تتجه أنظار العالم صوب مصر، وهى تمر بمرحلة انتقالية شديدة الأهمية والخطورة فى تاريخها الحديث والمعاصر، ويترقب الجميع كيف سيختار الشعب من يستحق أن يكون رئيساً لهذا البلد، ثم كيف ستعيد مصر بناء مؤسساتها، وكيف ستنهض بالتعليم وبالاقتصاد وكيف ستعيش حياة سياسية صحيحة، وكيف ستعيد مصر ريادتها فى المنطقة، وكيف سيكون شكل علاقاتها الخارجية، والكثير من الأسئلة الأخرى التى تشغل بال من فى الداخل والخارج.
وحتى تتمكن مصر من السير قُدماً نحو تحقيق كل ذلك فمن الضرورى الاستفادة من الكفاءات المصرية والتجارب العالمية الناجحة فى مختلف المجالات، ولعل نقطة الانطلاق الحقيقة لنهوض دول العالم المتقدم هى إدراك كيفية التعامل مع الموارد البشرية وحسن استغلال طاقات البشر، وربما يكون سر الأزمة الحقيقية التى عانت منها مصر ودول العالم الثالث هى الغفلة المتعمدة وغير المتعمدة عن الاهتمام بوضع إستراتيجية واضحة لإعداد كوادر بشرية ذات كفاءة عالية فى مختلف مؤسسات الدولة لتكون جاهزة باستمرار لتحمل المسئولية فى الوقت المناسب، هذا إلى جانب ضعف الوعى بضرورة الاهتمام بتطوير إمكانات من هم فى مواقع المسئولية بمختلف أشكالها ومستوياتها حتى الانتهاء من أداء أدوارهم على أكمل وجه لتنتقل المسئولية إلى من يخلفهم بسلاسة ويُسر ورضا طالما أن الجميع يدرك أن الهدف المنشود هو خدمة الوطن.
ولنتخيل معاً ماذا لو عملت الدولة على وضع وتنفيذ خطة شاملة لاكتشاف ورعاية الموهوبين والمبتكرين الصغار والكبار، وماذا لو تحقق مبدأ تكافؤ الفرص لجميع المواطنين بدون تعصب، وماذا لو تعلم كل فرد طبيعة دوره وأهميته داخل المنظومة العامة، وماذا لو تم القضاء على الأمية والفقر والبطالة، وماذا لو أصبح العلم سبيلاً للتعامل مع قضايا المجتمع بكافة صورها؟
أعتقد أننا نقف الآن عند مفترق الطرق، ولا بديل عن اختيار طريق الترابط والوحدة والذى يعد من أهم متطلبات المرحلة الراهنة، فلسنا فى وقت يحتمل العنف والنزاعات فيما بيننا، ولم نعد فى ف يناسبها التشبث بتلابيب السلطة فى أى موقع من مواقع العمل، ولن ينقذنا سوى الإيمان بأهمية تقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية، لذا فقد أصبح لزاماً علينا أن نفسح مجالاً للأفضل والأصلح بحيث يكون الإنسان المناسب فى المكان المناسب.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح صوت الجماهير
جهل الفكروانتقاص العقول
والطمع والمال لهم كالغول
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
فعلاً لم نعد فى فترة يناسبها التشبث بتلابيب السلطة