نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية ندوة لمناقشة رواية "أسد قصر النيل" للروائى الدكتور زين عبد الهادى، مدير دار الكتب المصرية.
حيث ناقش الرواية الناقد العراقى الدكتور ثائر العذارى ،بدراسة عنوانها "ما الذى يحدث فى قاف.. محاولة لكشف رموز البنية والدلالة"، كما قدم الناقد الدكتور هيثم الحاج دراسة بعنوان "رواية التاريخ-رواية الجغرافيا، مستويات الراوى فى أسد قصر النيل".
وصرح الأديب منير عتيبة، المشرف على مختبر السرديات، أن الروائى زين عبد الهادى استطاع فى هذه الرواية، أن يقدم عملاً سرديًا مختلفًا على مستويات عديدة، وأكد أن العمل أثار وسوف يثير الكثير من الجدل النقدى الخلاق، حيث إن الرواية تطمح أن تؤسس طريقًا خاصًا جديدًا للرواية العربية بما يجعلها إضافة حقيقية إلى الرصيد الروائى العالمى.
وقال إنه قد تم تسجيل رسالة ماجستير عن الرواية فى إيطاليا بمجرد صدورها، كما صدرت عنها عشرات الدراسات التى التفتت إلى قيمتها المهمة.
فى دراسته، قال الدكتور هيثم الحاج، إن رواية أسد قصر النيل استطاعت أن تعيدنا إلى فكرة التجريب الروائى التى تستهدف إنتاج أشكال روائية جديدة، وهو الأمر الذى حاولت فيه الرواية اللعب على مجموعة من مستويات الوعى، أهمها: الوعى الجغرافى والوعى بالتاريخ أو اللحظة الراهنة والوعى بالشبكة.
وأشار إلى أن الرواية لا توجد فيها خطوط حدثية واضحة بل مجموعة من العلاقات التى تشكل وعى الإنسان المعاصر، وأكد أن أسد قصر النيل تمثل محاكمة لتراثنا الاجتماعى والروائى يحاول بها الكاتب التركيز على عالم تحكمه العشوائية كنظام إلهى.
وقال الدكتور ثائر العذارى، إن الرواية تعد نص صادم بخروجه على كل الأنماط السردية المألوفة، وأشار إلى أن الرواية ليست مبنية على حكاية ذات حبكة يمكن تلخيصها، بل تتألف من شظايا متطايرة من حكايات عدة، قد تبدو فى البداية ضربًا من الفوضى، وهى تحتاج الكثير من الجهد لاستكشاف مجاهلها.
وألمح إلى أن الكاتب يحسن استخدام معرفته بتكنولوجيا المعلومات لاستلهام الشكل الروائى، فالرواية تبدو قد ابتعدت كثيرًا عن الشكل القرائى الخطى التسلسلى، وبنيت بدلا من ذلك على شبكة مجسمة ثلاثية الأبعاد، أجزاؤها كتل نصية مستقلة بذاتها تربط بينها علاقات فى غاية التعقيد.
وأضاف أن الرواية تبدو شبيهة بعمل برمجى معقد مكتوب بلغة من اللغات الحاسوبية الكتلية، إذ يتألف من مجموعة كبيرة من بريمجات صغيرة، بينما يمثل مفتتح الرواية الجسد الرئيس للبرنامج الذى يستدعى تلك المكونات البرمجية.
وفى قراءته للرواية أشار الأديب الشربينى المهندس إلى أن الدهشة كانت القاسم المشترك لتناوله للرواية مع الغلاف وصفحتها الأولى، حيث العالم مجموعة من الأوهام التى نخلقها لأنفسنا أو يخلقها الآخرون لنا كما رصد الكاتب. وأكد أن الكاتب نجح فى اختيار كوبرى قصر النيل كرابط مكانى لميدان التحرير وبين السرايات وباقى أجزاء قاف العاصمة كما سماها، وأسوده الأربعة كرابط تاريخى يمكن نسج الأسطورة حولها.
وأوضح أن السرد جاء بطريقة جديدة، متشعبًا وليس خطيًا، والأحداث متفرقة والمعلومات مشوشة رغم محاولة تحرى الدقة بالهوامش لكنها تكون شبكة حياتية ليشعر القارئ بمدى الصدمة بل وينقسم الراوى على نفسه.
وأشار الكاتب الشاب محمد العبادى فى مداخلته إلى أنه رغم تصريح الكاتب أنه لم يكتب الرواية وهو يبتغى متعة القارئ إلا أن الرواية بالفعل عمل ممتع، سواء على مستوى البناء أو على مستوى اللغة.
وأضاف أن الكاتب لم يستسلم للاهتمام بالمضمون على حساب المحتوى الفنى للنص، وهو ما ظهر فى نحته لغة خاص بالنص، والقيام بأخطاء مقصودة فى أسماء الشخصيات وسرد الأحداث لصالح أهدافه الفنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة