نبيل عمر

نية الشاطر وتهديد أبوإسماعيل!

السبت، 21 أبريل 2012 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكتابة عن الإخوان المسلمين أو السلفيين صارت نوعا من السباحة فى المياه العميقة مع أسماك القرش، فإذا لم يطلع علينا واحد من الشيوخ إياهم يخرجنا من الملة ويهدر دمك، فقد يصفنا المرشد العام بأننا «سحرة فرعون» والسحرة إخوان الشياطين، فهل يكون الصمت هو الحل؟ على طريقة أن البعد عن المتاعب غنيمة كما علمتنى أمى وهى فلاحة مصرية قح!
لكن أمى أوصتنى أيضا حين كنت فى بداية حياتى الصحفية بألا أكذب على الناس، وإذا لم أستطع قول الحق، قالت: «لا تخدعهم ولا تشهد زورا»، وقد تمسكت بنصيحتها ولم أخالفها مهما كانت الظروف.. ومهنة الكتابة من المهن العلنية، الكل يلعب على خشبة المسرح تحت الأضواء، حتى لو تخفى بقناع حتى لا ينفضح أمره.

وقلت لنفسى توكل على الله ولنسبح فى المياه العميقة، فالتصريحات التى خرجت من المرشح الرئاسى المستبعد خيرت الشاطر أو المرشح المستبعد حازم أبوإسماعيل يصعب السكوت عليها، فهى تصريحات تدغدغ مشاعر الجماهير وتحرضهم على الدولة المصرية، وهى فى حالة ضعف شديد وتفككت فيها أوصال كثيرة ولم يبق إلا القليل الذى لو أجهزنا عليه، نعود إلى ما قبل عصر مينا موحد القطرين.

خيرت الشاطر صرح فى أكثر من مؤتمر انتخابى: أن النية مبيتة لتزوير الانتخابات الرئاسية!
وأود أن أسال المهندس خيرت: كيف علم بهذه النية؟!

وسؤالى مشروع، لأن الله فقط هو المطلع على النيات وكاشف أسرار القلوب.. فهل يملك خيرت الشاطر بعض هذه القدرة؟

وأنا لا أعترض على فكرة «تزوير» الانتخابات من عدمها، ولكن أعترض على النية، فالله يحاسبنا على نياتنا، بينما القانون لا يستطيع، وكان يمكن للمهندس الشاطر أن يقول: «لدينا قرائن أو شواهد أو أدلة تشى بأنهم يعتزمون تزوير الانتخابات»، ويعلن هذه القرائن والشواهد على الرأى العام!

وعلى فكرة ليس هذا تربصا ولا تعسفا فى اصطياد كلمة تكررت كثيرا فى أكثر من مكان، وإنما هى محاولة لتحليل نمط تفكير وعقلية، نمط تفكير لجماعة صارت أغلبية فى البرلمان وقد تشكل الحكومة وقد يكون منها رئيس الجمهورية، وربنا يستر، حتى نعرف ما هو المستقبل الذى ننتظره.

وقد سبق للمرشد العام أن وصف خيرت الشاطر بأن «دعوته مجابة» وأن الرئيس السابق نزل عن السلطة بدعوة منه، وليس بثورة شعبية، وربما كانت الثورة استجابة لدعوته، والله سبحانه وتعالى يسبب الأسباب!

أما الشيخ حازم أبوإسماعيل فقد اعتصم أمام لجنة الانتخابات الرئاسية بعد استبعاده، قائلا إنه لن يفك اعتصامه إلا بعد أن تغير اللجنة قرارها.

المدهش أن حازم أبوإسماعيل هو فى الأصل محام يدرك معنى القانون، ويدرك أكثر أن ما يفعله مخالف للقانون، حتى لو كان قرار اللجنة «غير صحيح»، -وإذا كانت اللجنة قد «زورت» مستندات عن جنسية السيدة والدته، وهذا تزوير شبه مستحيل، فحازم ليس أسامة بن لادن ولا الظواهرى ولا يمثل خطورة على الأمن القومى الأمريكى، بل إن نصف عائلته تتمتع بالجنسية الأمريكية.. وإذا كان الأمريكان سوف يزورون جواز سفر باسم أمه ووثائق طلب الجواز، فلماذا لا يخرج علينا حازم أبوإسماعيل بجواز سفر أمه المصرى وبه تأشيرات الدخول والخروج فى السنوات الست الأخيرة، وجواز السفر هو «جنسية» وليس مجرد وثيقة سفر كما يذاع ويقال!

باختصار الدولة التى تقوم على التفكير العلمى المنظم فى خطر رهيب، وما ينتظرنا أعمال تقوم على النيات والدعاء والتهديد وإنكار القانون!
هل ثمة خطر أفدح من ذلك؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة