أكرم القصاص - علا الشافعي

د. مصطفى النجار

مراجعات فى تجربة الأحزاب المدنية 1

الإثنين، 23 أبريل 2012 11:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مر حوالى عام على بدء التجربة الحزبية فى مصر عقب الثورة، وبالنظر إلى هذه المسيرة القصيرة زمنيا والحافلة سياسيا نجد أن هذه التجربة تحتاج لإعادة تقييم بعد أن ظهر خلال الفترة الماضية الكثير من الإشارات والدلالات التى ستؤثر على مستقبل التجربة الحزبية بشكل عام.

بدأت التجربة الحزبية للأحزاب المدنية بحماس شديد من القائمين عليها وهم يأملون فى تفاعل الشعب المصرى مع السياسة، خاصة بعد حالة الإيجابية والمشاركة التى شهدتها أيام الثورة وتخيل البعض أن الانضمام للأحزاب سيكون بأعداد كبيرة تتلاءم مع الحالة الثورية، ولكن الواقع بدا غير ذلك حيث امتنعت الغالبية الساحقة من المصريين من الانضمام للأحزاب الجديدة بمختلف اتجاهاتها وظلت حتى الآن تتابع هذه التجربة بتوجس شديد وهى تحمل معها التراث السلبى للتجربة الحزبية المبتسرة أيام النظام البائد، ونتناول هذه المراجعة من خلال عدة أطر أولها: الخطاب السياسى والقدرة على الحشد والتعبئة.

تقريبا رفعت كل الأحزاب الجديدة لافتات الثورة ونسبت نفسها إليها حتى وإن لم يكن لبعضها أى علاقة بالثورة من قريب أو بعيد، ومن هذا المنطلق صار الخطاب السياسى لأغلب الأحزاب مباريات فى الخطابات الثورية اعتمادا على أن الخطاب الثورى وحده كفيل باكتساب مزيد من الأنصار والمؤيدين وهذا ما ثبت عدم صحته.

وبتفكيك الخطاب السياسى للأحزاب المدنية من خلال برامجها المنشورة ومن خلال بياناتها  نلحظ بوضوح حرص جميع الأحزاب على الخط الثورى الخطابى والإشارة للعدالة الاجتماعية من خلال خطوط عامة دون برامج تفصيلية وخطط واضحة لتحقيق هذه العدالة.
ومع تصاعد حالة الاستقطاب السياسى أيام الاستفتاء على التعديلات الدستورية بدأ الخطاب السياسى لعدد من هذه الأحزاب يؤكد  ويشدد على مدنية الدولة فى مقابل الأحزاب الدينية التى كان موقفها مؤيدا للتعديلات الدستورية وخاضت معركة غلب عليها الاستقطاب الدينى وتحويل المعركة إلى أنصار للشريعة والدين ومعادين لها.

اعتمدت أغلب هذه الأحزاب على الإعلام لضمان الوصول السريع للجماهير عبر الفضائيات دون أن يكون هناك لأغلبها عمل متواز على الأرض بينما ضاعفت الأحزاب الدينية من عملها على الأرض عبر شبكاتها الاجتماعية والخيرية والخدمية وضخت مبالغ طائلة للوصول إلى الطبقات الأكثر فقرا.

 لم يكن مطلوبا من الأحزاب المدنية أن تمارس نفس الأفعال التى تنتقدها فى أسلوب عمل الأحزاب الدينية ولكن بلا شك لم تستطع أن تفتح آفاقا جديدة فى التواصل الجماهيرى للحشد والتعبئة والانتشار فى مختلف محافظات مصر.

لم تستطع الأحزاب المدنية تبسيط خطابها السياسى وإعداد رسائل قصيرة وواضحة ومركزة تمس الشريحة الكبرى من المصريين بل رسم بعض رموزها صورة معاكسة للتيار المدنى كتيار يتحدث فى قضايا كبيرة وبخطاب معقد يصعب على الشعب فهمه بل تورط بعض رموز التيار المدنى  بدون قصد فى تصريحات كانت صادمة للكثير من المصريين حول بعض القضايا التى تمس ثوابت المجتمع.

على الجانب الآخر استغل التيار الدينى هذه الحالة وضاعف منها عبر إثارة المخاوف لدى الشعب المصرى المحافظ بطبعه وعملت آلته التنظيمية والإعلامية - خاصة القنوات الدينية - على تصوير التيار المدنى بأنه يسعى لتغريب مصر ومسخ هويتها ومحاربة الدين.

ونجح التيار الدينى فى تحويل المعركة من معركة سياسية على أساس البرامج والرؤى السياسية إلى معركة على الهوية الدينية والعلاقة بالدين بشكل عام ووضح هذا جيدا فى أول اختبارين خاضتهما القوى السياسية سواء معركة الاستفتاء الدستورى أو معركة الانتخابات البرلمانية.

نجح التيار الدينى بامتياز فى خلق ساحة معركة لا علاقة لها بالسياسة، وأصبح الدافع الأول لدى قطاعات واسعة من الناخبين الذين اختاروا الأحزاب الدينية هو نصرة الدين ومحاربة العلمانيين الذين يحاربون الإسلام ويريدون طمس هوية المجتمع المصرى.

وابتعد التيار الدينى عن أى خطاب سياسى مميز لهويته السياسية -مثل القضايا الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية- حتى لا يفتح أبوابا من التساؤلات حول برامجه وخططه التفصيلية للنهضة بالوطن.

ونستكمل فى المقال القادم مراجعة التجربة الحزبية للأحزاب المدنية عقب الثورة من خلال إطار التنظيم والبناء الداخلى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

الأستاذ متأثر بسلاح التلميذ

عدد الردود 0

بواسطة:

اسلامى وافتخر

الى الكاتب

عدد الردود 0

بواسطة:

د اسامة

التيار الاسلامى هو 90% من الشعب المصرى

عدد الردود 0

بواسطة:

مصر هيه التيار الديني

لن تفهم مصر الا اذا اقريت بان الشعب المصري اسلامي فقط

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن يحب بلده

الى الدكتور مصطفى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة