بعد جدل ونقاش ساخن بين الوفود المشاركة فى المؤتمر الإسلامى التاسع، وزراء الإعلام بالعاصمة الجابونية ليبرافيل، الذى عقد تحت عنوان (دورة تقنيات الإعلام فى خدمة السلم والتنمية)، حول جدوى فتح مكاتب إعلامية لمنظمة التعاون الاسلامى بالخارج، انتهى البيان الختامى للمؤتمر إلى صيغة توافقية، بعد إبداء بعض الدول تحفظها على هذا البند، خاصة فيما يتعلق بجدوى الدول التى سيجرى افتتاح مكاتب بها، فضلا عن رغبة السعودية فى تحديد ميزانية هذه المكاتب.
البيان الختامى أشار إلى أنه استناداً إلى الفقرة السابعة من برنامج العمل العشرى لمواجهة تحديات الأمة الإسلامية فى القرن الحادى والعشرين الذى أقرته الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامية والتى دعت إلى ضرورة التعامل مع الإعلام الخارجى بكيفية فعّالة لتمكين العالم الإسلامى من عرض وجهة نظره من المستجدّات على الساحة العالمية، وفى ضوء مطالبة الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامى لوزراء الإعلام للأمانة العامة للمنظمة باتخاذ جميع التدابير والآليات الملائمة من أجل إبراز ما تقوم بها المنظمة من برامج وأنشطة فى إطار العمل الإسلامى المشترك لتجلية صورة الإسلام السمحة، وفتح مكاتب للتنسيق الإعلامى، بحث المؤتمر مشروع قرار فتح مكاتب إعلامية، وذلك لأهمية ربط وتنسيق العمل الإعلامى الإسلامى المشترك مع عدد من العواصم الأساسية والدول الأعضاء، وفى مكاتب المنظمة بالخارج، حيث ستمكّن هذه المكاتب الأمانة العامة للمنظمة من تنفيذ خطط إعلامية لتحقيق أهداف معلنة ومحددة فى المؤتمرات والاجتماعات الرسمية للمنظمة تتعلق بالعديد من الملفات ذات الأهمية القصوى مثل الإسلاموفوبيا، والقدس، والتنمية، والتجارة البينية، والسياحة ومحاربة الفقر، وغيرها من القضايا الرئيسية، لذلك أقر الاجتماع مشروع القرار رقم "7/9 – إع" بشأن فتح مكاتب إعلامية.
كما أشار البيان إلى بحث المؤتمر لمقترح إطلاق قناة فضائية إسلامية على الأقمار الصناعية، وذلك تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامى، وقال إنه وعياً من المشاركين بأن المنظمة التى تمثل المنظومة الرسمية لمجموع الدول الإسلامية تفتقر إلى منبر إعلامى رسمى يساعدها على الوصول إلى الرأى العام الإسلامى وإيصال رسالتها النبيلة طبقاً لميثاقها، وأخذ المؤتمر علماً بأن مشروع إطلاق الفضائية آتى كذلك تلبية للمناشدات والطلبات التى تلقتها المنظمة من أفراد ومؤسسات خاصة ومجتمع مدنى، بضرورة أن تتبنى المنظمة مشروع فضائية إسلامية دولية تحت مظلتها.
وأكد الحضور بأنه من الأهمية بمكان أن يكون للمنظمة فضائية متخصصة فى التعريف بها وبدورها وأعضائها ونشاطاتها، وكل ما من شانه أن يخدم الدول الأعضاء، ويعرّف بها وبنشاطاتها السياسية والثقافية والاقتصادية والفنية والسياحية، وإبراز الجوانب الجامعة للأمة، وبهذا الخصوص، دعا المؤتمر إلى عقد اجتماع مفتوح العضوية فى مقر الأمانة العامة بجدة لبحث هذا الأمر، وأقر المؤتمر مشروع القرار "رقم 8/9-إع" بشأن إطلاق قناة الـ"OIC" الفضائية.
وأكد البيان على ضرورة التركيز على دور الإعلام فى المرحلة الراهنة والاستمرار فى إظهار الأعمال الوحشية التى ترتكبها إسرائيل فى عدوانها الغاشم على قطاع غزة بما يمكن من حشد الرأى العام الإسلامى والدولى لنصرة القضية الفلسطينية، مشيرا إلى تطرق المشاركين فى المؤتمر إلى أهمية التنسيق بين وسائط الإعلام فى الدول الأعضاء لإظهار الصورة الحقيقية للإسلام والتصدى للهجمات الإعلامية ضد الدين الإسلامى الحنيف ورموزه ومقدساته.
وحول موضوع الإعلام فى الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى ودوره فى مساندة قضية مدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، أشار البيان إلى ما أبرزه المشاركون فى المؤتمر من الظروف الخاصة التى تنعقد فيها الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامى لوزراء الإعلام فى ظل ما يشهده العالم الإسلامى من حراك ومتغيرات فى ظل ما يعانيه الشعب الفلسطينى جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلى وتصاعـد عدوانه ضده، واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية بما فى ذلك مدينة القدس، وتنديدهم بهذا العدوان الغاشم وثمّنوا الإدانة الدولية الواسعة به ومساندة الدول الإسلامية وشعوبها للقضية الفلسطينية التى عبرت عنها فى مختلف المحافل والمناسبات.
وفى معرض حديثهم عن ضرورة استمرار توفير التغطية الواسعة لفضح السياسات ضد الشعب الفلسطينى، ووجّه المشاركون فى المؤتمر نداءً ملحا إلى وسائل الإعلام فى الدول الأعضاء لمواصلة التغطية الإعلامية وتكثيفها لإبراز الآثار التدميرية للعدوان الإسرائيلى وتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب التى تقترفها إسرائيل فى عدوانها.
كما دعوا إلى ضرورة الاهتمام الخاص بمدينة القدس إعلاميا من خلال تخصيص آخر يوم جمعة من شهر رمضان فى كل سنة يتم فيه توفير التغطية الإعلامية الكاملة لهذه المدينة المقدسة.
وفى هذا الإطار، صادق المؤتمر على مشروع قرار بهذا الخصوص رقم "1/9-إع" بشأن الإعلام فى الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى ودوره فى مساندة قضية مدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك.
وحول التحرك الإعلامى الخارجى عبر وضع خطة إعلامية متكاملة بمساهمة الدول الأعضاء ومجموعات السفراء فى أهم العواصم العالمية، قال البيان، إن المؤتمر أشاد بجهود الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى فى التفاعل مع الإعلام الخارجى، بما فى ذلك عقد ورشة عمل بعنوان "تشويه صورة الإسلام والمسلمين فى الإعلام الغربى" فى العاصمة البلجيكية بروكسيل يومى 15، و16 فبراير 2012، والتى شارك فيها ممثلون عن منظمات المجتمع المدنى وإعلاميون ومفكرون وأكاديميون من العالمين الإسلامى والغربى، ودعا المؤتمر إلى تنفيذ ما تمخض عن هذه الورشة من مقترحات تضمنتها الورقة المقدمة لهذه الدورة بعنوان "مشروع الإستراتيجية الإعلامية لمنظمة التعاون الإسلامى للتصدى للإسلاموفوبيا".
وأوصى المؤتمر بضرورة تفعيل القرار الذى أصدرته الدورة السابعة والذى دعا إلى تشكيل لجنة وزارية مصغرة، ودعاها إلى الاجتماع فى أقرب الآجال الممكنة، بدعوة من رئاسة الدورة التاسعة، وذلك لإعداد خطة متكاملة للتوجه إلى العالم الخارجى ومخاطبته باللغات التى يفهمها وبالأساليب التى تتماشى مع منطقه وتركيبته الذهنية بهدف تصحيح صورة الإسلام وإيضاح رسالته النبيلة وقيمه السامية، كما أوصى المؤتمر بتفعيل المقترح الذى سبق وأن تقدمت به المملكة العربية السعودية لإقرار ميزانية للصندوق الخاص بالتفاعل مع العالم الخارجى وقدرها 25 مليون دولار أمريكى تساهم فيه جميع الدول الأعضاء، حيث إن إنشاء هذا الصندوق يُعد حاجة ماسّة وضرورية للبدء الفعلى فى عملية التفاعل مع الإعلام الأجنبى لمصلحـة الـعـالم الإسلامى.
وتناول البيان موضوع إنشاء منتدى الإعلاميين فى منظمة التعاون الإسلامى، قال إنه فى إطار توثيق التواصل بين العاملين فى الحقل الإعلامى والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى، عبّر المشاركون فى المؤتمر عن دعمهم لضرورة ترسيخ التواصل وتشكيل آلية للتنسيق بين الإعلاميين فى العالم الإسلامى والأمانة العامة للمنظمة، ودعم المؤتمر مقترح تشكيل "منتدى الإعلاميين المسلمين فى منظمة التعاون الإسلامى"، وذلك للم شمل الإعلاميين وتوثيق العلاقات والتواصل معهم، ولكى يكون هذا المنتدى بمثابة منتدى يسهل التعاون معه، ويقوم بتطوير آليات محددة فى العمل الإسلامى المشترك فى مجال الإعلام.
وفى هذا الشأن، كما أشار البيان إلى البرنامج إلاعلامى الخاص بالقارة الإفريقية الذى يبرز مكانتها ودورها فى العالم الإسلامى، وقال إن المؤتمر نوه بالمقترح الخاص بتنفيذ برنامج إعلامى خاص بالقارة الإفريقية بحيث يبرز مكانتها ودورها فى العالم الإسلامى، لاسيما فى ظل رئاسة جمهورية الجابون للدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامى لوزراء الإعلام.
ودعا المؤتمر إلى عودة الهدوء وإحلال السلم والأمن فى منطقة الساحل والصحراء، كما أكد إدانته ورفضه لأى محاولات للنيل من أمن واستقرار جمهورية السودان، فى إشارة إلى احتلال جنوب السودان لمنطقة هجليج الحدودية، وشدد على التزام المنظمة بأمن وسلامة مالى وسيادتها غير القابلة للتصرف على حدودها المعترف بها دوليا.
ورحب المؤتمر بعرض مندوب إيران باحتضان بلاده الدورة العاشرة للمؤتمر الإسلامى لوزراء الإعلام فى عام 2014، كما تقدم بفائق الامتنان والإكبار إلى الرئيس على بونجو أونديمبا، رئيس جمهورية الجابون على رعايته للمؤتمر.
ويدين اعتداء جنوب السودان على هجيليج..
"وزراء الإعلام" يوافق على فتح مكاتب إعلامية للتعاون الإسلامى
الجمعة، 20 أبريل 2012 03:35 م