لا أعرف من يحق له احتكار الشعب المصرى، وأقصد بكلمة الاحتكار أى الوصاية عليه والحكر على رأيه، الذى أبداه بكامل إرادته من قبل وعلى مستقبل أجيال حالية وقادمة، فعندما تقدم المتقدمون للانتخابات الرئاسية، وهم كثر، بمختلف انتماءاتهم واتجاهاتهم الفكرية والدينية.. لم يجد المتربصون بكرسى الحكم إلا سياسة التخوين والتهويل بتصريحات لا يعلم الله إلى أين ستؤدى بالبلاد والعباد، من المرشحين.. تارة بتخوين مرشح لآخر واتهامه بالعمالة والتأييد من جهات أخرى داخلية وخارجية ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل للتهديد أنه لو فاز أحد المرشحين بعينه ستكون الانتخابات مزورة بحجة انتمائه وعمله بالنظام السابق، متناسين أننا كلنا مصريون وساحة التخوين والعمالة مجالها قاعات المحاكم وأحكام القضاء، ولكن بالأدلة وليس بالادعاءات.. لأننا وببساطة نحتاج لجهودنا جميعا ولانتمائنا لوطن يضم الجميع بفضله وأمنه مهما قال المتربصون به بأنه يفتقد الأمن والأمان.. ففى المساء القريب جاء رجل أعمال بأسرته من الإمارات الشقيقة، وقيل له إن مصر لا يوجد بها أمان فإذا بى أخذه إلى ميدان التحرير لينعم بالأمن والأمان النابع من عراقة أبناء هذا الشعب وحمايته لبلده.. ولتتبدل الصورة الباهتة عن بلدنا الذى أتى بها أخونا الإماراتى.. بصورة أكثر إشراقا وأمانا ليعود بها إلى بلادهم لينقلها لأهله وأصدقائه بأن مصر ما زالت وستزال بلد الأمن والأمان.
أقول ذلك لعلنا نعى الدرس والحكمة ولنفوق لأنفسنا ويكفينا ما يشيعونه عنا ليخربوا الاقتصاد الذى أصبح على وشك الخراب كل هذا بسبب ما جنيناه على أنفسنا وما جناه علينا أحد.. لقد استبدلنا العمل، الذى نحن فى أشد الحاجة إليه بعد ثورتنا المباركة ثورة يناير.. استبدلناها بالشائعات والفوضى والتهديدات فجنينا التراجع للخلف بدلا من التقدم للأمام.
أيها السادة الطامعون فى الحكم وكرسى الحكم فلتعلموا أن الدوام لله وأن الكراسى إلى زوال ولكم العبرة والموعظة فى المخلوع ورجاله الذين لم يكن أحد يجرؤ فى الاقتراب منهم أو حتى الجلوس معهم.. وأن الباقيات الصالحات خير عن ربك ثوابا وخير عملا.. أقول ذلك لأن الشعب المصرى الذى أظهر عظمته وتاريخه.. وأسقط رموز النظام السابق فى انتخابات برلمانية نزيهة لمجلسى الشعب والشورى.. شهد لها الجميع القاصى والدانى لا يحق لأحد أن يفرض عليه وصايته أو رأيه فهو يملكها منفردا ولا يحق لأحد الادعاء بتربص الآخرين له فى الخارج أو حتى الداخل وتزويرهم للانتخابات الرئاسية إذا نجح فلان أو علان لأن الشعب العظيم قادر أن يحمى تاريخه ليس القديم فقط بل الحديث بعد ثورة يناير.. أما أن تدعى فئة أيًا كانت بعد وصولها لكراسى زائلة وطمعها فى المتبقى منها أقصد كرسى الحاكم.. أنها إذا لم تصل لغرضها أومنالها أن الانتخابات ستكون مزورة لفشلها فى الوصول لغرضها فى كرسى الحكم.. هذا هو الافتراء بعينه وتزوير لإرادة شعب بمختلف طوائفه وانتماءاته أراد الحياة وطهر البلاد من نظام قلنا عليه فى الخمر ما قلنا ولكنه نفس الشعب، الذى سيرفض استبداله بحاكم وحكومة وحزب وتيار سياسى، ليحلوا مكان المخلوع وحزبه ونكون استبدلنا زيدا بعبيد.. وهذا هو الانكسار والسقوط لثورة يناير عن تحقيق أهدافها بعدم احتكار السلطة على تيار بعينه حتى تستقيم أمور الوطن لأن الشعب لن يرضى بتكرار سيناريو الوطنى سابقا.