أكدت الدكتورة ليلى سويف، أستاذة كلية العلوم، أن أحد أهم أسباب نجاح الثورة هو إبداع من قاموا بها فى أسلوب جديد، وأهم تلك النجاحات بجانب الإطاحة بالرئيس، هو انتزاع الحق فى التنظيم الذى كان تنظيما علنيا وليس سريا وكان فى الشارع وليس فى الغرف المغلقة.
جاء ذلك خلال فعاليات الجلسة الثالثة من مؤتمر "الثورة والثقافة" التى عقدت، صباح اليوم الأحد، بالمجلس الأعلى للثقافة، مشيرة إلى أن دعم الانتفاضة الفلسطينية كان أول محطات ثورة 25، ومنذ ذاك التاريخ أصبح الميدان قبلة الثوار، وفى مايو 2004 دعا شباب جامعى لنظام جديد للحاسبات، ظهر معه أول تنظيم للشباب فى ساقية الصاوى، بعد أن كانت المؤشرات تشير إلى قدوم ما بين 50 إلى 100 مدع وفى 2006 قام الشباب بتنظيم الانتخابات دون مساعدة الأمن.
وقال خليل كلفت، المفكر اليسارى والناقد الأدبى، إن التحليل السياسى لا ينبغى أن ينحصر على الفترة الراهنة وإنما يشمل كافة الخصائص والوقائع المختلفة، فى ظل الاختلاف بين الثورة الاجتماعية والثورة السياسية، مشيرا إلى أن الثورة الاجتماعية هى التحول الرأسمالى التدريجى فى فترة سابقة عن الثورة السياسية والتى لم يكن فيها النظام إقطاعيا، أما الثورة السياسية فتقوم لتحقيق ما سبق وتمثل مستقبل الثورة الاجتماعية.
وأضاف أن ما سبق يؤكد أن الثورة لم تتفجر لإنصاف شهداء أو منع الدولة الدينية، بل قامت الثورة لإسقاط النظام نفسه، وكانت النتيجة المنطقية هى إعلان التفسير اللا تفسير فى فهم أسباب الثورة ومن ثم استحالة أى توقع للتطورات والآفاق والنتائج.
وأوضحت هويدا صالح الباحثة المصرية فى أكاديمية الفنون، أن هناك عددا من المحاولات لإجهاض الثورة والالتفاف عليها ولكن التاريخ سيذكر الثورة وما حدث بها، مشيرة إلى أن الثورة المصرية لو تحققت كل أهدافها سيحذو كافة أقطار الدول العربية حذو الثورة المصرية، فى ظل تحديات القوى الخارجية، مؤكدة بأن الثورة المصرية استحوذت على تعاطف العالم واهتمامه رغم أن الثورة بدأت فى تونس وليس مصر، مؤكدة أن الثورة المصرية ليست صنيعة المخابرات الأمريكية، كما تدعى وسائل الإعلام.
وأشارت هويدا إلى أن التحديات التى تركها النظام السابق تتمثل فى تحديات الوحدة الطائفية، التى دأب النظام السابق على زرعها، وأضافت أن الإسلام السياسى تحد آخر لسماح المجلس العسكرى بتكوين أحزاب له خلفية إسلامية، رغن أن القانون يمنع ذلك، علاوة على إقامة صفقات سرية بين الإخوان والمجلس العسكرى.
وأضافت جيدرا شابا، أننا الآن نشهد نقاشا طويلا حول كلمة ثورة هل كانت بمفوم التغيير الجذرى أم كان المفهوم أنها انتفاضة شعبية ضد السلطة أم المقصود منه وفق اللغة العربية معنى التمرد، وهو ما ظهر بشكل واضح فى الشعارات التى رفعت فى مظاهرات يوم 25 يناير، مشيرة إلى أن تعدد مصطلح ثورة يترتب عليه نتائج تاريخية مهمة أولها يتم تعريف مجموعة من الأحداث ذات طبيعة مختلفة على أنها ثورات، كما أنه يعطى انطباعا خاطئا بإمكانية المقارنة بين هذه الأحداث من وجهة نظر تاريخية، كما أنه يسمح على التنافس التاريخى بين ثورة 19 وثورة 52، وهو ما يتطلب تحديد المعنى الحقيقى والدقيق لكلمة ثورة فى كل تلك الثورات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة