"، بينما ينوه غسان رضوان مدير دائرة المطبوعات والنشر فى مكتب إعلام حكومة حماس "كل ما أنتج مؤخرا من أعمال فنية تعانى من المضمون والضوابط المهنية"، إلى ذلك أكد وزير ثقافة حكومة حماس محمد المدهون على أهمية العمل المسرحى والأعمال الفنية والبحث عن سبل دعمها، مشيرا إلى أنه اجتمع مؤخرا مع مجموعة من المسرحيين "لوضع رؤية لتفعيل العمل المسرحى وضمان مشاركة الجمعيات المهتمة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة