تشهد الساحة المصرية الآن أحداثا عديدة تصف بدقة حالية التخبط السياسى والفوضى والارتباك والهشاشة التى تميز المشهد السياسى المصرى الحالى، إلى جانب التشكيك الواضح الذى يسيطر على معظم الأطراف الفاعلة، ناهيك عن الانفلات الأمن الذى أصبح كالطوفان لا يفرق بين شيخ وطفل، ولا بين قاضى وبلطجى.
فما بين قيام جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسى "حزب الحرية والعدالة" بترشيح المهندس خيرت الشاطر "النائب الأول للمرشد العام فى انتخابات رئاسة الجمهورية"، واللجنة التأسيسية لوضع الدستور وانتخابات رئيس الجمهورية واللخبطة فى الحياة السياسية المصرية، كل هذا جعل الشارع المصرى تائها يتساءل إلى أين تسير مصر؟ إلى الظلمات أم إلى النور؟ وهل ما يحدث من وضع دستور جديد للبلاد فى وقت متوازٍ مع انتخابات رئيس جمهورية سيكون فى صالح مصر أم سيزيد من إرهاقها؟ وهل سيأتى رئيس جمهورية قبل الدستور أم لا؟ كلها أسئلة وهناك غيرها الكثير.
إلى متى سنظل نعلق ما تمر به مصر حاليا على شماعة المخططات التى يديرها من يحاولون القضاء على ثورة يناير، وأن ما يحدث عبارة عن مطبات وعراقيل فى الطريق نحو الديمقراطية، دون أن نعيد ترتيب بيتنا من الداخل وننظم الساحة السياسية من جديد.
تعيش مصر مرحلة انتقالية مليئة بالصراعات بين التيارات الدينية والتيارات الليبرالية التقدمية، صراع قد تدرج ضمن ملفات التحول الديمقراطى بما بعد أمرا طبيعيا لا خوف منه، لكن الخطر أن يتطور ذلك الصراع السياسى إلى صراع دموى بين الفصائل السياسية إذا لم تلتزم هذه التيارات بنتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، بما يودى بالثورة إلى نتائج لا تحمد عقباها.
لكن هذا الصراع السياسى الآن يوازى خطرا أشد وأعظم وليس بالسهل احتوائه، وهو الوضع الاقتصادى المخيف الذى أطلعنا عليه رئيس الوزراء "الجنزورى" بما يدعو للقلق الشديد من الوضع السياسى الحالى، بل إن الأمر تعدى مرحلة القلق إلى الخوف الشديد بسبب ما يحدث على الساحة السياسية، فقد فقدنا 80% من الاحتياطى النقدى لمصر.
وقد حذرت منظمة العمل العربية من استمرار التخبط السياسى فى بعض الدول العربية التى تشهد نقلا للسلطة من المجلس أو الحكومات الانتقالية إلى حكومات رسمية ممثلة ومنتخبة من قبل الشعوب، وخاصة بعد سقوط أنظمة الحكم فيها، مثل تونس ومصر وليبيا واليمن وخاصة فى حال المماطلة فى نقل السلطة أو استمرار الاختلاف بين الأحزاب وممثلى الشعوب والقائمين حاليا على إدارة شئون البلاد، وهو ما يحدث بالنص على أرض مصر.
لا نزال إلى الآن نتحدث ونختلف على فرعيات وتفاهات "ولا أقصد بذلك ما يشغلنا من قضايا كبرى كالدستور وانتخابات الرئاسة وغيرها من الملفات الحيوية"، لكننا تركنا أصولا وانشغلنا بفروع وموضوعات قد تؤجلا قليلا، ولم نلتفت إلى خطر الفوضى السياسية ووضعنا الاقتصادى المرعب إلى أن لم نتداركه سريعا بالتوحد والعمل ستكون الثورة القادمة ثورة جياع ولن تجد لها مجيب.
كلنا مسئولين عن مصر، وأراها الآن لا تتحمل المشهد المؤسف، وعلينا أن نساعدها لتنهض بنا، وأن يقوم كل منا بدوره مخلصا بغض النظر عن رد فعل الآخرين، طالما أنه يسير فى الاتجاه الصحيح وما تمليه عليه المسئولية الوطنية، كى تتعافى مصر ونراها قائدة للثورة والإصلاح فى المنطقة وتعود للأمة العربية مجدها وهيبتها ا لتاريخية من جديد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
كمال
لسه انت يا...!
عدد الردود 0
بواسطة:
بليه ودماغه العالية
قلبك أبيض ....
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد السميع عامر مراد
التخبط مقصود