حذرت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة من أن مهمة كوفى عنان مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستتعرض للخطر إذا استمر تصاعد أعمال العنف هناك.
جاء ذلك فى حديث خاص أدلت به سوزان رايس لشبكة سى إن إن الإخبارية الأمريكية، وقالت "إن أعمال العنف تصاعدت خلال الأيام الماضية فى سوريا، ولقد شاهدنا مؤخرا تقارير واردة من مدينتى حمص وإدلب تشير إلى استئناف القصف بمدفعية وأسلحة ثقيلة، ولذلك فإننى أعتقد أن فترة وقف أعمال العنف هناك كانت قصيرة".
وردا على سؤال للشبكة عما إذا كان ذلك يعنى أن مهمة عنان انتهت، قالت سوزان رايس "إننى أعتقد أن هذه المهمة لم تنته، ولكن من المؤكد أنها معرضة للخطر لأن خطة عنان تتضمن فى المقام الأول الدعوة إلى وقف متبادل لأعمال العنف، وأن تتخذ الحكومة الخطوة الأولى، وعلى الرغم من أن العنف توقف لمدة يومين تقريبا إلا أنه استؤنف مرة أخرى".
وحذرت سوزان رايس قائلة "إنه إذا لم يستقر الوضع على الأرض وإذا لم تنفذ الحكومة السورية التزاماتها وإذا تصاعد العنف فى سوريا، فإنه سيكون من الصعب جدا على مجلس الأمن إرسال مراقبين غير مسلحين إلى حرب ساخنة هناك".
وقالت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "إننى أعتقد أن المجتمع الدولى أيد كوفى أنان وخطته لأنه دبلوماسى مخضرم ويتسم بالحياد، وأن خطته كانت منطقية بدرجة جعلت بإمكاننا الموافقة عليها".
وردا على سؤال لشبكة "سى إن إن" عما إذا كانت هذه الخطة تتضمن تنحى الرئيس السورى عن السلطة، قالت سوزان رايس إن الخطة تتضمن عملية انتقال سياسية ستؤدى حتما إلى تنحى بشار الأسد.
واستدركت قائلة "ولكن من المعروف الآن أنه كان هناك انقسام فى المجتمع الدولى، حيث كانت روسيا والصين تحميان الأسد.. غير أن التغير الذى حدث مع طرح خطة أنان هو أن روسيا والصين تسعيان لإنجاح الخطة، وإننى أعتقد انه لو لم تتم ممارسة بعض الضغوط على الأسد، فإنه ما كان سيوافق على خطة عنان أو حتى يوقف العنف لفترة وجيزة".
وأضافت سوزان رايس قائلة "إن الخطوة التالية هى أنه يتعين على من لهم تأثير على الأسد أن يوضحوا له :إما أن يستغل هذه الفرصة التى أتاحها كوفى عنان والمجتمع الدولى لإنهاء الأزمة بطريقة سلمية، أو أنه سيواجه مزيدا من الضغوط". وأوضحت أن الضغوط التى تعنيها هى ضغوط اقتصادية وضغوط سياسية ودعم المعارضة السورية، وأكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "أن روسيا والصين سيكون لهما دور كبير فى إنجاح خطة عنان، وأنه إذا استمر الأسد فى الرفض فإن ذلك سيجعل روسيا والصين تواجهان خيارا صعبا للغاية وهو: إما ممارسة ضغوط على الأسد لكى يفى بالتزاماته أو تنضمان للمجتمع الدولى فى جهوده للضغط على الأسد لكى يفعل ذلك أو أنهما ستبدوان وكأنهما ليستا جادتين".
وردا على سؤال عما إذا كان هناك احتمال لاتجاه المجتمع الدولى للتدخل عسكريا فى سوريا، قالت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "إننى أعتقد أنه من وجهة النظر الأمريكية، فإننا قلقون للغاية بشأن تزايد عسكرة هذا الصراع".
وأضافت قائلة "إنه توجد هناك بالفعل حرب ساخنة يمكن أن تمتد إلى لبنان وتركيا، خاصة فى ظل الطائفية التى نشهدها فى دول المنطقة، ولذلك فإنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة القفز نحو حلول عسكرية إذا كانت هناك إمكانية لحل الأزمة سلميا".
وأشارت سوزان رايس إلى أن الظروف فى سوريا مختلفة تماما عن الظروف التى كانت فى ليبيا، وأوضحت "أنه فيما يتعلق بليبيا فإن المنطقة بأسرها والجامعة العربية كانت متحدة فى دعوة المجتمع الدولى للتدخل هناك وتأييد منطقة الحظر الجوى وحماية المدنيين، وكان مجلس الأمن موحدا مما ساعد على التفويض باتخاذ اجراء، وكان حلف الأطلنطى والدول العربية على استعداد للمشاركة فى ذلك الإجراء، وبالإضافة إلى ذلك فإن المعارضة الليبية كانت متماسكة وتسيطر على أراض تبدأ من مدينة بنغازى الاستراتيجية التى تمكنت من الانطلاق منها".
وأضافت قائلة "إن هذه الظروف لا توجد فى سوريا من الناحية الواقعية، فالمعارضة مازلت منقسمة وغير معروفة نسبيا للعالم الخارجى ولا تسيطر على أرض يمكنها الانطلاق منها".
وقالت سوزان رايس "إننا نعتقد أن معظم الشعب الأمريكى يود تسوية الأزمة السورية - إذا كان ذلك ممكنا - من خلال الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية ودعم المعارضة، وذلك بدلا من الدخول فى حرب نرى أنها أكثر تعقيدا مما كانت فى ليبيا أو كوسوفا".
وأضافت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة فى حديثها لشبكة سى إن إن "إنه يتعين أن نكون واضحين، فالدفاعات الجوية التى لدى سوريا، والجيران الذين يؤيدونها والقوى الكبرى التى تساندها تجعل الوضع مختلفا ومعقدا تماما عما حدث فى مكان آخر".
وتابعت "إننا نعتقد أن الوقت حان لرحيل الأسد، وإننا نمارس ضغوطا من أجل ذلك وسنواصل ممارسة هذه الضغوط ، ولكن السؤال هو كيف يمكن تحقيق ذلك؟"، وقالت "إنه لا يمكن تحقيق ذلك ببساطة من خلال ضربات جوية بسيطة، لأن المعارضة السورية لا تسيطر على أرض يمكنها الانطلاق منها".
وردا على سؤال للشبكة عما إذا كان هناك خيار يدعو إلى إحالة الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية، قالت سوزان رايس "إنه فيما يتعلق بالمحكمة الجنائية فإننا أوضحنا أنه يتعين محاسبة المسئولين عن ارتكاب فظائع وحشية، بما فى ذلك القيادة فى سوريا".
واستدركت سوزان رايس قائلة "ولكن للأسف، فإن طلب الاحالة الى المحكمة الجنائية الدولية يتعين أن يأتى من مجلس الأمن أو من الدولة نفسها، وسوريا ليست طرفا فى المحكمة الجنائية، ولذلك فإن الفرصة الوحيدة لذلك يجب أن يتيحها مجلس الأمن".
وأشارت إلى أن إجازة هذه المسألة فى مجلس الأمن ستتطلب - من جديد - الحصول على موافقة روسيا والصين، ولذلك فإنها تعتقد أنه ليس من المحتمل أن يتحقق ذلك على المدى القريب.
السفيرة الأمريكية: مهمة عنان ستتعرض للخطر إذا تصاعد العنف فى سوريا
الأربعاء، 18 أبريل 2012 08:46 ص
سوزان رايس السفيرة الأمريكية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة