طالب النجم حسين فهمى شركات الإنتاج بضرورة البحث عن موسم آخر للدراما التليفزيونية، وذلك لتجنب الزحام الرمضانى الذى يظلم أعمالا كثيرة، كما أعرب عن غضبه من اللجنة التأسيسية للدستور، وتحدث عن حقيقة علاقته بالرئيس المخلوع، ورأيه فى كل ما يدور على الساحة السياسية حاليا فى حواره مع اليوم السابع..
ما الجديد الذى تقدمه لجمهورك فى مسلسل "حافة الغضب"؟
أنا سعيد بالمسلسل جدا ورفضت العديد من السيناريوهات بعد أن قرأته لأننى وجدت فيه ما أريده، وهو شكل جديد لم أظهر به قبل ذلك وهو ما أحرص عليه دائما عندما أقدم عملا جديدا، والعمل قصتان، القصة الأولى أجسد بها دكتور يدعى "محب عاطف" وهو طبيب نساء وتوليد يعيش وحيدا حتى يدخل فى حياته أشخاص غريبة تقلبها، وهو يجمع بين التشويق والكوميديا، أما القصة الثانية فستكون مفاجأة لأنها مكتوبة بتكنيك سينمائى وتدور حول جريمة قتل.
ولماذا تقديم قصتين فى عمل واحد؟ القصتان أعجبونى، وأنا أرى عندما تكون القصة لا تحتمل أكثر من 15حلقة، فلا داعى للمط والتطويل حتى لايمل المشاهد، وليلى علوى وإلهام شاهين قدموها قبل ذلك ونجحوا جدا، ومعى مخرج متمكن وهو حسنى صالح، وكنت من متابعى أعماله، وأحاول أن أقدم عملا جيدا يلاقى إعجاب المشاهدين.
الصراع الرمضانى المقبل سيكون مشتعلا للغاية فكيف تراه؟
رمضان المقبل سيكون غريبا شكلا ومضمونا ليس لكثرة الأعمال فحسب، وعودة نجوم السينما للتليفزيون أمثال عادل إمام والسقا وكريم وغيرهم، بالإضافة لنور الشريف ويسرا وإلهام، ولكن سيكون أيضا هناك انتخابات رئاسية وبرلمان يثار حوله جدلا واسعا، وتشكيل لجنة لتأسيسة للدستور، ومحاكمة رئيس سابق، كما أن رمضان سيأتى فى فصل الصيف، والناس ينطلقون إلى الساحل الشمالى، وكل هذا فى 30 يوما فقط، وأنا بصراحة مش فاهم كيف يستطيع أى مشاهد أن ينشغل بكل هذه الأشياء بالإضافة لمتابعة أعمال تليفزيونية كثيرة، وأنا شخصيا أتمنى أن يخرج مسلسلى من السباق ويعرض بعد رمضان، وأطالب منتجى الدراما التليفزيونية بضرورة عمل موسم آخر للدراما وتدعيمه حتى يحمى كثيرا من الأعمال من التعرض للظلم.
البعض يرى أن ترشيح عمر سليمان هو عودة للوراء، وآخرون يجدون أن مصر فى احتياج خبراته فكيف ترى ذلك؟
مسألة إبعاد كل الكوادر التى كانت تخدم فى عهد النظام السابق سواء كان عمر سليمان أو غيره عن الساحة السياسية، خطر جسيم جدا والتاريخ ربما يعيد نفسه فأحد أهم قادة الجيش الأمريكى عندما ذهب للعراق، وسرح الجيش العراقى بحجة أن الجيش كله بعثى انهارت العراق، وخطأ أكبر أن تقول أن هؤلاء كانوا يخدمون النظام السابق فهم كانوا يخدمون مصر وليس مبارك، وكلنا دون استثناء كنا نعمل من أجل خدمة مصر، وإبعاد كل الكفاءات سيؤدى إلى تأخر مصر.
تقصد بذلك أنك ستعطى صوتك لعمر سليمان؟
أنا سأعطى صوتى للبرنامج الذى أجده مناسبا لى، وسأنتخب برنامجا وليس أشخاصا وهذا الكلام قلته قبل أن ينهار النظام السابق، عندما كنت يسألونى هل ستعطى صوتك لجمال مبارك؟ وحاليا أقوله بعد انهيار النظام، يجب على كل مرشح أن يحدد برنامجه الانتخابى وبناء عليه الناس ستدلى بأصواتها وأنا أولهم، فلا بد أن نعرف كل مرشح بأى طريقة سيفيد البلد، ونحن للأسف الشديد مثل المخرج الذى يرشح أبطال فيلمه قبل أن يكتب السيناريو.
ترددت بعض الأقاويل أنك كنت على علاقة صداقة قوية بمبارك، وهذا منعك من الإدلاء بأى تصريحات بعد الثورة؟
أنا صرحت من البداية وقلت أنا ضد التوريث وهذا ما أعلنته قبل انهيار النظام، وعلاقتى بمبارك كانت طبيعية جدا، مثل علاقة أى فنان برئيس جمهوريته، ولو كنت صديقا شخصيا له لما صرحت برفضى لجمال مبارك، وأننا لسنا ملكية، ونحن جمهورية لا يجوز فيها التوريث.
كيف ترى هجوم الإسلاميين فى تونس على أحد المسارح وقيامهم بتحطيمها؟
هذا حدث فى إيران قبل ذلك، عندما قاموا بالهجوم على أحد السينمات بالأسلحة البيضاء، وقاموا بقتل الموجودين بداخلها، وأرى أن هذا خطأ فادح وسيؤدى إلى انهيار الهوية العربية، لأن الفن جزء من تركيبتنا، ونحن كشعب مصرى نرفض هذا إطلاقا، لأن الفن يعبر عن حياتنا، والإنسان المصرى القديم قدم أجمل أنواع الفنون، ويجب أن نحافظ عليها، لأن الحفاظ على الفنون شىء مهم جدا لتقدمنا، وكل المجتمعات المتحضرة تحترم الفنون، وتقدر العاملين بها.
الإخوان أعلنوا أنهم لن يكون لهم مرشح رئاسى ثم رشحوا خيرت الشاطر، فما تعليقك؟
الإخوان دائما يفاجئوننا بأشياء غريبة وليست هذه أول مرة، وحاليا أتوقع منهم أى شىء، وأنا أجد أنهم بدأوا يفقدوا مصداقيتهم أمام الناس.
ما رأيك فى أول برلمان بعد الثورة بقيادة سعد الكتاتنى؟
أنا أجد أنه امتداد لمجلس فتحى سرور فنجحنا فى القضاء على حزب ديكتاتورى اسمه الحزب الوطنى كان له الأغلبية فى مقاعد البرلمان ويستغلها لصالحه، وجاء حزب الحرية والعدالة ليسيطر أيضا على مقاعد البرلمان ويفعل ما يريد، وأنا أجد أن حزب الحرية والعدالة امتداد للحزب الوطنى، وهذا ما ظهر فى وضع اللجنة التأسيسية للدستور.
أفهم من ذلك أنك متخوف من صعود التيار الإسلامى؟
إطلاقا فأنا مع حرية ممارسة السياسة، ولكن على الحزب أن يحدد لنا برنامجه وأهدافه الحقيقية وكيف يستطيع أن يخدم البلد، وإذا نجح فى عمل طفرة اقتصادية واجتماعية وسياسية فأهلا به وسنرحب به جميعا، فمصر كلها ترحب بأى تيار أو حزب ينقذ البلد مما هى فيه.
ما تعليقك على كثرة التيارات والحركات السياسية فى الفترة الأخيرة؟
هذا شئ إيجابى وصحى جدا، وأنا سعيد به للغاية، لأننا فضلنا محكومين سنوات طويلة من حزب واحد، ونظام واحد لمدة 60 عاما، فلابد أن نحمس الشباب أن يكون له رؤية سياسية وخصوصا فى الجامعة.
هل حكومة الجنزورى تجدها حكومة إنقاذ وطنى أم امتداد لحكومة شرف التى لم تفعل شيئا؟
أنا أرى أن حكومة الجنزورى فعلت كثيرا ولكن الناس لم تساعدها، ونحن أخطأنا فى حق أنفسنا كثيرا كشعب، بأن نجعل أنفسنا نصل لهذا الحال الذى نحتاج فيه لإنقاذ وطنى، فكان لابد أن نستغل نجاح الثورة ونمجدها، ونظهرها فى أحسن حالاتها ونتقدم بها، أما كثرة الوقفات الاحتجاجية والإضرابات أودت بنا إلى هذا الحال، وأدت إلى تأخر اقتصادنا، فهناك مصانع كثيرة أغلقت وعمال جلسوا فى بيوتهم، فيجب أن نعمل من أجل إعادة عجلة الإنتاج، لأن قوة المجتمعات تتوقف على قوة اقتصادها، وأن ندرك جيدا أن إسرائيل الدولة الوحيدة التى لها مصلحة فى تأخر اقتصادنا.
الفنان يجب أن يكون له دور ومشاركة سياسية أم يركز فى فنه فقط؟
لا بد أن يكون له دور سياسى ويعلن عنه، فلا يجوز أن يبتعد عنها أو أن يقول أنه فنان سينما وليس له رأى سياسى، أو أن يقول أنا ممثل وليس لى تدخل فى الفنون التشكيلية مثلا، فالفنون كلها واحدة ولا يجوز انفصالها عن السياسة.
هل تجد أن أعضاء اللجنة التأسيسية كانوا مناسبين لوضع دستور دولة كبيرة مثل مصر؟
أنا فوجئت بأعضاء اللجنة التأسيسة، فكيف يكون هناك لجنة تأسيسية تقوم بوضع دستور دولة كبيرة مثل مصر وتكون خالية من طاقات من خارج البرلمان، فهناك قانونيون لهم تاريخ رائع ومذهل فى القانون الدستورى، وقاموا بوضع دساتير لدول أخرى، وفوجئت أنهم ليسوا ضمن هذه اللجنة، وهذا يؤكد أن حزب الحرية والعدالة يريد السيطرة على كل شىء كما كان يفعل الوطنى.
السينما ظلت مهمشة فى عهد النظام السابق، فهل تجد أن الفن يحتاج حاليا لثورة؟
بالفعل فالسينما ظلت مهمشة كثيرا فى عهد فاروق حسنى على مدار ربع قرن، وهى الآن بالفعل تحتاج لرعاية من قبل الحكومة المقبلة، وأنا أجد أن الفن المصرى تميز فقط فى عهد وزيرى الثقافة ثروت عكاشة ويوسف السباعى، على الرغم من كونهما ضباط جيش، فلا بد أن تأتى الحكومة بوزيرين للثقافة والإعلام ويكونا محبين للفن، حتى يزدهر، وليس شرط التخصص.
ما الذى تتمناه فى رئيس مصر القادم؟
أن يكون ديمقراطيا وغير ديكتاتورى متسلط، وأن لا يسمع كلام المحيطين به "شلته"، لأنهم سيبعدونه عن نبض الشارع، وأقول له عليك أن تنزل الشارع بنفسك.