الاحتجاجات البحرينية تختمر داخل وعاء "فورمولا – 1" بالمنامة

فى الوقت الذى تتجه فيه أنظار العالم لمتابعة فعاليات المرحلة الرابعة من سباق فورمولا-1 للسيارات بالمنامة فى موسمه الثالث والستين، اندلعت مواجهات شابها العنف بين متظاهرين والشرطة البحرينية قرب عدد من القرى الشيعية في مكان غير بعيد عن حلبة الصخير التى تشهد السباق، وسط احتجاجات للمعارضة البحرينية على استضافة السباق في وقت تقول منظمات حقوقية إن السلطات البحرينية اعتقلت قرابة الثمانين شخصا من المحتجين على السباق.

وقد فرقت عناصر من الشرطة متظاهرين كانوا يستعدون لتنظيم مسيرة ليلية وسط العاصمة، وكان من بين المتظاهرين الناشط نبيل رجب وزينب ابنة المعتقل عبد الهادى الخواجة الذى ينفذ إضرابا عن الطعام منذ أكثر من سبعين يوما إثر اعتقاله من قبل السلطات.

وفيما دعت المعارضة البحرينية إلى تنظيم مسيرات حاشدة في جمعة "الغضب الشعبى العارم" وسط المنامة تحت شعار "كلا لفورمولا الدم"، صعد النظام البحريني من حملاته، واستخدم الرصاص ضد المدنيين العزل، واختطف العشرات من المواطنين.

وعلى الرغم من الانتشار الأمنى وخصوصا على محاور الطرق المؤدية إلى الصخير، نجح شبان فى إغلاق الطريق فترة قصيرة عبر إحراق إطارات، وذكر شهود أن الشرطة استخدمت القنابل المسيلة للدموع وقنابل صوتية، ورد المتظاهرون برشقها بالحجارة والزجاجات الحارقة.

وقال ناشطون حقوقيون فى البحرين "نحن ضد مكافأة الديكتاتوريين، "فورمولا -1" فى البحرين الآن لأن ذلك بمثابة علاقات عامة للنخبة الحاكمة، للديكتاتوريين القمعيين، الذين يحكمون البلاد"، بينما يقول معارضون إنهم ليسوا ضد السباق، المواطنون يحبون هذه الرياضة ويستمتعون بها، لكنها - أى المعارضة - ترفض إعطاء الحكومة غطاء تستغله سياسيا وهى تنتهك حقوق الإنسان.

وتنظم المعارضة البحرينية مظاهرات يومية ضمن "أسبوع الصمود والتحدى" بهدف إسماع صوتها بالتزامن مع استضافة السباق، الذى ترفضه كونه يدعم فكرة استقرار الأوضاع فى البحرين وعدم وجود قلاقل أمنية، ما دفع "شباب ائتلاف الثورة" للدعوة إلى ثلاثة أيام غضب حسب تعبيرهم وذلك خلال يومي التجارب الحرة والرسمية مع نهاية الأسبوع.

وقد اشتد غضب المحتجين بعد العثور على جثة المتظاهر "صلاح عباس حبيب" (36 عاما) على سطح مبنى أمس السبت بعد اشتباكات دارت مع الشرطة أثناء الليل.

وصورت بعض اللافتات التى حملها المتظاهرون خلال المسيرة سائقى سباق فورمولا-1 وكأنهم أفراد من شرطة مكافحة الشغب يضربون المحتجين.

وتفتخر الأسرة الحاكمة بالبحرين بسباق "الفوروملا – 1" منذ أن تمكن ولى العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة من تنظيم السباق بالمنطقة للمرة الأولى عام 2004.

فى غضون ذلك، أكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذى يحضر السباق اليوم، فى بيان له، التزامه الشخصي بالإصلاحات والمصالحة فى البلاد، وقال إن الباب مفتوح دائما للحوار الصادق بين كل أبناء الشعب.