لقد نجح التيار الإسلامى فيما لم ينجح فيه مبارك ونظامه لعقود، فقد استطاعوا خلال الأشهر القليلة الماضية فى جعل الكثيرين ينفرون منهم ويتخوفون من وصولهم للسلطة، ويمكن القول أن ما استفادوه من تعاطف خلال سنوات نتيجة القمع الذى كانوا يتعرضون له نجحوا هم أنفسهم ونتيجة لأفعالهم فى خسارته خلال أشهر قليلة.
بعض منهم قد يقول أن ما حدث نتيجة طبيعية، لإعلام متحامل عليهم ويستهدفهم طول الوقت بقصد تشويههم، لكن هذا الكلام مردود عليه لأسباب عديدة أهمها أن قادتهم سواء فى حزب الحرية والعدالة وحزب النور أو الأحزاب الأخرى، هم من كانوا يقومون بالأفعال التى تستحق النقد وما يقوم به الاعلام فقط هو مجرد تسليط للضوء على أفعالهم.
عندما تسأل شابا إخوانيا عن سبب دعمه للشاطر، يقول لأنه اختيار الجماعة وليس لأنه الأفضل ... جماعة الإخوان ذاتها هى من أعلن أنها لن ترشح أيا من أعضاءها لرئاسة مصر، وكان ذلك سببا فى استبعاد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من الجماعة، ثم نجدها لا تخجل أن ترشح اثنين من قياداتها للرئاسة، وعندما تسألهم يستشهدون بالدين وأفعال الرسول فأساءوا لأنفسهم وللدين الذى أقحموه فى تناقضهم وخداعهم، ويبقى سؤال هام كيف سيدير الإخوان الدولة بذات أسلوب إدارتهم للجماعة.
أما ما فعله حازم صلاح أبو اسماعيل، فكان يكفى لهدم دولة وليس حزب أو كيان، فالرجل استغل اقتناع الناس به نتيجة لعبه على وتر أنه سيطبق شرع الله، ونسى الرجل فيما يبدو أن أول ما حرمه الله هو الكذب، لكنه تعدى الكذب إلى الإصرار عليه ومحاولة عمل صدام بين مناصريه والدولة ما دفع بعض قادة التيار السلفى إلى التبرؤ من هذه الأفعال، لاسيما بعدما تأكد من خروجه من سباق الرئاسة ... يا شيخ كل هذه الحرب من أجل أن تفوز بالسلطة ! يبدو أنه نسى عندما جاء سيدنا أبو ذر الغفارى إلى الرسول طالبا منه الولاية رفض الرسول وقال له يا أبا ذر إن فيك ضعف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزى وندامة .... يا شيخ كيف تقوم بعمل مؤتمراتك الصحفية فى المسجد ... يا شيخ أتق الله فقد خدعت الناس حتى قبل أن ينتخبوك.
وإذا نظرنا إلى الأداء البرلمانى للتيارات الإسلامية، فحدث ولا حرج فواصل كوميدية أساءت لمصر وليس لهم فقط... وذلك بدءا من شخص يؤذن فى البرلمان ومرورا بالمشادات والمشاجرات التى تشعرك أنك وسط مكان لا علاقة له بأى برلمان محترم، ونائب قام بعملية تجميل وافترى الكذب أمام الناس قائلا: إنه تعرض للضرب من قبل بلطجية، وظل مصرا على قصته حتى بعد أن فضحه الله وانتهاء برئيس للبرلمان يعرض على أحد النواب بونبونى ماركة ( هولز ) !!.
ولا يحتاج إلى أى حديث موقفهم من كتابة الدستور ومحاولتهم الانفراد بكتابته مع قلة غير مؤثرة من التيارات الأخرى، محاولين الاستحواذ على كل شىء، مجلس شعب ومجلس شورى ولجنة تأسيسية ومحاولات مستميتة لنيل الرئاسة.
وبالطبع يوجد فى التيار الدينى من هم صادقوا النوايا، لكن هؤلاء هم الذين ظهروا أمام الناس بأفعالهم التى يخجل منها أى إنسان، ناهيك عن كونه مسلم بل وداعية وقيادى دينى يطالب بتطبيق شرع الله...فأنى لنا أن نثق فيكم بعد ما فعلتموه خلال أقل من ستة أشهر، لقد جعلتم الناس تكره الثورة بل وبعضهم يتمنى الآن عودة مبارك.... لقد أفسدتم ثورة ضحى فيها الكثيرون بدمائهم وأرواحهم من أجل نجاحها ، فإذا بنا نفاجأ بأنكم حزب وطنى آخر، لكنه أكثر خبثا ودهاء يتذرع بالدين لتحقيق مآربه وأهدافه وعلى استعداد لفعل أى شىء للفوز بالسلطة والسيطرة عليها .... أعزائى الأخوانيين والسلفيين: جزء كبير من الشعب المصرى يدعوكم باسم الله والدين ويستحلفونكم بالله قائلين: ارحمونا يرحمكم الله.
