محمد جرامون يكتب: تحيه واجبة لعمر سليمان

الجمعة، 20 أبريل 2012 11:27 م
محمد جرامون يكتب: تحيه واجبة لعمر سليمان عمر سليمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن عمر سليمان رجل مبارك الأول، وخازن أسراره، يستحق التحية لنجاحه فى أن يبث الروح فى الثورة من جديد، وأن يُعيد وحدة الصف لغالبية الفصائل السياسية التى شاركت فى الثورة المصرية، ولا ينسى أحد أن وحدة الهدف والكلمة أثناء قيام الثورة كان أحد أهم أسباب نجاحها فى خلع مبارك.

ولكن عندما بدأ الجميع يبحث عن أطماعه الشخصية، وجنى ثمار الثورة قبل أن تُكتمل، فشل الجميع حتى أحزاب وجماعات الإسلام السياسى ومنهم حزبا الحرية والعدالة والنور، رغم حصولهم على الأغلبية فى البرلمان، وقولهم أن الشرعية الوحيدة هى شرعية البرلمان، إلا أنهم وجدوا أنفسهم يتحدثون ويناقشون ويصدرون القوانين داخل البرلمان دون أن يتم تنفيذ أى شىء على أرض الواقع مما أفقدهم الكثير من شعبيتهم فى الشارع الذى انتظر منهم الكثير. الأمر الذى جعلهم يدركون أن شرعية الشارع والميادين هى مكمله لشرعيه البرلمان ولا غنى عنها، وأنه لا سبيل لتحقيق مطالب الثورة إلا بتوحد جميع القوى السياسية سواء أغلبية أو أقلية، وأن سياسة الاستحواذ وإقصاء الأقلية، والذى ظهر جليا فى تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور قبل حكم محكمة القضاء الإدارى أثبت فشله.

وإننى هنا أدعو كل القوى الوطنية أن تشعر بمسؤوليتها، وأن تستعيد وحدتها لأن اللحظة الفارقة التى نعيشها الآن، من أصعب اللحظات فى تاريخ الوطن. فها هو رجل مبارك الأول بدلاً من أن يُقدم للمحاكمة، لمشاركته المخلوع فى نهب ثروات مصر وإضعاف دورها وقوتها، والذى كان من صميم عمله أن يُقدم لمبارك تقريراً يومياً عن أحوال الشعب، الذى عاش الفقر والحرمان والجوع والمرض والظلم والتزوير طوال عمله كرئيس لجهاز المخابرات، فهل كان يقدم تقارير عكس الواقع الذى يعانيه الشعب؟

وكذلك فشله فى كل الملفات التى أُسندت إليه، سواء الملف السودانى، فتم تقسيم السودان، وملف مياة النيل مع دول حوض النيل، وها هم يهددون مصر بتقليص حصتنا فى المياه، وترك إسرائيل تعبث بالمنطقة الأفريقية والملف الفلسطينى، حيث شارك فى تجويع أهالينا فى غزة، وقفل المعبر فى وجههم، والفشل فى تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وهذه كلها قضايا تهدد الأمن القومى لمصر، وتصب فى صالح الكيان الصهيونى، ولا يخفى على أحد أنه كان مهندس صفقه دعم المواطن الإسرائيلى بالغاز المصرى، ورغم كل ذلك نجده بكل بجاحة وفجور يتقدم للترشح للانتخابات الرئاسية، ولا أدرى كيف صور له خياله المريض أن يكون رجل مبارك الأول وشريك سياساته، رئيساً لمصر بعد الثورة التى قامت للقضاء على هذا النظام الفاسد، والذى كان سليمان أحد أهم أركانه، ولا أجد من الكلمات إلا أن أقول له اللى اختشوا ماتوا يا سليمان.

وما كان لسليمان أن يتخذ هذا القرار لو أن مرشحى الرئاسة وضعوا مصلحة الوطن فوق طموحاتهم الخاصة، وتوحدوا فى فريق رئاسى يُعبر عن الثورة، ويكون قادراً على تحقيق أهدافها، وحتى لا تُترك الفرصة لأمثال سليمان وشفيق، لمجرد الحلم بهذا المنصب، وحتى نثبت للجميع أن الثورة مازالت قائمة وقادرة على القضاء على كل أركان نظام مبارك الفاسد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة