حينما نتحدث عن الوطن تهتز الأقلام وترتعش الأبدان وتأخذنا الأحرف لمعانٍ يشعر بقيمتها كل إنسان.
حينما نسمع عن مشاكله الداخلية والأوضاع التى نعيشها الآن نحزن ويحزن بداخلنا الحزن وتنهمر الدموع.
لأننا فقدنا الحصن الحصين والسد المنيع الذى يقينا من اللهو الخفى الذى يعبث باستقرار الدولة التى نعيش فيها.
إذا كانت الأيادى المتربصة بالشعب المصرى وبالوطن تريد إسقاطه والعبث بمقدراته فلماذا قامت الثورة.
هل قامت من أجل إسقاط الوطن؟ وإخفاء هويته أم قامت من أجل التغيير وتصحيح المسار والأوضاع المعيشية.
وإزالة الفساد الذى أصبح سرطانا تفشى فى الجسد كله.
الثورة قضت على رأس النظام ولكن لم تزل الأذناب والذيول التى ما زالت تتحرك وتعبث بنا كيفما شاءت.
وتبث فينا الرعب والرغبة فى عدم الاستقرار والأمان والطمأنينة التى أصبحت بعيدة عنا.
كل مصرى على أرض الوطن يحلم أن يعيش حياة كريمة تحترم فيها آدميته وإنسانيته مثل باقى الشعوب التى تعترف.
بأن الإنسان هو النواة الحقيقية للوطن الذى يتم نهضته وتقدمه بإحساسه المباشر أنه مسئول عن رفعته بين الشعوب.
الأيادى الخفية التى ما زالت تحكمنا وتحرك كل الأشياء من حولنا كعرائس المسرح لا تزال موجودة تنعم بالحياة.
وتشعرنا بالآلام وعدم الاستقرار.. ما زالت تتحكم فى كل شىء حولنا من أجل قتل الثورة وفقدان الأمن والأمان.
وحياة كريمة نعيشها وننعم بها أيام العصر البائد الذى انغمسنا فيها واستسلمنا لنظامه.
فقدنا إحساسنا بالوطن وبحياة نعيشها وسط أبنائنا فوق ترابه.
إذا كانت الآبار يجف ماءها والبحار تتلاحق أمواجها والحلم أصبح كابوسا يؤرق حياتنا وأصبح الشاطئ بعيد المنال.
لن نصل إليه حتى لا نقف وتعود إلينا مصر من جديد لأن الحلقة كل يوم تزداد فى خنق أحلامنا تجاه الوطن.
إذا كانت الأيام تمضى والشهور تتعاقب والليل ما زال يسكن حياتنا يبعدنا عن ضوء النهار.
إذا كنا نعيش وننتظر الأقدار التى تغير مسار الأوضاع رافضين أن نعود للماضى متمسكين بروح الفريق لنهضة الوطن.
لنثبت للعالم الذى انبهر بثورتنا أننا بناة الأهرامات ومهد كل الحضارات وحضارة سبعة آلاف سنة قادرة أن تتخطى عنق الزجاجة والسير فى النفق المظلم وعودتنا للطريق الصحيح.
إذا كنا نجد كل الأشياء تسير عكس الاتجاه والصواب أصبح خطأ. والخطأ أصبح صوابا فلابد من هيكلة العقول، حتى ننهض من جديد.
إذا كان اليأس تملك من النفس وجعلها تشعر بمرارة الأيام وأننا نسير فى مفترق طريق فلابد من تكاتف كل القوى السياسية من أجل مصر حتى تعود ويعود معها الأمان الذى افتقدناه وغاب عنا وأصبح غريبا عن حياتنا.
إذا كانت كل مشاكلنا فى جمعية تأسيسية للدستور.. أو منع باقى النظام القديم من الترشح للرئاسة أو والدة أبو إسماعيل أمريكية.
فأين أجندة المواطن البسيط الذى فقد الأمن والأمان والرعاية وسط تخبط أعضاء مجلس الشعب الذى ما زال يبحث عن نفسه.
ولا هوية له حتى الآن.. من يقرر نهضة مصر.. من يعمل على دعم الدولة وإقرار القوانين لصالح الشعب الذى عان الأمرين.
من يشعر باحتياجات المواطن البسيط.. من يعمل على إنهاء الأزمات المفتعلة من الجاز والبنزين وقبلها الغاز.
هيهات إننا ما زلنا نحلم بعودة (صلاح الدين) ونحرر أنفسنا من مرضها من أجل مصلحة الوطن.
الوطن غال لا يشعر به إلا من فقد أرضه وليس من عاش ليعبث بمقدراته كل طوائف الشعب استبشرت خيرا فى مجلس الشعب وعقدت عليه كل الآمال وإذا به خيب كل التوقعات والظنون حتى فقد شرعيته فى نظر الجميع.
أين العمل على نهضة الاقتصاد وتخفيف الأعباء عن المواطن البسيط الذى لا يشعر به أحد فى حكومتنا التى ما زالت تحت الأنقاض وبدون صلاحيات فقدنا الشفافية والمصداقية فى قضيه التمويل الأجنبى ولم يخرج مسئول يوضح ما حقيقة سفر الأمريكان فقدنا مصارحة الشعب فى كل شىء يخصه لابد من عرض الحقائق للشعب حتى لو كانت قاسية.
مصر ليست حكرا على حزب بعينه ولكن مصر لكل المصريين سوف يكتب التاريخ ويسطر فى مدوناته التى يقرأها الشعب.
أن الوطن ضاقت به الأرض ونشعر بهزات أقوى من مقياس ريختر وإنه ما زال يحتضر ينتظر عودة الروح إليه وعودة المنقذ (صلاح الدين) الذى سوف يحاسب كل خائن وعميل عمل على إسقاط الوطن وتغيير هويته العربية.
من أجل مصر التى شربنا من مائها وتمتعنا بدفء شمسها وحبونا فوق ترابها وافتخرنا أننا مصريون.
من أجل عودة الروح وجسد يبحث عن نبض.. ننتظرك صلاح الدين.
