محمد فهيم

رسالة إلى الدكتور بديع

الأحد، 22 أبريل 2012 09:56 م


فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع، أنا واحد من أبناء الشهيد حسن البنا، وممن رضع من مراضعكم وتربى فى حجوركم، وشرب من مراويكم، وصار يحيا بالفكرة ويحلم بالهدف.

أرسل إلى فضيلتكم رسالة من ابن إلى أبيه، ومن جاهل إلى عالم، ومن قليل حيلة إلى صاحب أمر.

فى البداية أؤكد أن مصرنا الحبيبة تحتاج إلى سواعدكم الفتية، وعقولكم الذاخرة، وقلوبكم المؤمنة الطاهرة، وأن شعبها المسكين المظلوم المقهور ينتظر منكم الكثير، لأنكم مثله مساكين وفقراء ومظلومون ومقهورون، فهو يحلم بكم أن تنقذوه من الجوع والفقر والعجز والمرض، ينتظر منكم أن تنتشلوه من قاع جحر الضب إلى ساحات العزة والكرامة والفخار.

وبما أن حلم المصريين "أنتم"، وبما أن أملهم "فيكم"، ولأن المدعين والأفاقين وأصحاب المصالح وفلول النظام وأعداء الفكرة الإسلامية، وغيرهم، كلهم يتربصون ويقفون كالشيطان على رؤوس الطرق، يسدونها أمامكم ويهدمون ما وضعتم من أحجار لتأسيس البناء، ويذرون التراب فى وجوهكم.

ولأن الحمل ثقيل تنوء له العصبة أولى القوة، والتركة خاسرة سرقها الأفاقون واللصوص، والثياب مهلهلة لا ينفع معها ترقيع، فأرجوا ألا تحملوا الحمل الثقيل وحدكم، حتى لا تسألوا عنه وحدكم، وأن توزعوا التركة الخاسرة على الجميع، حتى لا تكون مصيبتكم وحدكم، وأن تجذبوا الأيادى لتشارككم زراعة القطن، وحلجه وغزله ونسجه حتى صناعة ثياب مصر الجديدة، وطرحتها التى ستوارى عنها سوأتها وتغطى عورتها، وتعيدها للدنيا كما كانت صابحة وزاهية وبهية و"ست البنات".

فضيلة الدكتور بديع وضع الشعب المصرى ثقته فيكم، وحملكم الأمانة، ولكن المغرضين نجحوا فى تعطيل المسيرة حتى تهز الصورة، ويظهر الإخوان فى صورة قليل الحيلة العاجز، ولذا فإنى أفهم دوافع الجماعة بتقديم مرشحها للرئاسة، وأعلم أنكم لا تتحدثون قبل أن تتشاورون، ولا تعلنون قبل أن تدرسوا، ولكنى أرجو أن تعيدوا النظر مرة أخرى ولتدعوا الشارع الإسلامى للتوحد حول مرشح واحد، حتى لا تحملوا القفة بيد واحدة فتتدلى منكم ويسقط ما بها من متاع، وعندها ستسألون وحدكم وستحاسبون على أخطاء مبارك وستتهمون بأنكم مثله – وحاشا لله أن نكون أبدا مثله.

ولذا أهيب بكم أن تعيدوا التشاور من جديد، وتدرسوا الأمر مرة أخرى، ولتكونوا مع الشارع كما كان الشارع معكم، فالشارع يتمنى مرشحا واحدا إسلاميا فى مواجهة الفلول، ولأن الفكرة واحدة والهدف واحد عند المرشحين الإسلاميين الثلاثة "مرسى والعوا وأبو الفتوح"، فلماذا لا يكون واحداً منهم فقط.

ولأن الليبراليين والعلمانيين والفلول يحتشدون، ويحشدون وسائل الإعلام ضدنا، ويتهمون الجماعة بالاستئثار، رغم أنها لا تملك شيئا سوى برلمان لا يسمعه أحد، ولذا نريد أن نعلمهم درسا فى الإيثار والحب والتجرد لوطن غال نحبه ونحيا من أجل رفعته.

ولأن هناك حالة من التأييد للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فى الشارع، وبين عدد غير قليل من شباب الجماعة، وبما أن عمر سليمان سقط مدويا، والخوف من إنتاج مبارك وصهيونى جديد قد زال، وبما أن المجلس العسكرى رأى حجم قوتكم فى المليونية الأخيرة، وبما أن هناك كثيرين يرون أن ترشيح الجماعة لرئيس منها يضرها أكثر مما يفيدها، ويقلل من حقيقة إيمانها بمبادئها حول أن السلطة ليست هدفا أو غاية، وإنما هى وسيلة، فأرجو مراجعة القرار مرة أخرى ودراسة الأمر من جديد.

ومن أجل مصر أناديك، ومن أجل الجماعة أناشدك، أبو الفتوح منا ونحن من أبو الفتوح، وإن خالفنا فهو ابن للجماعة، وإن شق عصا الطاعة فلنرده إلينا من أجل مصر، وحتى يخرس الأفاقون وتنتهى أكاذيبهم ودعايتهم ضد الجماعة.

فضيلة المرشد أناشدكم الله من أجل مصر التى سجنتم من أجلها، وضحيتم فى سبيل كرامتها، أريدكم أن تكملوا مسيرة التضحية إلى الأبد من أجل تراب وطن أحبته الأرض وتغنت باسمه السماء.

أرجو أن تصلك رسالتى، وأتمنى أن يسمع ردها العالم كله، لنؤكد أننا لسنا طالبى سلطة أو محبى سلطان، ولكننا نحمل فكراً، ونحيا من أجل رسالة ربانية، الدنيا فيها وسيلة لا غاية.


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة