كارنيجى: الإسلاميون سيحاولون التأثير على المناهج التعليمية

الأحد، 22 أبريل 2012 03:49 م
كارنيجى: الإسلاميون سيحاولون التأثير على المناهج التعليمية صورة أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت مؤسسة كارنيجى الأمريكية للسلام الدولى، إن الإسلاميين فى مصر والعالم العربى سيحاولون بالتأكيد تشكيل المناهج التعليمية، وإن لم يكن بالضرورة فى مجال الدين.

وأوضح محمد فاعور، الخبير بالمؤسسة، أن التعليم هدف مهم جدا بالنسبة لأى جماعة أيديولوجية تريد السلطة السياسية، والإسلاميون ليسوا استثناء من ذلك. لكنه يتابع قائلا إنه لم يُحدد أو يُحسم بشكل واضح ما إذا كانت الأحزاب الإسلامية الأساسية فى مصر وتونس تنوى تغيير برامج التعليم الدينى فى المدارس الحكومية. مشير إلى أن الغموض فى هذا الأمر لا يزال قائما لعدة أسباب بما فيها صعوبات التعامل مع سياسات ومؤسسات الدولة.

وأوضح فاعور أنه على الإسلاميين أن يعدلوا أولا المواد الخاصة بالتعليم فى الدستور، وهذا وحده يواجه العديد من العقبات، مثل المعارضة الشديدة من القوى السياسية والعسكرية، كما أن البرامج التعليمية القائمة لا تتصارع بالأساس مع الأهداف السياسية لهذه العناصر. لأن الإسلام وقيمه منصوص عليها فى المناهج التعليمية بطرق متعددة ، فمثلا كل طالب فى مصر يدرس الدين مع مدرس يتنمى لعقيدته.

لكن الأحزاب الإسلامية لديها تجارب بالفعل فى إدارة مدارس خاصة، يتم فيها إدراج الإسلام فى البيئة التعليمية، بحيث تسود العادات والثقافة الإسلامية على تفاعل المعلم مع الطلاب وعائلاتهم. وهذه المدارس تشجع وتثنى على السلوك الإسلامى للطلاب كأداء الطقوس الدينية وبر الوالدين، وتنتقد ما تعتبره مخالفا للشريعة الإسلامية كشرب الكحوليات، أو عدم ارتداء الفتيات للحجاب، أو عدم طاعة ولى الأمر.

ويعتقد الخبير السياسى أن الأحزاب الإسلامية الرئيسية فى مصر وتونس والمغرب ربما تسعى إلى تحويل تجربتهم التعليمية فى المدارس الخاصة إلى المدارس العامة بالتأثير على برامج تدريب المعلمين، وأيضا من خلال الأنشطة التى تتم خارج المناهج، والتى تعزز الثقافة الإسلامية فى المدارس.

وأوضح فاعور أن الدول العربية تتشارك فى بعض عناصر التعليم الدينى، وقال إنه فى مصر مثلا، وخلال عهد مبارك وحتى الآن، يدرس الطلاب المسلمون والمسيحيون عقيدتهم فى المدارس الحكومية. وإضافة إلى ذلك، يدرس الطلاب جميعا مواد أخرى كاللغة العربية والتاريخ آيات قرآنية وأحاديث نبوية تتناول القيم الاجتماعية مثل الأمانة والرحمة، لكن هناك آيات أخرى تتعارض مع عقيدة غير المسلمين كالآيات الخاصة بأنه الله واحد لا شريك له، والتى تتعارض مع الإيمان المسيحى بالثالوث المقدس.

من ناحية أخرى، قال فاعور: إن الإسلاميين فى مصر وتونس والمغرب يشجعون الاعتماد على الأساليب الحديثة للتعليم فى المواد العلمية، كالتفكير النقدى، والحوار والبحث، والمناقشة المفتوحة، وتدعو برامجهم إلى توفير التدريب للمدرسين لضمان أن تكون لديهم الكفاءة اللازمة فى طرق التدريس. وقد تم تطبيق هذا بالفعل فى لبنان، وسيحدث ذلك أيضا فى مصر وأماكن أخرى.

لكن عندما تتعلق الأمور بتدريس الدين والعلوم الاجتماعية واللغة العربية، فإن الإخوان المسلمين بشكل خاص يدعون إلى نموذج محدد من الحوار، فيدعون إلى الإقناع بالحسنى والحوار اللطيف، لكن هذا النوع من الحوار لا يسمح بأى مخالفة علنية للعقيدة الإسلامية فى شكل الإلحاد أو الشرك على سبيل المثال.

وأشاد فاعور بمشروع الأزهر القائم على التعاون مع الكنائس المسيحية، وممثلين لكافة الحركات السياسية والفكرية، للإعداد لمناهج جديدة تتناول القيم المشتركة بين الديانات السماوية، وقال إنه فى حال تنفيذ هذا الشروع، فإنه سيقدم نموذجا تعليميا لدول أخرى فى المنطقة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة