فورين أفيرز: الفوضى والدراما والتسيس ألقى بشكوك حول انتخابات الرئاسة

السبت، 21 أبريل 2012 01:28 م
فورين أفيرز: الفوضى والدراما والتسيس ألقى بشكوك حول انتخابات الرئاسة اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت دورية "فورين أفيرز" الأمريكية إن قرار استبعاد عشرة مرشحين من السباق الانتخابى فى مصر لم يغير بشكل جذرى من طبيعة السباق. فثلما كان الأمر من قبل، يواجه الناخبون قرارا بشأن مدى وطبيعة التحول القادم فى مصر، ولا يزال هناك مرشحين يمثلون كل الاتجاهات.

وتشير المجلة إلى أن السباق الرئاسى شهد دراما سياسية غير مكررة بدأت مع إعلان الإخوان المسلمين عن ترشيح خيرت الشاطر، متراجعين عن وعدهم السابق بعد تأييد مرشح للرئاسة، ثم جاء قرار عمر سليمان بدخول السباق فى اللحظة الأخيرة، ثم جاء قرار استبعاد عشرة مرشحين أبرزهم الشاطر وسليمان والمرشح السلفى حازم صلاح أبو إسماعيل.. ثم جاء بعد ذلك اختراق المجلس العسكرى لفترة من الصمت ليشير إلى احتمال تأجيل انتخابات الرئاسة لحين الانتهاء من صياغة الدستور، قبل أن يتراجع المجلس ليؤكد أ الانتخابات ستجرى فى موعدها، لكن الضرر قد حدث بالفعل. فمع حل التحولات والمنعطفات، فإن المصريين يشعرون بقلق، وهم محقون فى ذلك، إزاء ما يكمن وراء هذا الأمر, كما أن المعلقين الأجانب سارعوا لتحليل كشف ستؤثر هذه التطورات على سباق الخيول الانتخابى. ويبدو أنهم اتفقوا على أن السياسة فى مصر انقلبت رأسا على عقب وأن الإسلاميين قد تم إضعافهم.

وتتابع الصحيفة قائلة إنه على الرغم من أن الأحداث التى ملأت السباق هذا الشهر، إلا أنها لم تغير من طبيعته، فالشاطر تم استبعاده بسبب سجله الجنائى. ورغم أن الأحكام التى صدرت ضده من جانب المحاكم العسكرية كانت سياسية، ورغم خيبة الأمل التى شعر بها أنصاره الذين يرونه مثل نيلسون مانديلا دفع ثمنا باهظا لمعارضته للنظام السابق، إلا أن الإخوان كان لديهم بديلا ممثلا فى محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، والذى سيجده أغلب أنصار الشاطر خيارا مقبولا.

أما بالنسبة لعمر سليمان، فإن استبعاده النهائى لم يكن مفاجئا بشكل رهيب، رغم أنه كان مفاجأة. ولن يترك فجوة عيقة فى مجال المرشحين، فهناك عمر موسى لا يزال فى السباق الذى سيحصل على الأصوات التى ربما كانت ستذهب لصالح سليمان.

أما بالنسبة للمرشح الثالت حازم صلاح أبو إسماعيل، فكان استبعاده بسبب جنسية والدته الأمريكية، ورغم أن واشنطن كانت تكره رؤية أن يصبح الرجل رئيسا لمصر، إلا أن استبعاده قد زاد تفاقم سوء العلاقات الامريكية المصرية، حيث ارتفعت فى القاهرة لافتات تقول "الأمريكان كاذبون وحازم صادق". وكان أبو إسماعيل يحل فى المركز الثانى فى استطلاعات الرأى، وبعد استبعاده يتبقى مرشح حزب الأصالة السلفى عبد الله الأشعل، لكنه لا يحظى بنفس شعبية أبو إسماعيل.

وعلى الرغم من هذا الاهتزاز الدراماتيكى، إلا أن العديد من المعلقين قد بالغوا من المدى الذى حدث فيه تغيير فى السباق. فالقضية المهمة ليست ما إذا كان مرسى سيحظى بدعم الشاطر، وما إذا كان رحيل أبو إسماعيل سيحسن من فرص العلمانيين. فمثلما كان الأمر قبل الاستبعادات، فإن القرار الأساسى الذى سيواجهه الناخبون يتعلق بمدى وطبيعة التغيير الذى سيحدث فى مصر خلال السنوات القادمة، ولا يزال هناك مرشحين يمثلون كافة الاتجاهات.

فالذين يصوتون لصالح الاستقرار الذين كانوا سيختارون سليمان، سيتذهب أصواتهم لعمرو موسى وأمد شفيق وإن كان موسى الأفر حظا، لكن كون شفيق جزء من المرحلة الأخيرة لمحاولة تشبث مبارك بالحكم تمثل عائقا أمامه، ورغم أن موسى يواجه اتهامات بأنه من بقايا النظام السابق إلا أن تهميشه من جانب هذا النظام يجعله يحظى بإيجابية أكثر. أما من يرغبون فى تغيير أكثر، فأمامهم مجموعة متنوعة من المرشحين الإسلاميين مثل عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسى.

وترى فورين أفييرز أنه على الرغم من أن الاستبعادات لم تؤثر جذريا على السباق الرئاسى، إلا أنها وضعت شرعية الانتخابات فى أعين الرأى العام المصرى محل شك. وأيا كان ما يعتقده المرء حول الانتخابات البرلمانية، فإنها لم تثر خلافا كبيرا حولها ورأى المراقبون فى الداخل والخارج أنها كانت حرة ونزيهة، وأول خطوة فى الطريق لإرساء ديقراطية كاملة فى مصر، لكن مع تلميحات المجلس العسكرى السابقة بتأجيل الانتخابات وعدم رغبته فى تسليم السلطة، وعجز البرلمان، فإن الشعب المصرى ربما سينظر إلى الرئيس الجديد، بعد استبعاد عدد من المشحين بنفس الطريقة، وقد قالها الشاطر بعد استبعاده، إن "الجيش ليس مستعدا لتسليم الحكم لسلطة مدنية. بل يتطلع لسلطة يستطيع توجيهها من وراء الستار".

وختمت الدورية الأمريكية تقريرها بالقول إن إنقاذ الانتقال السياسى فى مصر لا يتطلب إنتخاب رئيس علمانى، فالأكثر أهمية هو أن يكون أول رئيس جديد لمصر بعد الثورة معبرا عن الاختيار الحقيقى للشعب ومنتخب عبر عملية نزيهة وشفافة. وللأسف، وحتى مع وجدود العديد من المرشحين الذين يمثلون وجهات النظر الحقيقية للمصريت فإن هذه النتيجة أصبحت محل شك بفضل الفوضى والدراما والتسيس المحيط بالعملية الانتخابية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة