اجتمع وزير الخارجية محمد كامل عمرو فى جوبا اليوم، الاثنين، مع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت وأعضاء حكومته، لبحث سبل التوصل للتهدئة بين الخرطوم وجوبا، على خلفية عدوان جيش الجنوب على منطقة "هجليج" النفطية بجنوب كردفان يوم الثلاثاء الماضى.
وكان الوزير محمد كامل عمرو قد وصل إلى جوبا فى وقت سابق اليوم، قادما من الخرطوم، فى إطار التحركات التى تقوم بها مصر مع الجانبين، لتحقيق التهدئة على الحدود بينهما.
وعبر وزير الخارجية، خلال اللقاء، عن قلق مصر إزاء الأزمة الحالية بين السودان وجنوب السودان، وأشار إلى أن مباحثاته فى الخرطوم وجوبا تستهدف استكشاف ما يمكن لمصر أن تقوم به من جهد، لتمكين الطرفين من العودة مرة أخرى للتفاوض وحل القضايا العالقة بينهما سلميا، وإقامة علاقات ودية وطبيعية بين الجانبين.
وأكد عمرو أن أية مبادرة ستتقدم بها مصر لتسوية الخلافات بين الخرطوم وجوبا مكملة للمبادرات المطروحة وعلى رأسها مبادرة الاتحاد الأفريقى.
من ناحية أخرى أبلغ مصدر جنوبى مطلع مركز السودان للخدمات الصحفية الليلة، أن رياك مشار نائب رئيس حكومة جنوب السودان وتعبان دينق حاكم ولاية "الوحدة"، نجيا من هجمات المنشقين من الجيش الشعبى على منطقة بالولاية كانا متواجدين بها قبل ضرب المنطقة بدقائق من قبل المنشقين.
وقال المصدر، إن تواجد مشار بالمنطقة يجىء بعد دخول الجيش الشعبى إلى "هجليج" بهدف الوقوف مع أبناء قبيلته لمواجهة النزاع القبلى بجنوب السودان، موضحا أن أبناء النوير يميلون إلى الحلول السياسية حول القضايا العالقة مع السودان، الأمر الذى رفضه الدينكا بتحريض من سلفاكير.
وكشف المصدر عن مواجهات بين المعارضة الجنوبية ممثلة فى جيش المنشقين بقيادة جونسون ولنج والجيش الشعبى فى العديد من المناطق بالجنوب، موضحا أن جيش المنشقين قاد حربا ضروسا ضد الجيش الشعبى واحتل منطقتى (الكويك، الغابات) ويتجه نحو و"د دكونة" شمال ولاية أعالى النيل.
وأكد المصدر، أن تواجد رياك مشار بولاية الوحدة بعد الهجوم على هجليج يدل على حرصه على الوقوف مع أبناء المنطقة فى مواجهة القبائل الأخرى التى تحاول الاستحواذ على السلطة من خلال سيطرة الدينكا على مقاليد الحكم بالجنوب.
من جهتها، طالبت حركة "العدل والمساواة - جناح السلام" متمردى دارفور بتحالف الجبهة الثورية بالخروج عن دائرة الاستغلال التى وضعتهم فيها بعض الدوائر الغربية
بواسطة الحركة الشعبية، معلنة تأييدها ووقوفها خلف القوات المسلحة السودانية لاسترداد هجليج.
وقال الرشيد عبد الله، أمين شئون الرئاسة بالحركة، إن وقوف حركات دارفور غير الموقعة على السلام فى صف واحد مع الحركة الشعبية ومعاونتها فى تصعيد هجماتها على جنوب كردفان يأتى فى إطار تنفيذ أجندات خارجية لخدمة جهات معادية سخرت من أجلها عناصر التمرد.
وشدد على ضرورة الفصل بين قضية دارفور وما يدور بجنوب كردفان والنيل الأزرق، مؤكدا أن المطالب لا تؤخذ بحمل السلاح والوسائل العدائية، وإنما بالحوار السلمى".
وفى ذات السياق، دعا تحالف حركات وأحزاب دارفور الموقعة على السلام فى بيان له، الشعب السودانى إلى وحدة الصفوف والاستجابة للاستنفار لرد العدوان واستعادة هجليج، مثمنا صمود وبسالة القوات المسلحة، وطالب البيان "جميع أهل دارفور بتوحيد الكلمة والالتفاف حول قيادتهم أمام العدوان الغاشم دفاعا عن الأرض".
كامل يبحث سبل التهدئة بالسودان.. ومحاولة اغتيال نائب سلفاكير
الإثنين، 16 أبريل 2012 09:33 م