أجمع المشاركون فى المؤتمر الدولى الأولى حول ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، والذى اختتم فعالياته مساء أمس، وعقد تحت عنوان "الثورة والثقافة" على ضرورة البحث عن صيغة لائقة لتخليد شهداء الثورة بشكلٍ يليق بالدور التاريخى والمفصلى الذى أنجزوه لأمتهم، وضرورة كشف المثقفين للإعلام المغرض والمناهض لقيم ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتنوير الجماهير بالألاعيب الإعلامية المناهضة للثورة، وتأكيد دور وزارات الثقافة والتعليم العالى والإعلام فى بناء الوجدان المصرى والعربى، انطلاقًا من قيم ثورات الربيع العربى.
كما طالبوا المشاركين بضرورة عقد هذا المؤتمر سنويًا بشكلٍ دورى، فى يناير من كل عام، وذلك من أجل رصد تجليات الثورة وتعميق الوعى الجمعى بظواهرها المختلفة، وتنشيط قيمها فى الوجدان المصرى والعربى، والكشف عن طبقاتها السياسية والمعرفية والجمالية والإنسانية والمتعددة.
كما طالب المشاركون بضرورة قيام المركز القومى للترجمة بمتابعة الإصدارات العالمية المختلفة حول الثورات العربية وترجمتها من أجل تعميق وتجذير الوعى بالذات ورصد رؤية الآخر لها، على أن يكون هذا الأمر ضمن أولويات المركز فى هذه المرحلة، وضرورة قيام كافة أجهزة وزارة الثقافة والوزارات المعنية بتوثيق الثورة على كافة الأصعدة المكتوبة والمسموعة والمرئية، وذلك حفاظًا على ذاكرة الأمة، وضرورة التأكيد على وقوف وزارة الثقافة على مسافة واحدة من كافة الاتجاهات السياسية بالبلاد من أجل تأصيل ثقافة الديمقراطية وتعميق ديمقراطية الثقافة، وتعميق علاقة المؤسسات الثقافية الرسمية بالمؤسسات الأهلية الجادة المعنية بنشر الوعى الثقافى لدى جميع أطياف الشعب لخلق التواصل، بينها وبين المؤسسات الثقافية، مما يدعم ويساهم فى تشكيل مشروع ثقافى وطنى تلتحم فيه الوسائل والأهداف فى تصاعد متنام.
والعمل على تحقيق مدنية الدولة، بما يتيح لكل مواطن أن يأمن على يومه وغده، وينعم بحياة كريمة، غير منقوصة إنسانيًا وفكريًا ومعيشيًا، ودعم قيم التواصل والحوار بين أفراد الشعب وكافة ثقافاته الفرعية، وعقد ندوات ومؤتمرات لمناقشة عدد من المفاهيم السياسية المحورية بمشاركة نخبة من الكتاب العرب والأجانب، كمفهوم الدولة المدنية، التيار الليبرالى، العلمانية، والهوية، (علماً بأن المجلس قد بدأ ذلك من خلال مشروع كراسات "مفاهيم ثقافية").