أكرم القصاص - علا الشافعي

أيمن نور

«شكرا للصوص!»

الإثنين، 23 أبريل 2012 07:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجر أمس اقتحم مجهولون مكتبى الشخصى بشارع الجيش ومقر حملتى البرلمانية السابق - وفتشوا فى أوراق وصحف قديمة، واستخدموا قفلا لإغلاق الشقق المجاورة من الخارج بعد استيقاظ سكان العقار 14 شارع الجيش، على صوت كسر أبواب المقر.

انتقل فى السادسة صباح أمس ضباط قسم الموسكى بناء على بلاغ من السكان وأجروا المعاينة المطلوبة، كما انتقل أعضاء من حملتى لجرد المحتويات التى تبين أنها لم تتعرض للسرقة!

ورقة سرية مطوية، عثروا عليها بين أوراقى القديمة، هى وصيتى التى كتبتها يوم 30 نوفمبر 2005، وقبل سجنى بأسبوع واحد! عندما أعدت قراءة «الوصية» أمس بعد 7 سنوات، قررت أن أعرضها عليكم ونصها، هو: ربما تكون هذه هى كلماتى الأخيرة التى أكتبها بغير قيود، وبعيداً عن الأسوار.. لكنها لن تكون كلماتى الأخيرة التى لا تعرف سقفاً ولا يحاصرها الخوف.. ويخنقها الطوق.. سأظل «إن شاء الله» أتنفس شهيق الحرية.. وأطرد زفيراً يلعن الاستبداد.. بالأمس جردونى من حقى فى كسر احتكارهم! بالأمس جردونى من حقى فى منبرى ومقعدى تحت القبة.. بالأمس حاولوا أن ينتزعوا لسانى من فمى.. حاولوا أن يغتصبوا حزبى، ويسطوا على صحيفتى! بالأمس حاولوا أن يحرمونى من ثمار جهدى، أن يسرقوا ويخرسوا صوتى، أن يغلقوا مكتبى، ويحرمونى من ممارسة مهنتى ومورد رزقى.. بالأمس قتلوا أبى كمداً وحسرة، وأرسلوا مندوباً عنهم يحضر مراسم العزاء!.. واليوم.. مازالت شهية الانتقام لديهم مفتوحة على مصراعيها.. مازالت الرغبة فى التنكيل تتجاوز حدود العقل، دون سقف أو ضمير أو خط أحمر.. لكنهم اليوم يتربصون بحريتى وربما حياتى، وبأنفاسى التى يتصورون أنها الأخيرة فى محاولة للإجهاز علىّ.. اليوم يرقصون رقصتهم الأخيرة.. حول ما يتصورون أنه جثتى! يدقون مسماراً أخيراً فيما خُيل لهم أنه نعشى!! يعلقون أعواد مشانقهم.. ويشدون الرباط حول ما يتوهمون أنه عنقى!.. واليوم أقول لهم: ليس عاقلاً من يعتقد أنه يملك سلطة ضبط وإحضار صوتى وجسدى ربما.. ولا أعرف من أشار عليهم بهذه الحماقة التاريخية المتكررة؟ فكل الزجاجات التى حاولت السلطة استعمالها فى تعبئة أصوات الغاضبين.. انكسرت! وكل الأقفاص التى صنعوها لاصطياد الساعين للحرية لم يسكنها فى النهاية ويستقر بها إلا هم! ولو بعد حين!.. اليوم أقول لهم: إن سجنى، أو شطب اسمى من كشوف المعترف بهم أو حتى سحلى، لن يحمى مياهكم من أسماك القرش الغاضبة، ومن يتصور غير هذا فهو لا يعرف طبيعة أسماك القرش.. ولا طبيعة الغضب.. ولا دروس التاريخ، أقول لهم: إن اغتيالى بسلاح الشرعية المزعوم لن يحمى مجالكم الجوى من عصافير الحرية التى لا تعرف الأسوار، ولا تعترف بالحدود.. أقول لهم: إنكم تضعون صفرا فى خانة الرقم أمام اسمى.. لكنه صفر على اليمين، سيصنع رقما ضخما يفوق بكثير ذلك الرقم الذى تحاولون محوه وتقديمه «يفوق بكثير ما تتوقعونه»، أقول لهم: إن المشكلة ليست فى شخص كى يزول بإبراز الكارت الأحمر فى وجهى.. المشكلة هى جيلى، هى أن أضعف الناس يستطيع أن يضغط ليخرج معجون الأسنان من الأنبوب، لكن أكثرهم قوة وسطوة وسلطان، لا يملك أن يعيد المعجون للأنبوب مرة ثانية! كل شىء مكشوف.. والتلفيق مفضوح.. والكيد والكيدية تنضح على وجه الأحداث، وتتطاير شظاياها على أيديكم الملوثة بدمى وحريتى، أما حياتى فهى ملك لبارئها.. ستغلقون على الأبواب كل الأبواب.. وسيخرج لكم مئات أمثالى من كل نوافذ الوطن التى لا تملكون إغلاقها بالضبة والمفتاح.. ولمعلوماتكم إن أجمل الأصوات هى التى تصل عبر النوافذ وليس عبر الأبواب.. ربما لن ترونى لشهور أو حتى سنوات مقبلة، لكنكم ستسمعون كل صباح جديد.. يشرق على هذا الوطن.. ستسمعون صوتى مع كل صوت يناضل من أجل التغيير والإصلاح والحرية.. ليس غريباً أن أذهب فى رحلة قصيرة خلف الشمس، فالشمس ترحل وتغرب لتشرق من جديد.. ليس غريباً فى زمن الغربة أن يذهب القابضون على الجمر.. ويبقى القابضون على أعناق البشر، أن يذهب المقاتلون. ويبقى الهاربون من التجنيد، فسيأتى قريبا اليوم الذى يأخذ المقتول بثأره، ويستعيد المظلوم حقه، وينكسر الزمن الردىء، ويتوقف زحف الأيام السوداء.. اذكرونى يا إخوانى فى لقائنا الأسبوعى.. وعدونى بزيارة كل صيف وشتاء.. وأعدكم أننى سأظل بكم رمزا للكرامة الوطنية وللكبرياء فلم أترك لأولادى نور وشادى بعد الله غيركم.. وحبكم.. وأمل فى لقاء، هذه كلماتى الأخيرة.. وربما وصيتى.

..شكرا للصوص الذين مكنونى بفعلتهم الغامضة على العثور على هذه الورقة القديمة الجديدة التى مضى على كتابتها 7 سنوات لكن بعض سطورها مازالت صالحة للنشر الآن.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

بجد أنا إتخنقت

بجد أنا إتخنقت

بجد أنا إتخنقت

عدد الردود 0

بواسطة:

المتحدث الرسمي للجنة الألكترونية أو الفلول أو بقايا النظام البائد

أبوس إيدك إرحمنا

عدد الردود 0

بواسطة:

مستشفي سلمي للتجميل

حلوه حكاية اللصوص اللي ما سرقوش . سلملي علي السيشوار .

أحب فيك خيالك المريض ههههههههه

عدد الردود 0

بواسطة:

solav

اظن كفايه كده

عدد الردود 0

بواسطة:

إيهاب زهران

إلي قراء اليوم السابع .

عدد الردود 0

بواسطة:

ابوخالد

مش بعيد يكون هو اللي عامل الحركة دي وباعت الحرمية

عدد الردود 0

بواسطة:

heba

الى كل القراء اللى مش عاجبهم طريقة ايمن نور

عدد الردود 0

بواسطة:

رشا وجيه

موجه الى كبل اصحاب التعليقات السابقه

عدد الردود 0

بواسطة:

غالي

أستاذ أيمن...

عدد الردود 0

بواسطة:

شا ب مصرى

مش عارف كل لما اقرء حوار او مقاله لهزا الرجل الائى نفس التعلقات وبنفس الصيغه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة