الأقوى والأنظف

سهرة جديدة أمضاها عشاق كرة القدم على مدار أربع ساعات متصلة مساء السبت الماضى فى كل مكان فى العالم أمام الشاشات لمتابعة مباراتى ريال اوساسونا ضد ريال مدريد، ثم برشلونة ضد اثلتيك بلباو فى الدورى الإسبانى.
والمتابعون لتلك المسابقة يعرفون أنها تضم أحسن لاعبى العالم قاطبة وعلى رأسهم الأرجنتينى ليونيل ميسى الفائز بالكرة الذهبية لأعوام 2009 و2010 و2011 وانييستا وتشافى وفابريجاس ودانى الفيش فى برشلونة.. والبرتغالى كريستيانو رونالدو والبرازيلى كاكا الفائزين بالكرة الذهبية لعامى 2008 و2007 والفرنسى كريم بنزيمه والألمانى مسعود أوزيل والحارس الإسبانى أيكر كاسياس فى ريال مدريد.
والمنافسة على اللقب الذى يحتكره برشلونة من عام 2009 محتدمة جدا فى الموسم الحالى بين ريال مدريد المتطلع لاستعادة لقبه وبرشلونة الطامح فى الاحتفاظ بالليجا للمرة الرابعة على التوالى.. وكان المدريديون متقدمين بفارق مريح من النقاط وصل إلى عشرة حتى أسبوعين فقط عندما نزفت النقاط منهم بتعادلين غريبين وتقلص الفارق إلى ست نقاط فقط فى ظل انتصارات متتالية لبرشلونة لا تنقطع أبدا.
سهرة السبت الماضى بدأت فى أوساسونا بهدف فى الدقيقة السابعة لبنزيمة على غرار الهدف الأسطورى القديم للهولندى ماركو فان باستين فى مرمى منتخب الاتحاد السوفيتى فى نهائى كأس الأمم الأوروبية عام 1988.. وهدف بنزيمة هو أحد أجمل الأهداف فى عام 2012 إن لم يكن أجملها على الإطلاق.. وجاء من تسديدة هوائية مباشرة بيمناه لكرة عالية أرسلها رونالدو من اليسار واستقبلها الفرنسى بيمناه قبل أن تنزل إلى الأرض ومن زاوية حادة إلى أصعب مكان فى المرمى.
ريال مدريد كان باحثا عن الفوز فى الملعب الذى نال به برشلونة الهزيمة قبل شهرين فقط وكان عارفا أن التعادل أو الهزيمة تقلل فرصته كثيرا فى إحراز اللقب.. خاصة أن المدريديين ذاهبون بعد أسابيع إلى برشلونة لخوض مباراة الإياب.
الضيوف المصممون على الفوز نجحوا فى مسعاهم واكتسحوا مضيفهم 5-1 بجدارة ووضعوا الضغط على برشلونة الذى استضاف بلباو بعد دقائق من نهاية لقاء مدريد.. ولم يتأثر المدرب جوارديولا بالأمر، بل وأراح لاعبيه الكبيرين تشافى وبويول استعدادا لمباراة ميلان فى دورى أبطال أوروبا.. وتمكن برشلونة من الفوز بجدارة أيضا بهدفين لانييستا وميسى مستمرا فى الضغط على ريال مدريد.
الأهم أن الصراع الأشرس والأقوى فى كرة القدم العالمية لم يخرج أبدا عن الإطار الرياضى السليم ولا عن الأخلاق المحترمة.. لا من اللاعبين ولا من المدربين ولا من الجماهير.. وهذا هو الدرس.