قال إكرام بدر الدين، أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن العلاقة بين ثقافة مجتمع ما وبين ثورته هى علاقة تبادلية وطيدة الثقة، فالثقافة هى التى تحدد شكل الثورة وأهدافها وشعاراتها ودرجة العنف فيها، والثورات من شأنها أن تحدث تغييرا جذريا فى ثقافة المجتمع.
جاء ذلك خلال الندوة التى أقيمت صباح اليوم الاثنين ضمن فعاليات مؤتمر "الثقافة والثورة"، الذى ينظمه المجلس الأعلى للثقافة وحملت الندوة عنوان "على ضفاف الثورة"، وأشار خلالها إكرام إلى أن الطبيعة الخاصة لكل من العلاقة بين الثورة والثقافة وبين المثقف والسلطة هى علاقة تحتاج إلى دراسة، لافتا إلى أن هذه العلاقة تتميز بأنها مختلفة من فترة زمنية إلى أخرى ومن نظام سياسى إلى آخر حسب طبيعة النظام السياسى والقيم السائدة فى كل مرحلة، وأضاف إكرام أن مصر بعد الثورة حدث بها تغيرات جذرية فى المجتمع المصرى، مشيرا إلى أنها أعطت دورا فعالا لعديد من قوى وفئات المجتمع المصرى.
بينما أكد بدرو كاناليس خبير فى العلاقات المغربية الأسبانية أن العلاقة بين الثقافة والثورة بها جدل كبير لا نهاية له، مشيرا إلى أن الذين يدافعون عن فكرة أن الثورة هى الشكل الأكثر رقيا من الثقافة، لديهم الحق إلى حد كبير.
وأضاف بدرو أنه تعلم من الخبرة الأسبانية، أن اللحظات التى تحدث فيها ظروف تاريخية واقتصادية واجتماعية، هى الفترة التى تكتسب فيها الثقافة أشكالا متطورة للغاية، وأوضح بدرو أننا فى أسبانيا نراقب "الربيع العربى" من منطلق التأمل والرغبة فى متابعة الأحداث، موضحا أنه ستكون هناك إشكاليات سوف تواجهها الشعوب بعد الثورات فعندما يتذوق الشعوب الطعم الحلو للحرية فسوف يقوم بتقديم كل ما هو غالى ونفيس من أجل الحفاظ على مكتسبات الحرية.
