نفى مسئول سودانى رفيع المستوى وجود رغبة لدى الخرطوم للدخول فى حرب مع دولة جنوب السودان على خلفية أحتلال الأخيرة لمنطقة "هجيليج" الحدودية، وقال: "إن احتلال الجنوب لهجليج عكر العلاقات بين شمال وجنوب السودان ولكنى أؤكد هنا أن الشمال لا يرغب فى أى شبر من أراضى جنوب السودان وإنما يرغب فى تحرير أراضية، ونحن لا نرغب فى الدخول فى أى نزاعات أخرى مع الجنوب بأى شكل من الإشكال".
ووصف عبد الله مسار، وزير الإعلام السودانى احتلال هجيليج بأنه كان "خطأ فادحا" من الجنوبيين، خاصة أن هذه المنطقة، قائلا: "لم تكن من بين مناطق النزاع بين الخرطوم وجوبا"، مؤكدا أن الخرطوم كانت تسعى خلال الأيام الماضية لتحرير أراضيها، لافتا إلى الدعم الدولى الذى تلقته بلاده فى هذا الشأن، مضيفا "وجدنا تأييدا كبيرا من المجتمع الدولى والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، كما أيدنا الاتحاد الأوروبى رغم أنه تأييد ملغوم".
وحول ما يتردد عن وجود دعم خارجى للجنوبيين فى مواجهة الخرطوم، قال مسار فى تصريحات لـ"اليوم السابع" على هامش مشاركته فى المؤتمر الإسلامى التاسع لوزراء الإعلام الذى اختتم أعماله الجمعة بالجابون أن "الحركة الشعبية لتحرير السودان هى مخلب قط لآخرين، والحركة تقوم حاليا بدفع عدد من الفواتير منها فاتورة قديمة لدول كانت على علاقة مع الحركة الشعبية وقت الحرب مع الشمال، والثانية تدفعها لبعض أبناء شمال السودان الذين كانوا منضمين للحركة الشعبية وقت الحرب مثل أبناء آبيى وأبناء النوبة، كما أن هناك أمرا آخر وهو أن "هجليج" منطقة بترول والشركات التى تستخرج البترول فيها هى شركات صينية، وفى تقديرى أن الشركات الأمريكية والغربية تريد أن تحل محل الشركات الصينية، وبالتالى هى تسعى من خلال إشعال المنطقة أن تخرج الشركات الصينية وتأتى الشركات الأمريكية والغربية مكانها".
ورفض مسار ما ردده بعض المسئولين الجنوبيين حول تبعية هجيليج للجنوب، وقال إن "هذا أمر للدعاية الداخلية فى جنوب السودان، لأن هجليج لم تكن أبدا جزءا من الصراع بين الشمال والجنوب، ولم تكن كذلك جزءا من مطالب الجنوب سواء قبل اتفاقية "نيفاشا" أو بعدها، فأنا أستغرب كثيرا أن يأتى الآن مسئول جنوبى، ويدعى أنها أرض جنوبية"، مشيرا إلى أن الجنوبيين كانت لديهم رغبة من وراء أحتلال هجيليج لمبادلتها بمنطقة أبييى، لكنه أكد على موقف الخرطوم من هذا الأمر.
وأضاف: "نحن من جانبنا نؤكد أنه لا علاقة بالمنطقتين بعضهما البعض، فهناك بالفعل بروتوكول خاص بآبيى ومتفق عليه بين الجانبين، ونحن رفضنا هذا الطرح، فكيف نبادل منطقة سودانية مائه فى المائة بمنطقة عليها نزاع".
وزير الإعلام السودانى: احتلال الجنوب لهجليج عكر العلاقات بيننا.. ولا نرغب فى أى شبر من أراضيه.. عبد الله مسار: الحركة الشعبية مخلب قط لآخرين وتقوم بتسديد فواتير لدول ساعدتها فى حربها مع الشمال
الأحد، 22 أبريل 2012 08:42 ص