عادت من جديد أزمة الدقيق غير الصالح للاستهلاك الآدمى الذى يتم توريده للمخابز البلدية لإنتاج الخبر المدعم، لكن فى هذه المرة عادت الأزمة داخل المطاحن، بعد طحن الأقماح تمهيدا لتوريد الدقيق للمخابز لإنتاج الخبز البلدى المدعم فئة 5 قروش، بعدما اختفت هذه الظاهرة لفترة طويلة، حيث تمكنت الإدارة العامة لمباحث التموين من ضبط كميات كبيرة من الدقيق البلدى المدعم استخراج 82% لدى أحد مطاحن القطاع العام بمحافظة الدقهلية غير صالحة للاستهلاك الآدمى، وذلك قبل تسليمها للمخابز بالمحافظة، تمهيدا لإنتاج الخبز البلدى، حيث تم التحفظ على 52 طن دقيق بلدى مدعم غير صالح للاستهلاك الآدمى، وتحرر محضر بذلك وجارٍ عرضه على النيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية.
والمثير فى الأمر أن الدقيق الفاسد الذى تم الكشف عنه، جاء داخل مطاحن القطاع العام بعد توريد الأقماح إليها وطحنها، على أن تقوم المطاحن بتسليم الدقيق المدعم لأصحاب المخابز، على عكس ما كان يحدث خلال الفترات الماضية من ضبط الأقماح غير الصالحة للاستهلاك الآدمى بالشون والصوامع، خاصة التى يتم استيرادها من الخارج.
فيما أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد الزراعية ومستشار وزير التموين لهيئة السلعة التموينية سابقاً، لـ"اليوم السابع" أن بعض أصحاب المطاحن، يقومون بإشباع القمح بالمياه لفترات طويلة أثناء عملية الغسيل، لزيادة وزن القمح، وهو ما يزيد نسبة الرطوبة التى تؤدى إلى إخراج خبز غير جيد، لا يصلح للاستهلاك الآدمى وظهور الفطريات السامة مثل "الافلاتوكس"، مشيرا إلى أن المكسب الذى يحصل عليه صاحب المطحن من راء هذا العمل، يفوق قيمة المخالفات، التى يتعرض لها من جانب وزارة التموين والتجارة الداخلية، ما يجعله يقوم بالاستمرار فى إشباع القمح بالمياه، إضافة إلى أن الدقيق الذى يتسلمه أصحاب المخابز من المطاحن، دقيق استخراج86%، وليس كما يدعى المسئولون أنه استخراج 82%، أى توجد به نسبة ردة عالية.
وأضاف نادر، أن ضعف الرقابة على الصوامع وشون تخزين بالأقماح وراء خلط القمح بالأتربة والرمال وتوريده للمطاحن، إضافة إلى أن الطريقة التى يتم من خلالها عملية تخزين القمح، هى من أهم مصادر إتلافه، حيث يتم تخزين القمح فى صوامع منتشرة فى جميع المحافظات، ولفترات طويلة، دون أى اهتمام من جانب المسئولين، فى المتابعة فعندما يأتى قمح جديد يذهب إلى المطاحن فورا، بدلا من تخزينه مكان القمح القديم، وذلك لتوفير نفقات وسائل النقل، وهو ما يترتب عليه إتلاف القمح المخزون فى الصوامع.
وقال فرج وهبة، رئيس شعبة مخابز القاهرة بالغرفة التجارية،، إن عدم التزام المطاحن بنسب خلط القمح المحلى بالمستورد، إضافة إلى تشبع القمح بالمياه قبل طحنه، هو ما يؤدى إلى زيادة نسبة الرطوبة، وبالتالى إنتاج خبز غير مطابق للمواصفات القياسية، لافتاً إلى أن من يتحمل ذلك هم أصحاب المخابز، مطالباً بتشديد الرقابة على المطاحن، مثلما يحدث مع المخابز البلدية، لمنع أى تلاعب فى نسب خلط الدقيق، رافضاً فكرة وزارة التموين والتجارة الداخلية التى تسعى إليها لزيادة نسبة الذرة إلى 20% بالقمح لإنتاج الخبز المدعم، لعدم تورط أصحاب المخابز أمام المواطنين لإنتاج خبز غير جيد، نظراً لاختلاف نوعية دقيق الذرة الذى يقل جودة عن دقيق القمح، وذلك فى حالة استخدامه لإنتاج القمح.
عودة أزمة الدقيق الفاسد من جديد.. ضبط 52 طن مدعم غير صالحة للاستهلاك الآدمى بمطاحن القطاع العام قبل توريدها للمخابز بالدقهلية.. واتهامات لـ"التموين" بسوء تخزين الأقماح والتقاعس عن الرقابة
السبت، 21 أبريل 2012 12:21 م