د. هانى أبو الفتوح يكتب: فى الزفة

الإثنين، 02 أبريل 2012 07:09 م
د. هانى أبو الفتوح يكتب: فى الزفة لأحد معالم دولة الإمارات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من فوائد السفر أيضا أن تطلع على ما يدور فى الدول الأخرى حولك، وترى كيف تسير الحياة ومحور اهتماماتهم، ومن الجميل أن تسافر لدولة ما على فترات متباعدة لترى هل تتوقف الحياة عند حد ما أم تتقدم بخطوات ثابتة لتصنع حضارة وتبنى وطن وتعمل على رفاهية المواطن.

هكذا سعدت بزيارتى أخيرا لدولة الإمارات بدعوة من أحد المؤتمرات فى أبوظبى، وفى اليوم الأخير للرحلة يوم الأربعاء الماضى حرصت حكومة أبوظبى على عمل جولة رسمية لنا امتدت لسبع ساعات لنشاهد على الطبيعة حجم التقدم والتطور الهائل والحرص على راحة المواطن والتخطيط لمستقبل الدولة لما بعد النفط، وكيف سيكون حال الوطن والمواطن، خرجت من جولتى بقدر سعادتى على تقدم بلد عربى رائع وحرصه على ربط الماضى بالحاضر والمستقبل، والاعتماد على التقدم العلمى والتكنولوجى والتخطيط المدروس وتنفيذ ما تم التخطيط له مسبقا وفق خطط معلنة واضحة والانتقال من مرحلة البناء للدولة إلى التفكير فى رفاهية وإمتاع المواطن بحياته بكافة السبل والوسائل.

بقدر هذه السعادة المستحقة بقدر حزنى على بلدى الحبيب مصر الذى يدور طوال سنوات عديدة فى فلك أقل وأبسط حقوق لمواطن، طلبه فقط أن يعيش ويحيا بأقل الإمكانيات والمتطلبات، يعيش ليعيش وينتهى يومه ليلحقه بيوم آخر حتى ينتهى به العمر بحثاً عن لقمة عيشه، وسعيا وراء سراب اسمه الحرية، التى نلهث جميعا خلفها، ونتغنى بها، ولكن على مايبدو أننا مستبدون بداخلنا إلى أقصى حد ولا يعنينا إلا رأينا وفقط، ولا نجيد لغة الاستماع للآخر، بل إننا أقرب لتكفيره وإخراجه من الحياة من مجرد أن نستمع إليه، انظر معى بهدوء تام لآراء وتصرفات وأفعال من ينضوون تحت لواء حملات المترشحين للرئاسة ستجدهم أكثر استبدادا بالرأى من المترشحين أنفسهم.

من هنا نصنع الآلهة ومن هنا يضيع الوطن، ومن هنا يتم حكمنا بالديكتاتوريات المختلفة ولا فرق بين هذا وذاك.

عسكر أو مدنى فالشعب المستبد واحد، وأول من يفسد الحاكم بطانته، ولن نستورد بطانة مثقفة واعية راعية ناصحة أمينة، بدلا من تلك البطانات الفاسدة التى تصنع الأباطرة وتلتف حولهم بالكذب والخداع، لتعيش على أجساد باقى الشعب، وتمتص دماءه ضريبة صمته وخنوعه، وهكذا تتبدل الأسماء، ويظل المشهد واحدا، والقطيع واحد، والزفة واحدة، ومن أراد أن يتيقن من ذلك جيدا عليه فقط أن ينظر لمشاهد الزفة، ومن فيها للمترشحين للرئاسة.

ففى الزفة ستجد لا فرق نهائياً بين هذا وذاك الجميع مختلفون على الاسم نعم، لكنهم يتفقون فى ضرورة الرقص، ويتفقون أيضا على الذبيحة، ومن أين تؤكل الكتف أليس الأكل ضرورة فى كل عرس وهكذا عرسك يا مصر لابد من ذبحك وأكلك أولا ثم الرقص على جسدك، ثم لك الله بعد ذلك يا مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة