أكرم القصاص - علا الشافعي

د. مصطفى النجار

نحن والإخوان والثورة والفلول.. إلى أين؟

الإثنين، 16 أبريل 2012 10:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أتخيل للحظة واحدة أن الاختلاف والصراع السياسى مع الإخوان سيعطى البعض مبررا لرفض العزل السياسى ومنع رموز النظام السابق من الترشح فى انتخابات الرئاسة المقبلة، خلافى مع الإخوان معروف للجميع ووقوفهم ضدى بشراسة فى الانتخابات البرلمانية ومواقفهم السياسية خلال الفترة الماضية تجعلنى من أول المعارضين للإخوان، ولكن لا يمكن أن نرضى أبدا أن نستقوى على الإخوان بمن كانوا يحكمون مصر، حين أطلقت الرصاصات فى عيون أبنائها فى جمعة الغضب، ولا يمكن أن نقف فى صف من حكموا مصر وحدثت أيامهم مذبحة موقعة الجمل التى ما زالت دماء شهدائها على ملابسنا لم ولن تجف إلا إذا جاء ثأرهم.

لا يمكن أن يكون اختلافنا مع الإخوان سببا يجعلنا نرضى بحكم عسكرى مباشر أو إعادة إنتاج للنظام القديم، الذى قامت الثورة من أجله، لم أكن سعيدا بقرار الإخوان بالترشح فى انتخابات الرئاسة، ورأيت فى ذلك خطأ استراتيجيا بالغا ستدفع الجماعة ثمنه من مصداقيتها، بعد أن تعهدت مرارا بعدم المنافسة فى انتخابات الرئاسة، ولكن فى النهاية سنحترم خيارات الشعب وإذا حكم الإخوان ومارسوا الاستبداد أو حادوا عن الطريق سنكون أول من يثور فى وجوههم ونعمل على إسقاطهم.

إن المعيار والمحدد الأساسى الذى يجب أن يحكم مواقفنا السياسية هو الثورة ونجاحها، فكل ما سيكون سببا فى إجهاض هذه الثورة هو عدو لنا وكل ما سيساعد على نجاح الثورة هو ما يجب أن نتبناه ونناضل من أجله. نختلف مع الإخوان ولكنهم فى النهاية فصيل وطنى كان شريكا فى الثورة وفى الميدان، مهما اختلفت تقديراتهم السياسية بعد ذلك ومهما كانت قرارتهم التى قد نرى بعضها قد ابتعد عن روح الثورة وأهدافها، لكن لا يمكن أن نستبدل عدونا الأساسى بالإخوان ليصبحوا هم الأعداء، وهذا غاية ما يتمناه أعداء الثورة الحقيقيين اعتمادا على مبدأ فرق تسد.

إن معركتنا الآن تحتاج إلى إعادة ترتيب الأولويات لأن الخطر صار خطرا جماعيا يهدد الجميع، ولا أنكر أن هناك فقدانا للثقة عميقا بين الإخوان وبقية القوى السياسية سيحتاج إلى علاج لا يجب أن يطول زمنه، لأن الصف الوطنى المتصدع حانت لحظة ترميمه ليعود مرة أخرى بالقوة نفسها والتراص والتوحد والإبهار الذى رأيناه فى الميدان أيام الثورة الأولى.

عاد الإخوان للميدان يوم الجمعة الماضى وقالوا إن الثورة مستمرة فى الميدان والبرلمان وقاطع الميدان يومها بقية القوى السياسية، وسينزل للميدان كثير من القوى المدنية والثورية فى الجمعة المقبلة 20 إبريل وأراها فرصة تاريخية للمصالحة وإذابة الجليد بين الطرفين.

إن الثورة فى خطر حقيقى والألغام التى تم دسها ببراعة بالغة فى طريق نجاح الثورة وتحقيق التحول الديمقراطى الكامل تنذر بالخطر وقد تعود عقارب الساعة للوراء بكل واقعية وحينها سيندم الجميع بلا استثناء.

على القوى المدنية أن تدرك أن صراعها مع الإخوان ليس وقته الآن، فلنكمل الثورة معا، ثم فلنختلف بعد أن نبنى نظاما سياسيا يليق بمصر الثورة، قوة الإخوان فى الحشد هى قوة للثورة، أغلبية البرلمان فى البرلمان أيضاً يجب أن تكون فى صالح الثورة، مهما تعثر الإخوان وتباعدوا عنا حينا، فلا بد أن نرحب بعودتهم ونشجعهم وكفانا عتابا وتوبيخا وشقاقا يفرق بيننا أكثر وأكثر.

الثورة هى أمانة فى رقاب المصريين بلا استثناء مهما كانت انتماءاتهم السياسية، والثورة فى خطر، فلنتسامى ولنعيد ترتيب أولوياتنا الوطنية، لن يرحم التاريخ كل اللاعبين فى الساحة السياسية الآن وسيكون شاهدا لهم أو عليهم.

حمى الله هذه الثورة من البداية وأرسل لها دفقات قدرية أعادت لها الحياة حين تيبس جسدها وكاد أن يموت، وما يحدث على رغم من خطورته قد يكون خطوة فى علاج أخطاء الثورة وترشيد مسارها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الثوره والقوه الدافعه

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى عوض

هذا نبل في أرض المعركة يسجله التاريخ للرجال الحقيقيين

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود أيوب

طفل يبحث عن مصلحته فقط ولايدري عواقب الأمور

عدد الردود 0

بواسطة:

د أسامة

هذا هو الثورى الحقيقي

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

اتفق معك و لكن

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد محمود

احترمك

عدد الردود 0

بواسطة:

عاصم شحاته

شكراً

عدد الردود 0

بواسطة:

مدام / جيهان

تفكروا واعتبروا يا أولى الألباب

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد سيف

ايوه يا دكتور

عدد الردود 0

بواسطة:

حلمى

مع احترامى لك اختلف معك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة