قالت مجلة فورين بوليسى، إن عملية الانتقال السياسى فى مصر أصبحت دراما تراجيدية هزلية فى ضوء سلسلة التطورات المذهلة التى شهدها الشهر الماضى، فلقد دفعت الأحداث قطعان كاملة من الفيلة للإبحار عبر كل ثغرة قانونية ودستورية فى النظام السياسى المؤقت فى مصر.
ويؤكد ناثان براون، الباحث بمؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، فى مقالة بالمجلة، أن التعديلات الدستورية والإعلان الدستورى الذى أعقبها، وغيرهم من الإجراءات التى تبعت رحيل نظام مبارك، أدت إلى حالة من الفوضى.
وأضاف أن هناك مزيجا من العناصر الغريبة مثل قوانين الترشح للرئاسة وغيرها من الثغرات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية وكتابة الدستور وصلاحيات البرلمان وسبل مراقبته للحكومة، كلها تسببت فى انتشار سلسلة من الألغام فى البلاد.
وما جعل الأمور أسوأ كانت الطريقة التى ينظر بها للمؤسسات الحاسمة فى الدولة مثل القضاء بالإضافة إلى تشبث كل من البرلمان، باعتباره ذراع الإسلاميين، والمجلس العسكرى بمجموعة من المصالح السياسية والمادية. واستعداد مجلس الشورى على لاقتناص أى فرصة فى سعيه نحو طموحات أكبر لدوره، وحتى لجنة الانتخابات الرئاسية بصفتها هيئة يرأسها رئيس المحكمة الدستورية وهو شخصية ينظر إليها على أنها قريبة من المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية، هذا بالإضافة إلى أن تأجيل القضايا الحرجة، مثل إصلاح قطاع الأمن، قد تسبب فى تفاقم الأوضاع.
ويقول الكاتب إن كلمة "عملية" لا يمكن أن تنطبق على الحياة السياسية بمصر حاليا. ويضيف أنه مع اندلاع كل هذه المشكلات بعد عام من الثورة فيمكن إذن استعارة نصيحة أنطون تشيخوف للمسرحيين: "إذا رفعت مسدس فى الفصل الأول، إذن يجب إطلاق النار فى الفصل الثانى".
ويوضح براون أنه فى الفصل الثانى من الثورة المصرية كسر المصريون مستودع أسلحة وأطلقوا نيران الأسلحة كلها. وأولا قدمت لجنة التعديلات الدستورية وثيقة خالية من الإجابة عن الأسئلة الرئيسية، وكما كان القادة الثوريين سعداء برحيل مبارك لدرجة أنهم لم يعترضوا على تولى العسكرى السلطة لفترة طويلة، أخيرا يقع نصيب الأسد من المسئولية على عاتق جنرالات المجلس العسكرى الذين اتبعوا نهجا غير متماسك سواء من الناحية السياسية أو القانونية.
ورغم ما سبق يرى براون أن آمال الانتقال نحو دولة أكثر ديمقراطية وتعددية لم يمت بعد. فاستمرار قوة المؤسسات السياسية، حتى لو كان العديد منها فاسدا، وعدم قدرة أى فاعل سياسى واحد للسيطرة على البلاد، من شأنه أن يساعدها على الانتقال.
فورين بوليسى: الانتقال السياسى فى مصر بات دراما هزلية
الثلاثاء، 17 أبريل 2012 04:18 م
ميدان التحرير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر الشيخ
لماذا حمدين صباحى؟