يبدو أن المرشح الرئاسى حازم أبوإسماعيل -محطم جميع الأرقام القياسية داخلياً وخارجياً فى نشر وتوزيع البوسترات والملصقات- حيث أصبح من الصعب ومن غير المعقول، بل ويقترب من المستحيل أن تجد حائطا أو سيارة أو توكتوكا أو موتوسيكل أو عربة فول أو «سمين» فى مصر لا يحمل صورة ذلك المرشح الذى أصبح يحاصر المصريين فى صحوهم ومنامهم وركوبهم وسيرهم.. وكما كان المرشح هو الأول فى كل ذلك، كان هو الأول أيضاً فى الإشارة ببرنامجه إلى السينما والفنون والإعلام، وشدد فى البرنامج الذى كان يوزعه أنصاره فى حملته الانتخابية والذين غزوا القاهرة يوم الجمعة الماضى، على أن صناعة السينما يجب أن تنمو وتستمر لأفضل مما هى عليه الآن، مؤكداً أن السينما ليست أحضانا وقبلات ورؤية الرجل والمرأة فى أوضاع مشينة، ذلك ليس كلامى، بل كلام الداعية ورجل القانون أبوإسماعيل، والذى اقتصر توصيفه وتصويره للسينما المصرية - والتى تعد الأعرق والأقدم فى المنطقة فى سينما الأوضاع المشينة- وزاد العلامة أبوإسماعيل فى برنامجه بأن السينما الحقيقية هى التى تعرض مشاكل المجتمع وتدافع عن كيان هذا المجتمع من الداخل والخارج، لذا نحتاج السينما لكى نعود بها للمجال العربى والأفريقى والعالمى، نحتاجها لتنمية الحس والشعور الداخلى والخارجى لدى الناس، نحتاجها لكى ينطلق الناس فى الإبداع ولكى ندافع عن أنفسنا أمام العالم، بصراحة.. بمجرد أن انتهيت من قراءة تلك الجمل المنمقة الرنانة وجدت نفسى على طريقة الفنان عادل أمام بمسرحيته «شاهد ماشفش حاجة» أصرخ قائلة «ينصر دينك يا أستاذ خليفة»، أقصد يا أستاذ «أبواسماعين» لأن هذا الكلام الخطابى الرنان لا يقول شيئاً حقيقياً عن الإبداع والمبدعين، ولا أعرف هل يشاهد أبوإسماعيل ومسؤولو حملته الانتخابية السينما، هل يعرفون حجم الإنتاج السينمائى المصرى، وأهم مبدعى مصر، ترى هل سيسمح للنساء بالتمثيل أم سيقوم الرجال بأدوار النساء؟ وهل سيفرض زيا معينا للنساء فى حالة سماحه لهن بالتمثيل؟ هل سيرتدين النقاب أم الخمار؟ هل ستكون مرجعية جهاز الرقابة على المصنفات الفنية دينية أم قانونية؟ هل سيقتصر دور السينما على تقديم الأفلام الدينية أو الاجتماعية من منظور دينى، وهل إذا فكر مبدع مثلا فى تقديم فيلم عن قصة حب سيكون ذلك من حقه أم سيعتبر أبوإسماعيل ومؤيدوه أن ذلك رجسا من عمل الشيطان؟.. يبدو أن الدكتور حازم الموقر تخيل أن وضعه فقرة عن الفنون ببرنامجه ستكون كافية لأن نهلل وراءه، ونقرر أن نمنحه أصواتنا، لأنه بهذا الشكل سيكون راعى الفنون المنضبطة، من وجهة نظره، وتساؤلاتى هذه مشروعة لأنها تتعلق بشكل أو بآخر بما ورد فى برنامج «أبوإسماعيل» عن المرأة المصرية ودورها: «حيث يرى سيادته أن المرأة المصرية تعرضت لظلم كبير، حين أكرهت واضطرت للعمل على غير رغبتها، مما أدى إلى إهدار كبير لكرامتها، وهذا كلام، أبواسماعين، فهو يرى أن خروج المرأة للعمل والتعليم يحمل بشكل أو بآخر إهداراً لكرامتها، ولم يلتفت سيادته للنماذج المشرفة من النساء المصريات فى العديد من المجالات، ويبدو أنه لا يعرف أن المرأة هى التى ثارت على القيود والتقاليد العقيمة، وصار كتفها بكتف الرجل فى النهوض بالمجتمعات، وفاته أيضاً أن يلتفت إلى عدد النساء اللائى يعلين أسرهن، وأنهن كن أكثر استيعابا لفكرة التحرر والمساواة فى حين أن عددا كبيرا من الرجال مازالوا يضربون «كفا بكف» من هؤلاء النساء اللائى لا يتوقفن عن السعى.
ولو كان الشيخ الدكتور حازم أبوإسماعيل يملك رؤية حقيقية ومستنيرة عن الفنون والمرأة لكنا وجدنا امرأة واحدة غير منتقبة بين مؤيدى الشيخ، أقول ذلك لعدد من النساء اللاتى يؤكدن أن أبوإسماعيل «مش هيحجبهم غصب عنهم».