د. طارق النجومى يكتب: اللات والعُزى

الجمعة، 20 أبريل 2012 05:01 م
د. طارق النجومى يكتب: اللات والعُزى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عند ُمكن للمسلمين وفتحت مكة كان أول ما قام به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، هو هدم الأصنام التى كان يعبدها أصحاب الضلالة.. وهكذا لا ينتصر الحق ويتمكن له فى الأرض إلا بهدم الفساد وطوى صفحة الفاسدين.

وينطلق قطار التاريخ مارا بمحطات كثيرة.. بعضها لثورات هنا وهناك.. محطات مصبوغة بلون دماء من قاموا بها ومن أعداء ثورتهم عندما تمكن لهم.. وجد القطار عرباته تتوقف قليلا فى محطة زاخرة بعبر ومثل ستظل إلى نهاية الزمان علامة وعظة وإشارات لأولى الألباب.

اشتدت المعركة بين جيش على بن أبى طالب الذى يطالب بالشرعية العامة التى اختارها عموم الناس وبين جيش معاوية بن أبى سفيان الذى يدافع عن الشرعية الخاصة وتقابل الجيشان وكان النزال.. سقط سبعون ألفا.. كانت معركة حامية الوطيس تمكن لجيش على ولاحت فى الأفق علامات الانتصار وعندما أدرك جيش معاوية الهزيمة الساحقة تفتق الذهن للحيلة وكان ما كان.

قاموا برفع المصاحف على أسنة السيوف مطالبين بتحكيم شرع الله وكان ما كان من التحكيم وما كان من خدعة التحكيم وما آل له فى النهاية لتشتت تجمع جيش على ومن تفرق المسلمين إلى شيع وأطياف وآراء وأفكار لم يجتمع شملها حتى يومنا هذا.

تهدأ سرعة القطار وتبدأ الأصوات المنتظمة تصدر من قضبانه منذرة بالتوقف القريب ثم صرير طويل ثم هزة قوية إلى الوراء وأخرى للأمام ويتوقف القطار.. محطة مصر.
كانت الملايين تهتف فى الميدان لأسابيع بقلوب موحدة ونداء واحد ينطلق من الحناجر.. الشعب يريد إسقاط النظام.. معسكر متحدة كلمته على مطلب واحد.. تنقض علية قوى البغى والعدوان المرة تلو الأخرى.. مرة ببغال فوق بغال.. وبالجمال.. ومرة بالقنص والرصاص.. كان المشهد يقول لهم افعلوا ماتريدون.. فلا مناص.. فقد جاء يوم القصاص.

يجتمع المعسكر الآخر.. ويستحضر التاريخ فماذا يرفع فوق السيوف هذه المرة..؟؟ فكانت حيلة التنحى والتنازل.. رفع بيان التنحى.. أيها المواطنون فى هذه الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسنى مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.. يخرج ليعلنها رجل نظام كانت الملايين من شرق البلاد لغربها لشمالها لجنوبها يهتفون بسقوطه.

كانت لحظة أعادت الحياة لعبارة من لايملك أعطى لمن لايستحق.. من سقطت شرعيته سقوطا مدويا بإرادة شعب بأكمة يعطى ..!! ليأخذها من كانوا شركاء له فى سنوات الفساد على الأقل بالسكوت فالسكوت من علامات الرضى وبمحاولة الدعم فى اللحظات الأخيرة والبناء يتهاوى.. عطاء وأخذ.. كلاهما باطل.

ويعيد التاريخ نفسه لنجد دعاوى تشبه دعوى التحكيم التى فرقت الجموع والأهواء.. الدستور أولا أم الرئيس أولا..؟؟ المجلس أولا أم الدستور..؟؟ المواد الفوقية التى تخصهم والمواد التحتية التى تخصنا..!! وثيقة السلمى..!! مجلس شعب بصلاحيات أم بدون.. وفى النهاية بدون..!! مجلس زينة كما العمة وكما الطربوش..!!

تأتى اللحظة الحاسمة وتظهر الحقيقة لمن لايريد أن يرى فيخرج علينا رموز عهد الفساد الواحد تلو الآخر يريدون تولى أمر القطيع.. وكانت قمتها بخروج من صرح بالعطاء يوم ما سمى بالتنحى ليمهد لأخذ ما أعطاءه باليد اليمنى لتتلقفه يده اليسرى.. فى مشهد درامى شكسبيرى.. مشهد استرداد الوديعة.

أن الشعب وساسته الشرفاء وجيشه الأبى وشرطته المخلصة كانوا وسيظلون يدا واحدة ولن يستطيع أحد أن يجعلنا نخلط بين الرمز وبين الأشخاص.. الرمز يدوم والأشخاص تزول.
هل سنلبس عباءة أبو موسى الأشعرى وتخدعنا الخديعة وينتهى الحلم الذى عشناه والأمل الذى مازال يتغلغل فى النفوس.. أم أننا سنتذكر رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وهدمه لللات والعُزى كل ما هو قائم من أصنام.. التاريخ ينظر إلينا ممسكا القلم فى يده فأما أن يكتب أن هناك شعبا هدم كل الأصنام بصغيرها وكبيرها هُبل أو أننا كنا شعبا كان مصابا بالهبل.








مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

شاكر رفعت بدوي

اصبت كبد الحقيقة

عدد الردود 0

بواسطة:

مراقب

كلمة واحدة :

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر الصيدلي

مقالة رائعة

عدد الردود 0

بواسطة:

اكرم

كاتب مبدع كالعاده ومعظم كتاباته ساخره هادفه - شكرا للأستاذ الحبيب الدكتور طارق النجومي

عدد الردود 0

بواسطة:

وديع العلاوى

رحماك يا رب بمصرنا

عدد الردود 0

بواسطة:

نشأت النادي

إذا فليستمر النضال حتى هدم آخر صنم

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام كرم الطوخى

أوقات مخاضات ومجازفات

عدد الردود 0

بواسطة:

m

كل يبدأ بنفسه

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو منعم الشطوي

أنا...لي ...عندي ..!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

حموده ...

مَن مِن الجموع مختلفة الهدف يقرأ ويعي هذا المقال الجامع؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة