
وأشار موسى خلال المؤتمر الذى عقده بقرية "بنبان" التابعة لمركز ومدينة "دراو" بالبر الغربى بمحافظة أسوان مساء أمس الجمعة أن ﻣﺼﺮ ستدخل ﻓﻰ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪاً ﻫﻮ ﻋﺼﺮ الجمهورية اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، وقال ﺳﻮف ﻧﻌﻤﻞ وﻧﺼﺮ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن ديمقراطية دﺳﺘﻮرﻳﺔ، ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ مبادئ ﺛﻮرة ٢٥ ﻳﻨﺎﻳر وﺗﺘﺮﺟﻢ أﻫﺪاﻓﻬﺎ، وﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ أﺻﻮات المواطنين، وﺗﻌﺒﺮ ﺣﻘﺎً وﺻﺪﻗﺎً ﻋﻦ ﺗﻮﺟﻪ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ، وﺗﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺛﻮرﻳﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ، ﺗﻌﺎﻟﺞ الخلل اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬى أﺻﺎب اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺒﺎس اﻷوﻟﻮﻳﺎت وﺳﻮء الإدارة وﺿﻌﻒ اﻟﻬﻤﺔ، وتحقق ﻋﻨﻔﻮاﻧﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً ﻳﻮاﺟﻪ ﻋﺪوﻧﺎ اﻷول اﻟﻔﻘﺮ، وﺗﻘﺪﻣﺎً اﺟﺘﻤﺎﻋﻴا إﻳﺠﺎﺑﻴﺎً وشاملاً.

وتابع موسى قائلا: "ﻧﻌﻢ ﻧﺤﻦ ﻧﻄﻠﻖ اﻟﻨﻔﻴﺮ ﻟﻴﻨﻬﺾ اﻟﻌﻤﻼق المصرى ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ليحقق ذاﺗﻪ وﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﻫﻴﺒﺘﻪ وﻛﺮاﻣﺘﻪ وﻣﻜﺎﻧﺘﻪ، وﻳﻌﻮد ﻋﻔﻴﺎً إﻟﻰ أﻣﺘﻪ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻗﺎرﺗﻪ أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ وإﻃﺎره الإﺳﻼﻣﻰ وﻣﻴﺎﻫﻪ المتوسطية" .

وشدد موسى أن اﻟﻨﻮﺑﺔ وأﻫﻠﻬﺎ ﺟﺰء أﺻﻴﻞ ﻣﻦ ﻛﻴﺎن ﻣﺼﺮ وﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ، لافتا إلى أن النوبيين يشعرون الإحباط ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻜﺒﺪوه ﻣﻦ ﺗﻬﺠﻴﺮ ﻣﺘﻜﺮر وﻋﺪم اﺳﺘﻘﺮار، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﻘﺺ الخدمات وﻗﻠﺔ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ واﻻﻫﺘﻤﺎم، ﺑﻞ واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺘﻔﺮﻗﺔ واﻟﺘﻬﻤﻴﺶ.

وقال موسى ﻳﻘﻮم ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻲ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻟﺜﻘﺔ ﻟﺪى أﻫﻞ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓى أن اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺮﻋﺎﻫﻢ وﺗﺘﻔﻬﻢ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ الناتجه ﻋﻦ ﻋﺪم ﻣﻼﺋﻤﺔ المناطق اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﻮا إﻟﻴﻬﺎ وﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ، بما ﻓى ذﻟﻚ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﺤﻴﺮة ﻧﺎﺻﺮ والمناطق المحيطة ﺑﻬﺎ، وإﻋﻄﺎء اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻷﻫﺎﻟﻰ ﺗﻠﻚ المنطقه فى ﻣﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺜﺮوة واﻟﺴﻤﻜﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺣﺔ، ﻓﻀﻼًﻋﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ الجدى ﻣﻊ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت ومعالجة ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻬﺠﻴﺮ وﺗﺪاﻋﻴﺎﺗﻬﺎ.

وتوﻗﻊ موسى أن ﻳﺼﻞ ﻋﺪد ﺳﻜﺎن ﻣﺼﺮ اﻟﻰ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﻓﻰ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻘﺎدم، وإﻟﻰ ﻣﺎﺋﺔ وخمسين ﻣﻠﻴﻮن أو ﻳﺰﻳﺪ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٢٠٥٠ لتصبح ﺑﺬﻟﻚ أﻛﺒﺮ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻰ واﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﻃﺒﻘﺎً لمؤشرات اﻟﺰﻳﺎدة اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ وﺣﻮض اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ اﻷﺑﻴﺾ واﻷﺣﻤﺮ، واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ فى أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﻫﺬا أﻣﺮ ﻳﺠﺐ الإﻋﺪاد ﻟﻪ ﻣﻨﺬ اﻵن ﻓﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﺎحى الحياة المصرية، وﻳﺄتى ﻋﻠﻰ رأس ذﻟﻚ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺼﺤﺔ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤى، وكذلك ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﺜﺮوة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺰراﻋﺔ وإﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﺗﻮﺳﻌﻬﺎ، واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وﺣﺮﻛﺔ ﺗﻌﻤﻴﻘﻬﺎ وﺗﻨﻮﻳﻌﻬﺎ وﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ، واﻟﺴﻴﺎﺣﺔ وﻣﻀﺎﻋﻔﺘﻬﺎ، والخدمات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ وﺗﻮﻓﻴﺮﻫﺎ، وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻت الحياة.

وأضاف موسى ﺛﻢ إن دوﻟﺔ ﻳﺼﻞ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻻﺷﻚ تجد ﻧﻔﺴﻬﺎ بين اﻟﺪول اﻟﻀﺨﻤﺔ ذات الموقع الخاص ﻋﻠﻰ الخريطة اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ والعالمية، وﻫﺬا ﻳﺸﻜﻞ تحدياً ﻛﺒﻴﺮاً اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً، واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً، وﻛﺬﻟﻚ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً، ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ المطروح أن ﺗﻌﺘﻤﺪ دوﻟﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺼﺮ على المعونات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، وﻻ أن ﺗﻘﺒﻞ أن ﺗﺒﺮم اﻷمور ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ دون دور أﺳﺎﺳﻰ ﻟﻬﺎ، وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺎن ﺗﺨﻄﻴﻄﻨﺎ ﻣﻦ اﻵن ﻓﺼﺎﻋﺪاً ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺷﺎﻣﻼً ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺎً ﻣﺤﺪد اﻷﻫﺪاف ﻓﻰ السياستين اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ والخارجية، وﺻﺎرﻣﺎً ﻓﻰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ، ﻣﺒﻨﻴﺎً ﺑﺼﻮرة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻂ ﻣﻌﺘﻤﺪة وﺳﻴﺎﺳﺎت ﻣﻘﺮرة ﻣﺆﺳﺴﻴﺎ، ﺗﻠﺘﺰم ﺑﻬا الحكومات المتتالية، وﻳﺘﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺆسسى وﻓﻘﺎً لما ﻳﺴﺘﺠﺪ ﻣﻦ ﺗﻐييرات، ﻻﺳﻴﻤﺎ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺜﺮى الخطط وﺗﻌﺠﻞ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺑﻠﻮرة ﻋﻤﻞ وﻃﻨﻰ ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻜﻞ ﺣﻮﻟﻪ ووراءه، ﻻ ﻓﺮق ﻫﻨﺎ بين ﻣﺴﻠﻢ وﻗﺒﻄﻲ، ﻟﻴﺒﺮاﻟﻰ وﻣﺤﺎﻓﻆ وﻳﺴﺎرى.

وقال موسى إن اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻰ ﺧﻄﺮ، وﺛﻮرﺗﻪ أﻳﻀﺎً ﻓﻰ ﺧﻄﺮ، وﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ أن ﻳﻘﻮد تحالفاً وﻃﻨﻴﺎً ﻛﺒﻴﺮاً لإﻧﻘﺎذ اﻟﻮﻃﻦ ﻹﺣﺪاث اﻟﺘﻘﺪم وﺧﻠﻖ اﻟﻜﺘﻠﺔ الحرجة المطلوبة ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻪ إﻧﻨﻰ إذ أﺗﻘﺪم ﻟﻠﺘﺮﺷﺢ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ الجمهورية، ﻓﻠﺴﺖ أﺗﻘﺪم ﻟﺘﺒﻮء ﻣﻨﺼﺐ، وإنما ﻟﻘﻴﺎدة أﻣﺔ ﻓﻰ ﺧﻄﺮ ودوﻟﺔ ﻓﻰ أزﻣﺔ، وأﻋﻠﻢ تماماً إﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﻧﺰﻫﺔ، وإنها ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻛﺒﺮى ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ المواطن اﻟﺬى ﺳﻮف ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ أن ﻳﻀﻊ ﻋﺼﺎرة ﺧﺒﺮﺗﻪ وﺧﻼﺻﺔ ﻓﻜﺮة وﻣﺨﺘﻠﻒ ﻗﺪراﺗﻪ وﺟﻞ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻓﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻫﻰ إﻧﻘﺎذ اﻟﻮﻃﻦ وإﻋﺎدة وﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻘﺪم واﻟﺮﺧﺎء واﺳﺘﻌﺎدة اﻟﻜﺮاﻣﺔ واﻻﺣﺘﺮام.

كما تعهد موسى بالالتزام ﺑﺄﻫﺪاف اﻟﺜﻮرة ﻓﻰ تمكين ﺷﻌﺐ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﻛﺴﺮ اﻟﺪاﺋﺮة المفرغة ﻟﻸﻣﻴﺔ والمرض واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ، وأضاف موسى أن اﻟﺘﺰامه ﻗﺎﻃﻊ ﻓﻰ رﻓﺾ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ بين المصريين ﺑﻜﻞ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ وﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ، ورﻓﻊ راﻳﺔ المواطنة أﺳﺎﺳﺎً ﻟﻠﺤﻤﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ المصرية، وﻓﻰ المنع الحاسم ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ بين المصريين ﻷى ﺳﺒﺐ ﻛﺎن، وأن ﻳﺸﺮع ذﻟﻚ ﻓﻰ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻟﻴﻜﻤﻠﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬى ﻳﺤﻤﻰ ﺣﺮﻳﺔ المواطنيين ﺟﻤﻴﻌﺎً وﺣﻘﻮﻗﻬﻢ دون.

كما ﺗﻌﻬﺪ موسى ﺑﺄن يحقق ﻃﻔﺮة ﻓﻰ ﻣﻠﻔﺎت اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺴﻴﺎﺣﺔ والخدمات وﺑﺎﻗﻰ ﻣﻠﻔﺎت الحياة، وأوضح موسى أن المسئولية اليوم تتمثل فى أن نتيح المجال اﻟﺴﻴﺎسى ﻟﻸﺟﻴﺎل اﻟﺸﺎﺑﺔ اﻟﺘﺤﺮك ﻧﺤﻮ دواﺋﺮ الحكم وﻛﻮاﻟﻴﺴﻪ، وﻓى اﻷﺣﺰاب واﻟﻨﻘﺎﺑﺎت وﻣﻨﻈﻤﺎت المجتمع المدنى، التى ﺗﺘﻴﺢ ﺗﺮاﻛﻢ الخبرة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، وإﻋﺪاد ﺟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﺸﺎﺑﺔ، ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى، ﻓﻼ ﺷﻚ أن اﻟﺜﻮرة ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮاً ﺷﺎﻣﻼً ﻓﻰ ﻣﻨﻬﺎج اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ وﻣﻨﻄﻖ وﺿﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت الخاصة ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺸﺒﺎب وﺗﻮﺟﻴﻬﻪ وﺷﻐﻞ أوﻗﺎﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﻬﻢ وﺗﻔﺠﻴﺮ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﻢ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ.