أكد الدكتور مصطفى عبد المولى، الباحث المساعد بمجمع اللغة العربية، أن الاهتمام بصناعة المعجم العربى يمثل ضرورة حتمية لمستقبل اللغة العربية فى ظل الإطار العالمى المتزايد للاستفادة من التقنيات الحديثة فى علم اللغة التطبيقى والتقنيات الحديثة، حيث تتطلب التقنيات المعاصرة والمستقبلية لصناعة المعجم قضايا جديدة عن المحتوى والإتاحة، وهو ما يتطلب وجود مؤسسات متخصصة فى صناعة المعجم والاهتمام بالبحوث التى تقوم عليها صناعة المعجم، وعمل منظومة كاملة من المعاجم.
وأشار عبد المولى فى تصريحات خاصة لـ"ليوم السابع"، إلى أن التقنيات الحديثة زادت أهميتها خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وأصبح جمهور الجيل الصاعد فى بعض الأقطار يستخدمون على نحو متزايد المعاجم المحوسبة فى داخل جهاز صغير، يحمل مادة كبيرة، لتكوين قاعدة بيانات والاختيار منها بمعايير موضوعية، والاعتماد عليها فى تحرير المعلومات اللغوية والشواهد وتحديد الفرق الدلالية، علاوة على أن البحث يقوم على الكلمات والمصطلحات فى مجالاتها الدلالية.
وأضاف أن قواعد البيانات اللغوية تقوم على تخزين نصوص مختارة بعناية طبقًا لمعايير محددة فى ذاكرة الحاسوب ومعالجتها طبقًا لبرنامج محدد وطلبها طبقًا لأوامر هذا البرنامج، خاصة أن هذا التعامل مع كم هائل من المادة اللغوية يتجاوز خيال صناع المعاجم على مدى القرون ويتضمن كمًا هائلاً من النصوص تصل إلى عدة مئات من ملايين الكلمات، فى ظل تعدد الأهداف والوظائف الاجتماعية والعلمية للاستخدام اللغوى، بتعدد اللغة المصدر واللغة المنشودة، وهى فى النهاية ثمرة إفادة جادة من علوم اللغة وغيرها من التخصصات.
وأوضح أن العمل بالحاسوب بهذا الكم الكبير من المادة اللغوية، أدى إلى تقدم كبير فى القراءة الآلية للنصوص وجعل إدخال النصوص كاملة بكلماتها وحروفها عملًا سهلاً، مؤكدا أنه أصبح من الضرورى إصدار منظومة من المعاجم العربية الأحادية أو الثنائية اللغة أو متعددة اللغات فى سياق تعليم العربية لأبناء اللغات الأخرى، حيث تتنوع المعاجم طبقًا للمستوى العُمرى ومستوى معرفة اللغة.