د. عبد المنعم عمارة

مصر بعد الثورة.. لم ينجح أحد

الأحد، 22 أبريل 2012 04:48 م


طيب لو حضرتك استفردت بنفسك، وأخذت تسرح وتفكر كيف هى مصر الآن؟ هل ستصعب عليك مصر كما هى مشاعر المصريين الآن.. هل ستقول مثلهم هية البلد رايحة على فين، أو ستقول هوه فيه إيه بالضبط، هل تشعر أن مزاجك رايق وفايق كما كان فى الأيام الأولى للثورة حتى سقوط النظام السابق، هل الأحلام الجميلة التى عشناها هذه الأيام لا تزال فى ذاكرتك ولازالت مدفونة فى مشاعرك، هل ستدعى على كل الذين شاركوا فى الوصول للحالة التى عليها البلد الآن دون استثناء، هل ستحملهم المسؤولية فقط أم ستتحملها أنت وأنا وهم مثلهم تماماً.
ولكن علينا أن نسأل من هم السبب؟ هل هم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى لعب دوراً رائعًا فى حماية الثورة، الذى أدار هذه المرحلة الانتقالية، أم ترى أن المسؤولية تتحملها القوى السياسية من أحزاب وحركات سياسية ومنظمات مجتمع مدنى.
حضرات القراء
حال مصر الآن الذى لا يحتاج منى إلى وصف أو توضيح، فكل شىء الآن كتاب مفتوح تراه كل أعين المصريين.. رأى كثيرون تحدثت معهم أو قابلتهم أن الجميع فاشلون «Losers» وأن نتيجة المرحلة الانتقالية هى لم ينجح أحد، خذ عندك القوات المسلحة التى بدأت شعبيتها كبيرة تمثلت فى شعار الجيش والشعب إيد واحدة وانتهت يسقط يسقط حكم العسكر.
المجلس الأعلى العسكرى لم يحقق أمل الشعب فى الأمن والأمان، بالرغم من كل ما فعله من أجل تلك المهمة التى كان يراها مهمة وضرورية وحيوية، لم يعجب القوى السياسية الموجودة على المسرح السياسى، ظهر ذلك فى سيل الاتهامات التى وجهوها له وفى الضغوط المستميتة من أجل العودة للثكنات العسكرية، الإخوان أظهروا صداقة تحولت إلى عداوة وهجوم صريح ومباشر من كل قياداتهم، السلفيون السياسيون الجدد نفس الشىء بدأوا مع ثم تحولوا للضد، المجلس العسكرى يضعونه فى كل جملة مفيدة أو غير مفيدة، باختصار يحملونه هم والتيار الليبرالى الأحداث المؤسفة التى مرت بها مصر خلال الفترة الانتقالية، المعنى أن المجلس الأعلى العسكرى خسر كثيراً وخسر كثيرين إن لم يكن قد خسر الجميع بالرغم من صدق أدائه.
حضرات القراء
الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة خسروا كثيراً، بدأوا بداية رائعة بالفوز بأغلبية السلطة التشريعية، وكان يمكن أن يكتفوا بذلك، ولكنهم توسعوا فى طلب السلطة، وهنا ضاع الفوز وجاءت الخسارة.
أول خسارة تمثلت فى فقدانهم السيطرة على الغالبية فى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بحكم محكمة القضاء الإدارى ببطلان تشكيلها من أعضاء مجلسى الشعب والشورى.
وجاءت الخسارة الثانية عندما لم تنجح حملتهم لإقالة حكومة الجنزورى أو استقالته بعدم موافقة المجلس العسكرى واستمرار الحكومة، وضاعت حملتهم الإعلامية لتلميع خيرت الشاطر النجم الأول للجماعة كرئيس الوزراء المنتظر.
وجاءت الخسارة الأكبر عندما رشحوا فجأة خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، بالرغم من أنهم سبق أن أعلنوا أنهم لن يرشحوا أحداً لمنصب رئيس الجمهورية.
القادم -وهو الأخطر- قضية شرعية مجلسى الشعب والشورى خاصة بعد حكم المحكمة الإدارية ببطلان المجلسين، التى ستظهر فى القضية المنظورة على المحكمة الدستورية. أساتذة الدستورى يؤكدون أن الحكم سيؤكد عدم شرعية المجلسين.
إذن ما سيتبقى لجماعة الإخوان بعد هذا الازدهار السياسى الذى وصلته.. هم لم ينجحوا فى المرحلة الانتقالية.. وهو ما يراه كثيرون.. سواء أحبوا الإخوان أم كرهوهم.
أحد المحللين السياسيين قال إن هذه الخسارات هى السبب فى الموقف الحاد، الذى أخذوه ضد المجلس العسكرى وضد القوى السياسية الأخرى، وأضاف أنهم لهذا عادوا إلى شعار الشرعية الثورية بعد أن كانوا يقولون إنها توقفت عندما تشكلت الهيئة التشريعية، وتحولت إلى الشرعية الدستورية.. وأضاف أنهم فى الفترة السابقة نادوا بأن يكون البرلمان قبل الميدان، ولكنهم عادوا إلى شعار الميدان قبل البرلمان كما حدث فى جمعة 13 إبريل.
ويتبقى أن أقول إن المجلس العسكرى قد خسر وجماعة الإخوان قد خسرت.. ولكن فى ظنى أن الشعب هو الخاسر الأكبر.

> د. أحمد الطيب شيخ الأزهر.. قانون العزل الاستثنائى تم طبخه وتسويته فى 24 ساعة، بينما قانون معاشات شهداء الثورة صدر بعد شهرين كاملين.. اعتبر الإمام الأكبر من الفلول.. مع أنهم جميعاً أشادوا بوثيقة الأزهر وبدور رئيسه وحيوا مجهوداته فى التقريب بين القوى السياسية المتنافرة، ثم طلبوا منه أن ينقذهم من ورطة بطلان تشكيل الجمعية التأسيسية بأن يتوسط للتقريب بين المتصارعين.. استثنوا الوزراء ولم يستثنوا فضيلة الإمام الأكبر.
> المشير حسين طنطاوى.. أهم تصريح له منذ توليه سلطة إدارة مصر بأنه لا انتخابات رئاسية قبل وضع الدستور.. التصريح أعجب الشعب ولم يعجب القوى السياسية.. التصريح أقام قيامة الأحزاب السياسية ولم يقعدها مع أنه فى رأيى هو محاولة ضغط للوصول إلى حل توافقى لمشكلة تشكيل الجمعية التأسيسية وللإسراع بوضع الدستور.
> د. محمد كمال عضو لجنة أمانة السياسات بالحزب الوطنى المنحل.. أحسنت صنعاً بصمتك، ولكن عليك واجب وهو أن توضح لنا وضع د. عمرو حمزاوى بالحزب الوطنى، هل كان عضواً بلجان السياسات كما أكد د.مصطفى الفقى.. إذا كانت الإجابة نعم فهذا يعنى أن حمزاوى سيقع تحت طائلة قانون العزل السياسى الذى تحمس له وشارك فى وضعه بمجلس الشعب: سؤال مكمل، كيف انضم لأمانة السياسات، كم استمر فيها، ومتى تركها هل استقال أم استغنيتم عنه، وهل صح أنه ترك الأمانة بسببك لأنك حصلت على ما كان يطمع أن يحصل عليه؟
> د. زاهى حواس العالم الأثرى.. يواجه اتهامات ظالمة بتفريطه فى آثار مصر مع أن الجميع يعلم دوره فى عودة القطع الأثرية من بعض الدول... للعلم زاهى حواس شهرته فى العالم تفوق شهرة د. زويل ود. البرادعى، شهرتهما هى فى العلم فقط، بينما شهرته فى العلم والثقافة وفى شعبيته الكبيرة بين شعوب الغرب.
> د. محمد البلتاجى عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة.. أعتقد أن كثيرين وأنا منهم يعجبهم أداؤه وأقواله خصوصاً فى موقعه على الإنترنت، ومع ذلك يذكرنى بالراحل كمال الشاذلى، الذى كان له علاقات جيدة مع المعارضة، وقدرة على التدخل فى الوقت المناسب للتقريب بين النواب.. ويذكرنى بالدكتور زكريا عزمى فى رأيه المعارض للحكومة وللحزب الوطنى فى بعض المواقف تماما كما يفعل د. البلتاجى الآن.. مواقف عزمى قيل إنها بمباركة الرئاسة، فهل معارضة البلتاجى تتم بمباركة المرشد العام.


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة